الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و امتنانه ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ مستيقنٍ بها في جنانه ،
و مقرٍّ بها بلسانه ، و أشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله و رسوله المبلغُ للوحيين :
سنته و قرآنه ، صلى الله و سلم و بارك عليه،
و على آله و أصحابه و أتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
أمــا بعــد :
أيّها المسلمون ، أيام قلائل و تنزِل بكم أيّامٌ فضَّلها الله على ما سِواها ،
و أقسم بها تعظيمًا لها فقال سبحانه :
وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ
[ الفجر : 1، 2 ] ،
قال ابن عبّاس و ابن الزّبَير و غيرهما رضي الله عنهم :
( إنها عشرُ ذي الحجة ) ، و هو قولُ جمهور المفسِّرين كما ذكره الشوكانيّ يرحمه الله .
و في صحيح البخاريّ أنَّ النبيَّ قال :
(( ما مِن أيّامٍ العملُ الصالح فيهن أحبّ إلى الله من هذهِ الأيّام )) ،
يعني أيّام العشرِ ، قالوا : و لا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال :
(( ولا الجهادُ في سبيل الله ، إلاّ رجل خرَج بنفسه و مالِه ثم لم يرجِع من ذلك بشيء )) .
فاحرِصوا ـ رحمكم الله ـ على عمارةِ هذه الأيام بالتكبيرِ و التهليلِ و التحميد
و الدّعاء و الإكثار من أنواعِ الأعمال الصالحة ، و هي الأيّام المعنِيَّة بقول الله عز و جل :
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ
[ الحج : 28 ] ،
أيّها المسلمون ، يقول النبيُّ :
(( إذا رأَيتُم هلال ذِي الحجة و أراد أحدُكم أن يضحِّيَ فليمسِك عن شعرِه وأظفاره حتى يضحِّي ))
رواه مسلم .
ألا فاتقوا الله عباد الله ، و الزَموا السنّة ، و أغتنِموا الأيّامَ الفاضلة ،
فما أسرعَ تقضِّيها ، و بادِروا الأعمار بالأعمال ، فالموت عمّا قليل سيلاقيها .
هذا و صلوا و سلموا على نبيكم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) ، فقد قال :
(( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا )) ،
فصلوا و سلموا على الرحمة المهداة و النعمة المسداة
نبيكم محمد رسول الله ، فقد أمركم بذلك ربكم فى عُلاه
فقال في محكم تنزيله و هو الصادق في قيله :
( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً )
[ الأحزاب : 56 ] .
اللهم صلَّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا و نبينا محمد ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجه أمهاتنا أمهات المؤمنين ،
و أرض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبى بكر و عمر و عثمان و على
و العشرة المبشرين و على سائر الصحابة و التابعين
و من سار على دربهم إلى يوم الدين
و عنا معهم بعطفك و جودك و كرمك يا أرحم الراحمين
اللهم أعز الإسلام و المسلمين و ............ ثم باقى الدعاء
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت