الموضوع: سلسله الذوق
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-14-2010, 12:43 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي الجزء الثالث

كيف تفعل ذلك..!؟


أحيانا يدعوك أحد أصدقائك لوجبة الغداء في يوم كذا،
وفي هذا اليوم تذهب لصديقك ولكن ليس بمفردك!!


فتأخذ معك شخصا آخر.. فيصاب صاحب البيت بصدمة
لهذا الفعل الذي لا يوصف الا بأنه (...)

دُعي النبي صلى الله عليه وسلم هو وخمسة من الصحابة
عند رجل من الأنصار، وأثناء ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم
والخمسة إذا بصحابي آخر يتبعهم ويمشي معهم حتى وصلوا
الى البيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب البيت:
" إنّ هذا تبعنا فإن شئت فأذن له وإن شئت فليرجع"
رواه البيهقي في السنن الكبرى والطبراني في المعجم الكبير
قال: بل آذن له يا رسول الله.

انه موقف محرج وخاصة لصاحب البيت وأهله..
فالطعام لعدد معين.. وإذا زاد هذا العدد فما العمل!؟
ولكن انظر لأدب النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يضع
صاحب البيت في مأزق وحرج، فبادره وشرح له الموقف وخيّره.
أين هذه الذوقيات بيننا الآن!؟.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيف الحياء..!!

البعض حينما يدخل بيت صديقه تجد عينيه تتحرك بسرعة
الصاروخ تبحث عن التليفون.. فإذا رآه يطلب من صديقه اتصالا
واحدا سريعا.. وهو يعلم أن صديقه لن يرفض طلبه...
فكيف يرفض وقد أمسك بالتليفون فعلا؟ ثم يبدأ الاتصال..
فيتصل بلندن مثلا!! ويستمر الاتصال نصف ساعة!!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ما أخذ بسيف الحياء
فهو حرام".


ومن يراعي حياء الناس الا من كان عنده ذوق؟ فتجده يرى
القلم في جيب زميله ثم يقول له: انه قلم جميل
(وإنها لكلمة لها مغزى) فما على زميله الا أن يقول: تفضل!!
فيأخذ منه القلم.


ويا للأسف.. هناك أناس كثيرون .. اليهم نوجّه حديث النبي:
" ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام".
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

"فإذا طعمتم فانتشروا.."

معظم الناس ينتابهم شيء من الكسل "والرحرحة
" بعد الطعام بمعنى يطولوا فى الجلسة .. وهذا الى حد ما
مقبول في بيتك ولكن ليس في بيت صديقك..!!

يقول الله تعالى:


{فإذا طعمتم فانتشروا} الأحزاب.


قرآن لنتعلم الذوق :{فانتشروا}.

وهناك قصة طريفة للامام الشافعي.. ولقد جاء رجل ليزوره..
فمكث هذا الرجل وطال به الوقت.. فكلما يطال له الوقت ذهب
الامام الشافعي فأتى له بالطعام حتى يذهب..
وهكذا وفي النهاية، قال الرجل للشافعي: أخشى أن أكون قد
أثقلت عليك يا إمام، فقال له الشافعي: أنت ثقيل عليّ وأنت
في بيتك !


رغم أن هذا الموقف يؤذي المشاعر الا أن الامام الشافعي كان
حريصا على ألا يؤذي مشاعر الرجل فلقد قالها بكل ذوق وأدب..
وهذه العبارة تؤخذ على معنيين.. وعلى الرجل أن يفهمها كيف
يشاء.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أدب أبو أيوب الأنصاري

أحيانا ينزل الانسان عند أقارب له ويمكث يوما أو اثنين أو ثلاثة..
ويستضيفه أهل البيت، وتتفنن الزوجة في الضيافة وتجتهد
لترضي ربها أولا ثم ترضي زوجها باستضافة أهله واكرامهم..
وتكون الطامة حينما يمكث الضيف أسبوعا أو أكثر.. فيصبح هذا
الضيف ثقيلا، فقلد كانوا يتحملون تصرفاته البعيدة عن الذوق..
فما بالنا وقد مكث أسبوعا..!!

وانظر الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. فحينما هاجر
النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة نزل
صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب الأنصاري،
لحين بناء المسجد النبوي، وبناء البيت للنبي صلى الله عليه وسلم..
وكان بيت أبي أيوب يتكون من طابقين، فقال أبو أيوب:
" يا نبي الله، بأبي وأمي، إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك
وتكون تحتي، فاظهر أنت فكن في العلوّ، وننزل نحن فنكون
في السفل" هل تعرف لماذا فعل أبو أيوب ذلك، ولماذا كان
هذا الاختيار؟


حتى لا تكون قدماه فوق النبي صلى الله وسلم.. قمة في الذوق..
قمة الأدب في التعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم.. ولكن انظر
الى أدب النبي صلى الله عليه وسلم وذوقه الرفيع.. قال
النبي صلى الله عليه وسلم:"يا أبا أيوب، إن أرفق بنا وبمن
يغشانا أن نكون في أسفل البيت" رواه ابن هشام في السيرة
النبوية عن ابن اسحاق .


تصوّر لو أن النبي فوق.. والناس يتوافدون على النبي كل دقيقة.
فهل يستطيع أبو أيوب وزوجته أن ينعموا بالراحة والهدوء

حقا... إن أبا أيوب قمة في الذوق وقمة في الأدب مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أين ذوقه وأدبه من ذوق
النبي صلى الله عليه وسلم وأدبه.. هل لاحظتم إننا الى الآن
ما زلنا نعيش مع بعض الذوقيات للنبي صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام؟


وهذا من 1400 سنة.. يا ترى هل ما زلت تصدق أن الذوق
والحضارة والرقي.. قيم غربية..!؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الاحساس نعمة!!

بعض الناس حينما يكون في زيارة صديق له تجده يجلس حيث
يشاء دون أن يجلسه صاحب البيت .. بل هناك أكثر من ذلك"
حينما يقول صاحب البيت: اجلس هنا أفضل فيقول: لا انا
مستريح هنا!! سبحان الله.. ربما يكون بجلسته هذه كاشفا للبيت
فيؤذي مشاعر من فيه.. فيبدأ صاحب البيت في رجائه..
فهو لا يستطيع أن يصارحه بالموضوع، والآخر وكأن لا إحساس
له !!.. حتى يصل صاحب البيت لحالة من القلق والتعب
فيصارحه قائلا: يا ليتك تنتقل من هذا المكان الى هذا المكان..
حتى تستطيع زوجتي الحركة.. وعندئذ يتحرك قائلا: معذرة!!
من السنة ألا تجلس في بيت من تزوره إلا في المكان الذي يجلس
فيه.. بل تحرص على الأدب الشديد.. فلا تجلس في مكان إلا إن
يؤذن لك.. إنها والله آداب الاسلام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" لا يجلس أحدكم على تكرمة الرجل الا بإذنه"...
بالله عليك أيحب الناس الانسان الي تجتمع فيه هذه الذوقيات
وهذه الآداب الاسلامية أم لا؟.. أيكون إنسانا متحضرا أم لا؟..
إن الحضارة ليست بالتكنولوجيا وأساليب العلم الحديثة وحمل
شهادات الدكتوراه فقط إنما الحضارة بالأدب والذوق والرقي
الأخلاقي...
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كان الله في عونك يا إمام..!!

ومن الذوقيات الاسلامية عند عيادة المريض.. ألا تطيل الزيارة..
فمن الذوق أن تكون زيارة خفيفة إلا إذا كان المريض مستأنسا
بك وسعيدا..

وهناك قصة لطيفة للامام أبي حنيفة.


فقد كان مريضا، فعاده أربعة رجال.. فكانت زيارتهم ثقيلة وأطالوا
الجلوس والامام مريض، فضاق بهم وتعب تعبا شديدا ومع ذلك
فهم ما زالوا يجلسون.. فماذا فعل الامام؟ قال لهم: قوموا فقد
شفاني الله عز وجل..!!

يا الله.. تخيّل الى هذا الحد؟! أخشى أن تكون من هؤلاء!
إن الاسلام يعلمنا ويربينا على أن نراعي ظروف المريض.
وحالته الصحية...


وكن لمّاحا.. واعلم أن نبرة الصوت وابتسامة الوجه اشارات..!
وكل لبيب بالاشارة يفهم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إسلامنا يعلمنا

وننتقل الآن الى الذوق والأدب مع الجيران.. يعلمنا الاسلام أننا
إذا دخلنا البيت ومعنا فاكهة، أو طعام نادر تشتاق اليه العين..
فرآه أحد الجيران سواء كان صغيرا أو كبيرا فلا بد أن تقدم لهم
منه طالما أنك لم تخبئه..


فإن أبيت.. فعليك بإعطائهم منه بنفس راضية وبنية صافية.

وسبحان الله.. بعض الناس يتعمد أن يري جيرانه ما يحمل من
طعام لذيذ أو يتحدث عما في البيت من طعام طيب ولذيذ تفاخرا..
هل هذا من الذوق الذي علمنا إياه الاسلام..؟!

ومن الذوقيات أيضا التي علمنا إياها الاسلام ألا تعلي جدارك
على جدار جارك إلا بإذنه.. فالبعض يبني ويعلي بيته دون أن
يستأذن جاره متجاهلا شعروه.. فتجد الجار بعدما كان سعيدا
تراه حزينا، فالبيت لم يعد يدخله الهواء، ولم تعد تدخل فيه
الشمس.

لا أقول لا تبني.. فمن حقك أن تبني وتعلي بيتك.. ولكن راع
شعور جارك وعليك بإستئذانه.. فهذا الذوق يشعره بالاهتمام
وعدم التجاهل.. وهو في كلتا الحالتين لن يستطيع الرفض..
ولكن أيهما تفضل..!؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ألف باء.. ذوق في المسجد

ومن الذوقيات والآداب التي علمها لنا الاسلام في المسجد
وأصبحت من البديهيات: ألا تتخطى الرقاب، وأن تفسح لأخيك
وتجلسه، وأن تحافظ على نظافة المسجد وعلى حرمته...
إنه بيت الله.. احرص أن تكون فيه في قمة الذوق وقمة الأدب.. وأول هذه الآداب ألا تتخطى الرقاب.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الجوال تتأذى منه الملائكة..!!

ومن الذوقيات المطلوبة في القرن الواحد والعشرين هذا الذوق:
أن تغلق الجوال وأنت ذاهب الى بيت الله ، وهذا أمر هام، فأحيانا
تكون في بيت الله وبعد مجاهدة تتلذذ بركعات مطمئنة وبأنس مع
الله، وفجأة.. تسمع صوت الجوال!!....


فيا لتعاستك في هذه اللحظة...

يحدث ذلك أحيانا أليس كذلك..؟ إنني أدعوك أن تغلق جهازك
الجوال حفاظا عليه.. بدلا من لعنة المصلين ودعائهم عليه!!
فإنهم يتأذون من صوت هذا الجوال وإن الملائكة تتأذى مما
يتأذى منه بنو آدم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الفهم أولا

وإليك هذا الموقف الطريف البسيط فإن له دلالات عظيمة.. أحيانا
يتعوّد الناس على أشياء لم يرد لها أصل في السنة، وحينما نريد
أن نقومها يكون التقويم بشكل خاطئ.. بشكل منفّر..

وقف رجل كبير في الصلاة وكان بجواره شاب متدين.. وبعدما
انتهى الامام.. مدّ الرجل الكبير يده لهذا الشاب، قائلا: حرما...
فنظر اليه الشاب المتدين بتجهم وغلظة قائلا: لم يرد في السنة
حرما! فقال الرجل الكبير: وهل قلة الذوق هي التي وردت في
السنة!!؟

سبحان الله.. إن موقف الرجل خطأ.. فكلمتي "حرما وجمعا"
عادة تعوّد الناس عليها.. لا أصل لها في الدين، ولكن لغياب
الفهم.. ولغياب التعامل مع الناس بالحكمة والموعظة الحسنة
سيظل الرجل على موقفه بسبب هذا الشاب.


بالله عليك.. افهم دينك. وتلطف مع الناس وتأدب في معاملتك
معهم.. فالذوق مفتاح القلوب.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وقفة

والآن.. حان وقت الراحة ، فاجعل لنفسك واحة تستظل بها
وتنسّم عبيرها..


وتذكر وأنت في الواحة بعض الأشياء الضرورية..

تذكر النفس الشفافة التي تفهم وقوعها في الخطأ بنظرة
العين وابتسامة الوجه..


وتذكر الأصناف الأربعة..


وتذكر ان الذوق خلق اسلامي صميم..


وتذكر أن مرجعية الذوق هي الاسلام..


وتذكر ذوقيات وآداب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته
والتابعين...


وسل نفسك: هل نُقش الذوق الاسلامي في قلبي أم لا؟
هيا استكمل ما ينقصك من ذوقيات..

وبعد أن استرحت في هذه الواحة المباركة التي جمعت
فكرك وأيقظت ذهنك.. أين أنت من خلق الذوق؟


أوصيك الآن قبل الانطلاق بأن تكون لك نفس مضيئة وهمّة
متوقدة.


هيا جدد نيتك وأيقظ همّتك وأحسن زادك.

وهيا بنا نواصل ما بدأناه.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الذوق في الدعوة الى الله.. وهيا لنتعلم من الأطفال
وإليك هذه القصة التي ينبغي أن يدرسها كل من يدعو الى
الله ويجعلها دائما نصب عينيه.


ذات يوم وجد الحسن والحسين سبطا النبي صلى الله عليه وسلم
وجدا رجلا لا يحسن الوضوء.. فماذا فعلا؟ انظر الى فعلهما وتعلم
الذوق في الدعوة الى الله.


ذهبا اليه.. فقال الحسن: يا سيدي، أخي هذا يدّعي أنه يتوضأ
أحسن مني، وأنا أقسم أنني أتوضأ كما يتوضأ
النبي صلى الله عليه وسلم، فاحكم بيننا وانظر الى وضوئه
ووضوئي، ثم قل أينا يتوضأ كما يتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم.
فدخل الأول وتوضأ، وأسبغ الوضوء وأحسنه،
ودخل الحسين وتوضأ مثل أخيه.


ما رأيك في تصرف الحسن والحسين!!


فقال الرجل: والله إني لا أجيد الوضوء كما تتوضآن.


تعلم الذو والأدب الرفيع من الحسن والحسين..
واقتد بهما تصل الى ما تريد بأرق وألطف الأساليب.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شرّ البليّة ما يضحك

تخيّل هذا الموقف.. موقف لا يعقل.. لا يصدق..
وحاول أن يستوعبه عقلك..


بال رجل أعرابي في المسجد.. نعم الكلمة صحيحة بال.


معروف مقدما ما سيحدث لهذا الرجل!!


وبالفعل قام الصحابة وهمّوا بإيذائه.. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم
باغتهم كما سيباغتنا الآن بهذه العبارة..


"دعوه حتى يكمل بولته" رواه البخاري في الحديث ومسلم
في الحديث والنسائي وابن ماجه والامام أحمد.


ولا عجب في ذلك.. فإذا عرف السبب بطل العجب، تخيّل أثناء
بولته يجري وراءه الناس ليضربوه..


ماذا سيحدث..!؟


لمحة نتعلم فيها الذوق من النبي صلى الله عليه وسلم رغم
عظم الفعل الا أنه لا بد من التفكير السديد...


وحقا شرّ البلية ما يضحك!
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هل أضعناك يا فتى..!؟

كان هناك شاب يسكن في جدار خلف الامام أبي حنيفة..
يشرب الخمر ويغني طوال الليل وهو سكران ويقول: أضاعوني
وأي فتى أضاعوا.. كل يوم على هذا الحال.. يقوم الامام أبي
حنيفة لصلاة الفجر فيزعجه هذا الشاب، فكان أبو حنيفة يتحيّن
الفرصة المناسبة التي يرق فيها قلب هذا الشاب، وفي يوم من
الأيام قام الامام أبو حنيفة ليصلّ الفجر، فلم يسمع صوت هذا
الشاب، فسأل عنه فعرف أنه قد قبض عليه..!! لأنه ضبط يشرب
الخمر.. فذهب اليه أبو حنيفة وقال: هلا أفرجتم عنه لي.. فقالوا:
إنه شرب الخمر!! قال: أخرجوه من أجلي.. فأخرجوه.. فأخذه
أبو حنيفة وجعله يركب خلفه على بغلته، ولم يتكلم معه كلمة
واحدة.. حتى وصل الى البيت وحينها قال أبو حنيفة: هل أضعناك
يا فتى:؟ فقال: لا والله ولا أعود اليها أبدا.

يا الله إنه يشرب الخمر!!؟ ولكن انظر الى نتيجة اللطف والذوق..
كثير من الشباب فطرتهم طيبة رغم كل ما يفعلونه، ولكنهم لم
يجدوا أمثال أبي حنيفة الذي يتحيّن الفرص ويتخيّر الوقت
ويفتح بمفتاح الذوق كل الأبواب المغلقة.. أو التي كنا نظنّ
أنها مغلقة!!.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وصفة سحرية ليكرهك الناس!!..

وبعد أن انتهينا من الذوق في الدعوة الى الله، سننتقل الى الذوق
في الكلام مع الناس.. وفيها من اللطائف الكثير والكثير..
وأول الأشياء التي يقع فيها البعض هو المقاطعة وعدم سماع
آراء الآخرين.. وهذه الأشياء تدل على قلة الذوق.

ولذلك.. إذا أردت أن يكرهك الناس فعليك بمقاطعتهم وعدم
إعطائهم الفرصة ليعبّروا عن وجهة نظرهم.. وكلما عرضوا
فكرة فقل لهم إنها خطأ عندي أفضل منها.. دائما أوجد عندهم
إحساسا بأنهم لا يفهمون، دائما عليك بتوبيخهم.. إذا فعلت هذا
سيكرهك الناس.. فما رأيك؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أفرغت يا أبا الوليد..!؟

لقد ذكرنا منذ قليل أشياء.. إن فعلتها يكرهك الناس..


والآن حان الأوان لتتعلم من نبيك صلى الله عليه وسلم كيف
يحبك الناس ويقدرونك.. وإنها والله لكلمات تدرس ليتعلم الناس
فن الكلام وأسلوب الحوار.

جاء عقبة بن ربيعة ممثلا للكفار، وكان سيدا فيهم، فجلس
الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن أخي اسمع
مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها، لعلك تقبل بعضها، فقال
صلى الله عليه وسلم:" قل يا أبا الوليد، أسمع". قال: يا ابن
أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعهنا
لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا..!!، وإن كنت تريد به ملكا،
ملكناك علينا..!! وإن كنت كان هذا الذي يأتيك رئيا لا تراه
ولا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب.


انها اختيارات سخيفة.." مالا، ملكا، مداواة من مرض.."

ولكن انظر الى ذوق وأدب النبي فبدأه بكنيته (أبا الوليد)..
من باب التلطف وليس الجانب ثم قال له:" قل يا أبا الوليد
اسمع".. فلم يقاطعه النبي وبعد أن أنهى عتبة كلامه..
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أفرغت يا أبا الوليد؟" قال:
نعم.


ومعناها في القرن الواحد والعشرين: ( انتهيت حضرتك).
ثم قال صلى الله عليه وسلم:" فاسمع مني"، قال: أفعل،
فقال صلى الله عليه وسلم:


بسم الله الرحمن الرحيم:
{ حم* تنزيل من الرحمن الرحيم* كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا
لقوم يعلمون* بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم..} فصلت.
حتى وصل الرسول صلى الله عليه وسلم الى قوله تعالى:
{ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}
فصلت.


فقام عتبة مذعورا، فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم،
يقول:


أنشدك الله والرحم.. وذلك مخافة أن يقع النذير.


فسكت النبي صلى الله عليه وسلم.

هكذا علمنا الاسلام أدب الحوار مع كل الناس.. وانظر الى أدب
الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وعتبة بن ربيعة
الكافر..!!


اننا نحتاج لهذا الأدب في هذه الأيام.. فبعض الناس يخرج من
فمه كلمات مثل الحجارة.. تجرح المستمع..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نغبطك يا عداس..!!

أما الآن فإليك هذه الهدية.. ستجد فيها بغيتك.. سترتوي بها
من ظمأ قد طال.. ستغمرك ذوقا وأدبا.. دعوة وعلما.. يا من
تعب واجتهد وحاول ليكون داعيا الى الله، إليك هذا النموذج
الفريد في الدعوة الى الله.. وتخيّل من يعلمك.. إنه
النبي صلى الله عليه وسلم...

أراك قد ازددت شوقا لمعرفة هذا النموذج فهيا..
"اللهم إنا نسألك فهم النبيين".. كلنا يعرف ما حدث
للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف.. فلقد تبعه السفهاء
والعبيد يسبونه ويصيحون به، وجعلوا يرمونه بالحجارة
وبكلمات من السفه، ورجموا قدميه، حتى اختضب نعلاه بالدماء،
وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شجّ في رأسه،
ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه الى حائط لعتبة وشيبة
ابني ربيعة، فلما التجأ اليه راجعوا عنه، وأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حبلة من عنب ( بستان)
فجلس تحت ظلها.. فلما رآه ابنا ربيعة تحركت له رحمهما
فبعثوا اليه غلاما نصرانيا يقال له: عداس، قالا له:
خذ قطفا من هذا العنب واذهب به الى هذا الرجل.


ثم دار هذا الحوار..


فلما وضع قطف العنب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
مدّ يده.


وقال:"باسم الله" ثم أكل.


فقال عداس: ان هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلاد.


فقال صلى الله عليه وسلم:" ما اسمك؟"


فقال: اسمي عداس.


فقال صلى الله عليه وسلم:" من أي البلاد أنت يا عداس؟".


فقال عداس: من نينوى.


فقال صلى الله عليه وسلم:" من بلد الرجل الصالح يونس
بن متى!!".


فقال عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟


فقال صلى الله عليه وسلم:" ذلك أخي كان نبيا وأنا نبي".


فأكبّ عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه
ورجليه يقبهل.

هيا بنا نحلل هذا الحوار ونتدارسه ونتعلم منه..
ثم نعرف السبب الذي جعل عداسا يهوي الى قدمي النبي يقبلهما.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

1- بداية: كان أولا كلام النبي صلى الله عليه وسلم:"بسم الله"
وهكذا يكون الداعية، دائما تظهر كلمة الايمان على شفتيه..
يعلنها دائما ويرفع للحق راية في كل مكان وفي كل موقف.

2- ثانيا: سأله النبي صلى الله عليه عن اسمه.. وهذه من أهم
الدروس في الدعوة الى الله.. ومعرفة الاسم هي كلمة السر
ليحبك الناس.

3- ثالثا: استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الاسم فقال:
" من أي البلاد أنت يا عداس؟" واستخدامه للاسم حتى
لا ينساه.. أراك تضحك.. فأحياننا تتعرف على أحد الأشخاص
وتقول له: ما اسمك؟ فيقول لك: اسمي: أحمد، وبعد دقيقة
تقول له: والله يا محمد أنا سعيد جدا برؤيتك!! فيقول لك
: اسمي أحمد.. فتقول له: معذرة لم أركز.. وحينما يهمّ بالمشي
تقول له : مع السلامة ياحسين!!! إنك نسيت الاسم، ولكن تعلّم
من النبي واستخدم الاسم قبل أن تنساه.

4- رابعا: سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن بلده فحينما قال
من نينوى، قال صلى الله عليه وسلم:" بلد الرجل الصالح يونس
بن متى" وجاء باسم الأب لمزيد من التأثير.. طالما تعرف فيها
أحد الأشخاص أخبر به فهي تزيد الود وتذهب الجفاء وتدعو
الى التبسيط.

5- خامسا: لمسة ذوقية راقية حينما قال صلى الله عليه وسلم:
" ذلك أخي كان نبيا وأنا نبي" تشعر بأن كلمة "أخي" كلها
رحمة وود وألفة.. وانظر الى أدب النبي صلى الله عليه وسلم
حين قدم سيدنا يونس بداية وقال:" كان نبيا وأنا نبي".

حقا تعارفوا تآلفوا.. إن هذا الحوار الذي لم يدم الا لحظات قليلة..
قد صار عشرة طويلة.. وكان هذا السبب الذي جعل عداسا يهوي
الى قدمي النبي يقبلهما..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

انجليزية أسلمت بسبب الذوق الاسلامي

علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.. حينما نكون ثلاثة فلا
يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يؤذيه....


فإن كن أكثر من ثلاثة فلا مانع من التناجي.

فتاة انجليزية أسلمت وكان لاسلامها قصة.. ، تقول كنت ادرس
بالجامعة و قد كان صديقاي يتحدثان العربية والانجليزية..
فكانا يتحدثان العربية طالما كانا بمفردهما وحينما تأتي فتاة
انجليزية يتحولان الى الانجليزية.. حدث هذا عدة مرات..
فتعجبت من ذلك الفعل أيما تعجب، فأرادت أن استفسر واعرف
السبب.. فقالا لى: نهانا نبينا أن نتحدث سويا بلغة لا يفهمها
ثالثنا... فما كان منى الا أن قلت باللغة الانجليزية ما معناه:"
نبيكم هذا حضاري جدا"
فأسلمت هذه الفتاة بعد ستة أشهر، وكان من كلامها:
" أول شيء وقع في قلبي هو ذوق الاسلام في التعامل
مع الآخرين".

أحبتي الكرام.. اسلامنا عظيم.. اسلامنا جميل.. ليس العيب
في الاسلام.. انما العيب فينا نحن.


افهم اسلامك وعش به ينصلح الكون من حولك فإن الدنيا
تحتاج للاسلام.. فهل أنت ممن يحمله لهذه الدنيا..؟
أشعر بك تقول: نعم أحب أن أكون من هؤلاء.. أخي الحبيب..
ان لكل قول حقيقة!!!


فما حقيقة إسلامك ؟؟؟؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أدب جم...

ومن الذوقيات في الكلام.. أن لسانك دائما ما يكون طاهرا
لا ينطق بالاساءة وإن كنت مازحا..!!


إليك هذا الموقف..


كان أحد التابعين يسير هو وابنه الصغير في الطريق..
فرآى الولد كلبا يمر.. فقال الولد: امضي يا كلب يا ابن كلب،
فقال أبوه إياك أن تقول هذا.


فقال الابن: لماذا يا أبت؟ وهو كلب وابن كلب.


فقال الأب:يا بني... أنت قلتها للتحقير لا للاثبات ولا ينبغي
أن يخرج من فمك هذا.

ما هذا!؟ إنها تربية عظيمة، وأدب جم..

ان من تعوّد على الألفاظ المهذبة مستحيل أن يلجأ لغيرها..
يروى أن أحد الصالحين كان يمشي هو وأصحابه فوجدوا
خنزيرا ميتا وله رائحة نتنة وأصبح شكله لا يطاق فأخذ كل
واحد منهم ينال منه بلسانه.. يا لقذارته.. يا لنتانته..


ولكن الرجل الصالح قال : يا لبياض أسنانه!.


فتعجبوا من صنيعه فقال لهم ما معناه: لم يتعود لساني
على القبيح.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نسمات من آيات

إننا نريد أن نخرج من خلق الذوق بشيء هام جدا..
ألا وهو عدم إيذاء شعور الآخرين أيا كان الفعل، فلقد كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنكر فعلا من انسان، لم يذكر
اسمه صراحة، بل تجده يقول:"ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا"
ولا يصرّح حفاظا على شعور الآخرين، فهذا من قمة الذوق،
فلتكن من الآن لماحا.. تفهمها وهي طايرة كما يقولون،
إذا أحسست أن الكلمة التي ستقولها ستضايق من امامك،
فلا تقلها.


عش معي الآن هذه الآيات الآتية، وانظر الى الذوق وأدب الحديث
والحفاظ على شعرو الآخرين، وكيف حفظها الله في قرآنه الى
اليوم والى قيام الساعة.


كلنا يعرف قصة سيدنا يوسف، وكم من الابتلاءات التي
تعرض لها وأولها تآمر اخوته على قتله.

يقول تعالى:


{وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي
حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن}
سبحان الله..!!! إنه أمر عجيب، كان من الأولى
( لا نتألى على الله ولا نعدل ولكن نبين الاعجاز
والذوق والأدب)..


أن يقول:" وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن والجب ".
فلماذا لم يذكر الا السجن؟


وهذا لأن اخوته أمامه فلو قال ذلك سيؤذي مشاعرهم..
وسيشكر الله ويحمده على ان اخرجه من الجب في سره لا أمام
اخوته.. يا الله!!! ذوق رفيع وأدب عظيم نتعلمه من القرآن.
ثم قال:{ وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من
البدو من بعد أن نّزغ الشيطان بيني وبين اخوتي}.يوسف.

سبحان الله..كلمة كلها ذوق ومراعاة لشعور الآخرين..
كيف ذلك..!؟

لقد نزغ الشيطان بين اخوته.. ولكن سيدنا يوسف لم يرد
أن يجرح مشاعرهم ويجدها الشيطان فرصة أخرى.. فقال:
{ بيني وبين اخوتي} أنظر أيها الحبيب لما يحدث اليوم..
ترانا نتعمد إيذاء غيرنا بكلام جارح.. و نمنّ على غيرنا
بكلمات تكاد تكون قاتلة...



نريد اليوم أمثال يوسف الصديق..

رد مع اقتباس