من روائع وصايا الآباء للأبناء (01-03)
عشر وصايا من وصايا نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).
وإنما ابتدأت بتلك الوصايا الفائقات من وصايا رسول الله محمد
صلى الله عليه وسلم: الأول: تبركًا بذكر كلامه صلى الله عليه وسلم
ورجاء أن تصيبني دعوته التي دعا بها لمن يبلغ للناس سنته وينشر
( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ
فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ )
(رَحِمَ اللهُ مَنْ سَمِعَ ).
لأن النبي صلى الله عليه وسلم أبٌ لجميع المؤمنين
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }
وروى الإمام أبو داودَ رحمه الله في "سننه " بسند جيد
عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ )
عن أَبي ذَرٍّ جُنْدَبِ بنِ جُنَادَةَ رضي الله عنه قال:
قلت: يارسولَ اللهِ أوصني فقال:
( اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا
وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ).
أخرجه الترمذيُّ في "جامعه سننه" (كتاب البر والصلة باب
ما جاء في معاشرة الناس حديث رقم1987]
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ:
( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ
تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ
الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ
قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ
إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ).
أخرجه الإمامُ الترمذيُّ في "جامعه" أبواب صفة القيامة والرقائق
والورع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم حديث رقم (2516)
وقال: ( حديثٌ حسنٌ صحيحٌ )
عن أبي هريرة[5] رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا
قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :
( أَوْصِنِي. قَالَ لاَ تَغْضَبْ ) فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: ( لاَ تَغْضَبْ ). أخرجه الإمامُ البخاريُّ في "صحيحه"[6] كتاب الأدب باب الحذر
من الغضب حديث رَقْم (6116).
عن أبي جُرَيٍّ جابر بن سُلَيْمٍ رضي الله عنه قال:
( رَأَيْتُ رَجُلًا يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ لَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا صَدَرُوا عَنْهُ
قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ لَا تَقُلْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ قُلْ:السَّلَامُ عَلَيْكَ ). قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ
رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ وَإِذَا كُنْتَ
بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلَاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ ).
قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ. قَالَ: ( لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا ). قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ
بَعْدَهُ حُرًّا وَلَا عَبْدًا وَلَا بَعِيرًا وَلَا شَاةً.
قَالَ وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ
فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ المَخِيلَةِ وَإِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ
فَلَا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ ).
أخرجه الإمام أبو داودَ رحمه الله في "سننه" كتاب اللباس باب ما جاء
في إسبال الإزار حديث رقم (4084) وصحح إسنادَه الإمامُ النوويُّ
رحمه الله في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج"
عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً جاءه فقال:
أوصني. فقال: سألتَ عما سألتُ عنه رسولَ الله
صلى الله عليه وسلم من قبلك فقال:
( أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ
فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الْإِسْلَامِ وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ رَوْحُكَ
فِي السَّمَاءِ وذِكْرُكَ فِي الْأَرْضِ ).
أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/82).
عن أبي ذَرٍّ جُنْدِبِ بنِ جُنَادَةَ رضي الله عنه قال:
أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِخِصَالٍ مِنَ الْخَيْرِ:
( أَوْصَانِي بِأَنْ لاَ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ
دُونِي. وَأَوْصَانِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ.
وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْأَدْبَرَتْ.
وَأَوْصَانِي أَنْ لاَ أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
وَأَوْصَانِي أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا.
وَأَوْصَانِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: " لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ "
فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ).
حديث صحيح: أخرجه ابن حبان (449-إحسان)
عن أبي يوسفَ عبدِ الله بن سَلَامٍ رضي الله عنه قال:
( لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ
إِلَيْهِ وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجِئْتُ فِي النَّاسِ
لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ
قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ ).
حديث صحيح: أخرجه الإمامُ الترمذيُّ في "جامعه" (2485).
عن أبي نَجِيح العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ وَعَظَنَا مَوْعِظَةً
بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا فَقَالَ:
( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ
مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسَنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ).
حديث صحيح: أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/126- 127).
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عُمَرَ بن الخطاب
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ).
وكان ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يقول:
إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ
وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.
أخرجه الإمامُ البخاريُّ رحمه الله في "صحيحه" كتاب الرِّقَاق
عن سفيانَ بن عبد الله الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قال:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ
قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ
(وَفِي لَفْظٍ: غَيْرَكَ ).قَالَ:
( قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ فَاسْتَقِمْ ).
أخرجه الإمامُ مسلمٌ في "صحيحه" كتاب الإيمان باب[10]:
جامع أوصاف الإسلام حديث رقم (38).