12-08-2010, 12:04 PM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
|
|
25 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عضل النســاء
25 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / عضل النســاء
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
الحمد لله خالق كل شيء ، و رازق كل حيّ ،
هدى من شاء من عباده بفضله ، و أضلّ من شاء بعدله ،
أحمده سبحانه و أشكره على إنعامه و طَوله ، الخيرُ كلّه بيديه ، و العملُ و الرغبة إليه .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سميعٌ لمن يناديه ، قريبٌ ممّن يناجيه ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله أرجح البريَّة إيماناً ،
و أثقلهم ميزاناً ، و أبلغهم حجةً و برهانا . صلـى الله و سلم و بارك عليه ،
و على آله المطهرين تطهيراً ، و أصحابه المعظّمين توقيراً ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان ، و سلم تسليماً كثيراً .
أمـــا بعــــد:
فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ،
(فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ >
[ لقمان : 33 ] ،
النعيم في هذه الدار لا يدوم ، و الأجل فيها على الخلائق محتوم ،
أنظروا مصارعَ المنايا ، و تأمّلوا قوارعَ الرزايا ،
و رحم الله أمرأً عمّر بالطاعة لياليَه و أيامَه ،
و أعدّ العدّة للحساب يوم القيامَة ، قدّم صالحَ الأعمال ، و حاسب نفسَه في جميع الأحوال ،
(يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ>
[ الحشر: 18 ] .
أيها المسلمون ، حرَّر الإسلامُ العبادَ من رقِّ الجاهلية و أغلالها ،
و أنار عقولَهم من أوهامها و تقاليدها ، نقلهم من ذلِّ الكفر و ظلماته
إلى عزّ الدين و نوره و برهانه ، بيَّن حقَّ كلِّ مسلم و مسلمة ،
و منحها لهم كاملةً غيرَ منقوصة ، أعطى كلاًّ ما يلائم فطرتَه و طبيعتَه .
كانت المرأة في جاهليات الأمم تُشتَرى و تُباع كالبهيمة و سائر المتاع ،
تُملَك و لا تَملِك ، و تورَث و لا ترِث ،
بل لقد أختلفت أهلُ تلك الجاهليات : هل للمرأة روحٌ كروح الرجل ؟
و هل خُلقت من طينة آدم أو إنها خُلقت من الشيطان ؟
و هل تصحّ منها عبادة ؟ و هل تدخل الجنة ؟ و هل تدخل ملكوت الآخرة ؟
حجـروا عليها في تصرّفاتها ، و جعلوا للزوج حقَّ التصرّف في أموالها من دونها ،
كم وضعت لها شرائعُ الجاهلية أحكاماً و أعرافاً أهدرت كرامتَها ، و ألغت آدميتَها ،
فعاشت بين تلك التقاليد الباليات بلا شخصية و لا ميزانٍ و لا إعتبار ، قليلةَ الرجاء ،
ضعيفةَ الحيلة ، كاسفةَ البال ، ضاعت حقوقُها بين أبواب الذلّ و الإحتقار ،
حتى حقّ الحياة كان محلَّ عبث ؛ تُحرَق مع زوجها إذا مات ، و توأَد خشية الفقر و العار ،
جسّد ذلك القرآن الكريم في قول الله عز شأنه :
(وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ <>
يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى ٱلتُّرَابِ
أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ <>
[ النحل: 58- 59 ] ،
و في قوله سبحانه :
(قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلَـٰدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفْتِرَاء عَلَى ٱللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ<>
[ الأنعام : 140 ] .
أمَّا حقُّ المرأة في الزواج فحدّث عن الجاهليات و لا حرج ،
تُزوَّج على من لا ترتضيه ، في أنواعٍ من أنكحة الشغار و البدل و الإستبضاع
و الإكراه على البغاء ، و إذا غضب عليها زوجها تركها معلَّقةً ،
لا هي بذات زوج و لا هي بمطلقة .
و حين أذن الله لشمس الإسلام أن تطلع ، و لنور رسالة محمد > أن يسطع ،
حينذاك أخذت ظلماتُ الجاهلية تتبدّد ، و قوافل المظالم و البغي تتلاشى ،
و المواكب من التقاليد البالية يختفي ، و الأعمى من التقليد يتهاوى ،
و نادى المنادِي :
(إِنَّ الدّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَـٰمُ<>
[ آل عمران : 18 ] .
فجاءت التشريعاتُ العادلة ، و تنزّلت الأحكام الحكيمة ، و شاعت الأخلاق الرحيمة ،
رُسِمت الحقوق ، وُ حدّدت الواجبات في شمولٍ و كمال ،
يسري على الغني و الفقير ، و العظيم و الصعلوك ، و الذكر و الأنثى ،
يتحاكم به رعاؤهم كما تتحاكم إليه رعيتهم ،
الإحتكام به و إليه واجب ، و الوقوف عند حدوده فرض لازم ،
(تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ
[ البقرة : 229 ] .
دينٌ يُصلح ما أفسدته الأهواء ، و يعالج ما أمرضته الجاهلية ،
(صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَـٰبِدونَ<
[ البقرة : 138 ] ،
حكم الله
(وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ<
[المائدة:50].
و طبقاً لهذا التشريع المحكَم و الدستور الكامل جاء الحديث عن المرأة
كما جاء الحديث عن الرجل :
(يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ
إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً<
[ النساء : 1 ] ،
|