السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة
حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير
نواصل على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق
( الحلقة رقم : 769 )
{ الموضوع التاسع الفقرة 18 }
( أحكــام الحــــج )
أخى المسلم
بمناسبة قرب الحج بلغنا الله و إياكم
نكرر معكم اليوم الموضوع الـتاسع من مواضيع دين وحكمة
الحمد لله الذى جعل كلمة التوحيد لعباده حرزاً و حصناً
و جعل البيت العتيق مثابة للناس و أمناً
و أكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفاً و تحصيناً و مناً
و جعل زيارته و الطواف به حجاباً بين العبد و بين العذاب و مجناً
و الصلاة على محمد نبى الرحمة و سيد الأمة
و على آله و صحبه قادة الحق و سادة الخلق
و سلم تسليما كثير
المبيت بمنى
البيات بمنى واجب فى الليالى الثلاث
أو ليلتى الحادى عشر و الثانى عشر عند الأئمة الثلاثة
أما الأحناف فيرون أن البيات سنة
و قال أبن عباس رضى الله عنهما
[ إذا رميت الجمار فبت حيث شئت ]
رواه أبن أبى شيبة
و عن مجاهد
لا بأس بأن يكون أول الليل بمكة و أخره بمنى
أو أول الليل بمنى و أخره بمكة
قال أبن حزم
و من لم يبت ليلى منى بمنى فقد أساء و لا شئ عليه
و أتفقوا على أنه يسقط عن ذوى الأعذار
كالسقاة و رعاة الأبل فلا يلزمهم بتركه شئ
و قد استأن العباس النبى صلى الله عليه و سلم
أن يبيت بمكة ليالى منى
و ذلك من أجل سقايته فأذن له
رواه البخارى و غيره
و عن عاصم بن عدى رضى الله عنه
[ أنه صلى الله عليه و سلم
رخص للرعاة أن يتركوا المبيت بمنى ]
رواه أصحاب السنن و صححه الترمذى
متى يرجع من منى
يرجع من منى إلى مكة قبل غروب الشمس
من اليوم الثانى عشر بعد الرمى عند الأئمة الثلاثة
و عند الأحناف
يرجع إلى مكة ما لم يطلع الفجر من اليوم الثالث عشر من ذى الحجة
لكن يكره النفرة بعد الغروب لمخالفة السنة و لا شئ عليه
الهدي
هو ما يهدى من النعم إلى الحرم تقرباً إلى الله عز و جل
قال تعالى
{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ
فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ
فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
الحج36
صدق الله العظيم
و قال عمر رضى الله عنه أهدوا
[ فان الله يحب الهدى ]
و أهدى رسول الله صلى الله عليه و سلم مائة من الأبل و كان هديه تطوعا
الأفضل فيه
أجمع العلماء على أن الهدى لا يكون إلا من النعم
و النعم هى بالترتيب
الأبل ثم البقر ثم الغنم ثم و الذكر او الأنثى
و أتفقوا على على أن الأفضل
الأبل ثم البقر ثم الغنم
على هذا الترتيب
لأن الأبل أنفع للفقراء لعظمها و البقر أنفع من الشاة كذلك
و أختلفوا فى الأفضل للشخص الواحد
هل يهدى سبع بدنه ؟ أو سبع بقرة ؟ أو يهدى شاة ؟
و الظاهر أن الأعتبار بما هو أنفع للفقراء
أقل ما يجزئ فى الهدي
للمرء أن يهدى للحرم ما يشاء من النعم
و قد أهدى رسول الله صلى الله عليه و سلم
مائة من الأبل و كان هديه هدى تطوع
و أقل ما يجزئ عن الواحد شاة
أو يشترك سبعة فى بدنة أو بقرة
فان البدنة أو البقرة تجزئ عن سبعة أشخاص
قال جابر رضى الله عنه
[ حججنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فنحرنا البعير عن سبعة و البقرة عن سبعة ]
رواه أحمد و مسلم
و لا يشترط فى الشركاء أن يكونوا جميعاً ممن يريدون القربة إلى الله تعالى
بل لو أراد بعضهم التقرب و أراد البعض اللحم جاز
خلاف الأحناف
الذين يشترطون التقرب إلى الله من جميع الشركاء
أقسامه
ينقسم الهدي إلى مستحب ، و واجب
فالهدي المستحب للحاج المفرد ، و المعتمر المفرد
و أما الهدي الواجب ينقسم
واجب على القارن و المتمتع
واجب على من ترك واجباً من واجبات الحج
كرمى الجمار ، و الإحرام من الميقات
و الجمع بين الليل و النهار فى الوقوف بعرفة
و المبيت بالمزدلفة أو منى أو ترك طواف الوداع
واجب على من أرتكب محظوراً من محظورات الإحرام غير الوطء كالتطيب و الحلق
واجب بالجناية على الحرم كالتعرض لصيدة أو قطع شجره
شروط الهدي
يشترط فى الهدى الشروط الأتية
1 - أن يكون ثنيا إذا كان من غير الضأن
أما الضأن فأنه يجزئ منه الجذع فما فوقه
و هو ما له ستة أشهر و كان سمينا
و الثنى من الأبل ما له خمس سنين ، و من البقر ما له سنتان
و من المعز ما له سنة كاملة