الموضوع: سلسله الذوق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-14-2010, 11:46 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي سلسله الذوق

من أخلاق المؤمن


الذوق





خلق اسلامي صميم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ان الخلق الذي سنتعرض له الآن.. صار من الصعب أن تقتنع
أنه خلق اسلامي!! بل تتعجب إن قيل ذلك.



فخلق الايثار مثلا أنت على يقين أنه خلق إسلامي رغم أنك
لم تكن تعرف معناه.. ولكن خلق الذوق على العكس.
فأنت تعرفه جيدا وتتخلق به ولكنك لا تعرف أنه خلق إسلامي،
ولذلك حينما أقول لك خلق الذوق.. الأدب.. سمو النفس..
التعامل الراقي مع الناس..


أجدك تقول: وما علاقة هذا بالاسلام؟
إن الكثير منا يشعر بأن هذا الخلق غريب على الاسلام..!!
ولذلك فإننا نريد أن تكون نيّتنا الأساسية هي أن نصل معا الى
أن الذوق خلق إسلامي صميم.


فهيا بنا نجدّد النية و نبدأ.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ما المقصود بالذوق..!؟



بداية أقصد بخلق الذوق: أدبيات التعامل مع الناس..
تقدير قيمة الجمال.. الروح الجميلة.. النفس المرهفة.. النظام ..
النظافة .. الحس المرهف .. النفس الشفافة التي تفهم الخطأ
وتقدر وقوعها فيه من نظرة العين وابتسامة الوجه.



هذه كلمات رقيقة تهذب المشاعر وترقق القلوب،
وكلها مرادفات لكلمة واحدة وهي الذوق.



ولكني أعتقد أن أحلى وأجمل العبارات التي قرأناها منذ قليل
هي :" النفس الشفافة التي تفهم الخطأ وتقدر وقوعها فيه
من نظرة العين وابتسامة الوجه".



يا الله.. أيّ حسّ مرهف هذا..!! اللهمّ اجعلنا منهم هل أنت
من هؤلاء..!؟



إن الحياء شعبة من الايمان.. وإن من يفهم خطئه من نظرة
العين وابتسامة الوجه أليس بحيي!!!؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ما زالت الرؤية لم تتضح..!!



رغم هذا ما زلت تشعر بأن خلق الذوق بعيد كل البعد عن الاسلام؛
بل تزداد قناعتك وتقول: إن الأدب، والحس المرهف،
والروح الجميلة، والحضارة، والرقي، والتعامل مع الناس،
و.. كل هذا يدرس في الجامعات العالمية للدبلوماسيين،
فهم الذين يحتاجون هذا الخلق ولذلك فهم يتعلمونه.



وإن هذا الخلق يدرّس لتلاميذ المدارس الأجنبية فهي التي
تهتم بتدريس هذه الآداب......



ولذلك يتكرر داخلك السؤال..
ما علاقة هذا الخلق بالاسلام؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


اخي الحبيب..


الذوق خلق اسلامي صميم


وإن لم تكن قد وصلت إلى قناعة بذلك...
فما زال هناك متسع من الوقت


فهيا لنتعلم ونعلم الشئ الكثيرعن هذا الخلق..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أصناف أربعة..!!



إنني في هذا الخلق ـ خلق الذوق ـ سنجد أن هناك أربعة أصناف
موجودة في مجتمعات المسلمين عموما، فهم المعنيون بهذا
الموضوع.


واعلم أخي الحبيب.. انك يمكن أن تكون واحد من هذه
الأصناف الأربعة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الصنف الأول



وأول هذه الأصناف صنف أعتقد ان الذوق والأدب والخلق
الرفيع والرّقي والحضارة.. كل هذا أعتقد أنه قيم غربية،
ونحن قد تعلمناها منهم عن طريق المدارس الأجنبية..
فتجد الأب يقول: أريد أن يكون ابني في منتهى الأدب
والذوق ولذلك سأدخله مدرسة أجنبية..!!



هذا هو أول صنف.. فيا من اعتقدت أن الأدب والذوق والرقي
من قيم الحضارة الغربية ونحن أخذناها منهم ستعرف الآن
خطأ هذا الاعتقاد.


وسينجلي لك الأمر وتعرف أن الذوق خلق اسلامي أصيل.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الصنف الثاني



وثاني هذه الأصناف : صنف من الناس تربّى على الأدب والرقي
والذوق، وظنّ أن الاسلام عكس ذلك تماما، فتراه حينما يسمع
كلمة " متديّن" يكون مرادفها بالنسبة له : عدم اللياقة..
عدم النظافة.. عدم النظام...


فصار الذوق حاجزا بينه وبين التديّن.



إن هذا الصنف ليس بالقليل في المجتمع وقد يكون عنده العذر.
فإنه لا يعرف.. ورسالتنا له تكون بمشيئة الله في محلها...
فسيتحطم الحاجز.. وسوف يتدين حينما يتعلّم أن الذوق
منبعه الأساسي هو ديننا.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الصنف الثالث



وثالث هذه الأصناف صنف ظن أن الاسلام داخل المسجد فقط..!!
شعار هذا الصنف " دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر" وبالتالي
فالأدب والرقي والحضارة وكذلك إدارة الحياة جميعها..
ليس لها علاقة بالدين..



ولهذا الصنف خاصة أوجّه لهم رسالة من القلب واقول:
إن ما لله لله وما لقيصر لله!


وستعرف وسيتأكد لك الآن أن الأدب والرقي والذوق والحضارة
له أصل في الدين أليس لباقي أمور الحياة أصل في الدين؟..
إن الاسلام جاء لتنظيم الحياة وإدارتها.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الصنف الرابع



وآخر هذه الأصناف صنف من الشباب المتديّن الذي فهم الاسلام
كعبادة.. صلاة وصيام وذكر وتسبيح وخشوع و.. فهو حريص
على العبادة، حريص على إرضاء الله.. ولكنه لم يفهم أن الذوق
من أخلاق الاسلام، ومن قيمه التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم،
فتجده يعامل الناس بغلظة.. وبشيء من عدم الذوق في التعامل
مع الناس، فتكون النتيجة انه يفتن الأصناف الثلاثة السابق
ذكرها.. فيصبح تديّنه سببا لبعد هذه الأصناف عن الاسلام..
وتجد أبويه يقولان: منذ أن تديّن أصبح فظا... غليظا..
غير مهتم بملابسه، انظر الى شكله!! رائحته!!



والى هذا الصنف نقول له أرجوك افهم الاسلام فهما صحيحا،
فالاسلام كل لا يتجزأ. افهم الاسلام كما جاء به
النبي صلى الله عليه وسلم، واعلم أن الذوق قيمة من
قيم الاسلام الهامة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



غايتنا من هذا الخلق



أعتقد أن هذا الخلق ـ خلق الذوق ـ من أهم الأخلاق،
مثله مثل الصدق.. الصبر .. الأمانة.


و لذلك نريد أن نخرج من خلق الذوق بعد يقيننا انه خلق
إسلامي بهذه العبارة:" الحمد لله على نعمة الاسلام".


الحمد لله أننا منتمون لهذا الدين العظيم: دين الاسلام.



أحبتي الكرام: إن غايتنا من هذا الخلق ان نفخر بإنتمائنا
للاسلام.. وكيف لا نفخر وهو دين الرحمة والسلام
والسعادة والأدب والرقي والذوق؟


أحبتي الكرام.. نحن أولى الناس بهذا الخلق.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



مرجعية الذوق للاسلام



إننا حينما ذكرنا: إنك ربما تكون واحد من الأصناف الأربعة
السابق ذكرها - لم نقصد نفي خلق الذوق عنك.. فأنا على يقين
أنك تربيت على الذوق كتربية فى البيت ، لا لأنه خلق اسلامي
أو أن الاسلام يأمر بذلك.



نعم كثير منا تربى على الذوق والأدب والرقي في المعاملة ؛
لا لأن لاسلام يقول ذلك؛ بل لأن الأصول تقول ذلك ولكننا
الآن سنعرف أن مرجعية الذوق هي الاسلام.



الحمد لله على هذا الفهم.. إنه صفاء الابتداء.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



منهجنا في هذا الخلق



إن هذا الخلق ـ خلق الذوق ـ سنتناوله من خلال تطبيقات عملية ،
بمعنى أننا سنقسمه الى موضوعات كثير، كل موضوع يتعرّض
لجزئية من جزئيات حياتنا الواقعية، ثم نرى كيف تعامل معها
الاسلام من خلال سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأفعال
الصحابة وأدب التابعين لنتربى ونتأدب ونتعلم الذوق من هؤلاء.



هيا أخي الحبيب لتتعلم الذوق من منابعه الأصلية..



واعلم أن معين الاسلام لا ينضب..


ولكن أين من يبحث..؟!
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الأدب مع الخلق



في الحقيقة عندما أردت أن أحصي الأدب والذوق الذي تناوله
الاسلام.. وجدتها أشياء ضخمة لا تستوعبها هذه الورقات القليلة
لذا أردت أن أرتّب الموضوع ..



وسأبدا بمشيئة الله بالأدب والذوق داخل البيت.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الذوق مع الوالدين



وأول من نبدأ بالذوق معهم داخل البيت هما الوالدان، وأحب أن
أنوّه باننا هنا لا نتحدث عن بر الوالدين، حتى لا يختلط الأمر..
وسنضرب أمثلة للذوقيات مع الأب والأم، لأننا لن نستيطع ان
نحصر كل الذوقيات..


ونبدأ بهذا المثال:



أحد الأشخاص دخل بيته ومعه طعام يحبه ولا يحب أن يشاركه
فيه أحد، لذا فهو يخبئه حتى لا يراه ابوه وأمه ، أو يريح نفسه
ويأكله قبل أن يدخل البيت.


( أشعر بابتسامة تعلو الوجوه.. هل حدث لكم مثل هذا الأمر!؟ )
فإليك يا من تفعل ذلك هذه القصة :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتضر.. وكان حوله
إخوانه يلقنونه الشهادتين فلا يستطيع!! عقد لسانه.. فذهبوا الى
النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الموضوع خطير) وشرحوا الأمر
للنبي صلى الله عليه وسلم...


فسأل عن أبويه فقالوا: له أم، فذهب اليها النبي صلى الله عليه وسلم:
وسألها عن احوال ابنها.. فأثنت عليه.. إنه كان طائعا لله، قوّاما،
صوّاما،.. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد معرفة حاله
معها لا مع الله فقال :" كيف حاله معك". فسكتت. ثم قالت:
كان يأتي بالفاكهة لزوجته وأولاده ويخبئها عني.


يا الله عقد لسانه فلا يستطيع النطق بالشهادتين لهذا الأمر:
عدم الذوق مع أمه...



فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرقق قلب الأم على ابنها
فإن الخطب عظيم، فأمر الصحابة أن يوقدوا له نارا... فنار الدنيا
أهون من نار الآخرة، فتحرّك قلب الأم وقالت : سامحته
يا رسول الله، فانطلق لسان الصحابي بالشهادتين..



ما رأيك في هذا الدين الذي يقدّر قيمة الأدب مع الأم..
إن هذا مثال بسيط... فكّر الآن وانظر ماذا تفعل مع والديك..
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



إياك أن تكون مثل جريج



من الأدب مع الوالدين أيضا أن تلبي نداءهما من أول وهلة، ولكن
نلاحظ الآتي : أمك تنادي عليك وأنت مشغول فعلا فلا ترد عليها
( يحدث ذلك أليس كذلك!؟ )



ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويروي حديثا طويلا ما معناه:
كان فيمن قبلكم رجل عابد اسمه : جريج العابد.. كثير الصلاة،
فبينما هو في محرابه يصلي جاءت أمه فقالت: يا جريج:
(تنادي عليه) فقال في نفسه وهو يصلي: أي رب! أمي وصلاتي!
فأقبل على صلاته فانصرفت الأم، فجاءت في اليوم التالي ونادت:
يا جريج!.. فقال: أي رب! أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته
فانصرفت، فجاءت في اليوم الثالث، ونادت: يا جريج!.. فقال:
أي رب! أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته فانصرفت، فغضبت
الأم وقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر الى وجوه (...)!!
قالت كلمة معناها الزانيات.


فسلطت عليه امرأة زانية وحملت وجاءت بولد وقالت:
هذا ابن جريج (ظلما وبهتانا) فقاموا (بنوا اسرائيل) اليه
يضربوه ويؤذونه ويهدمون صومعته.. ثم تاب الله عليه
وأنجاه في النهاية. رواه البخاري ومسلم في الحديث والامام أحمد.



إن الشاهد في هذا الحديث الذي نريد أن يصل اليه كل انسان..
هو ذوق بسيط جدا: أن ترد على أمك حينما تنادي عليك وتنتظر
منك الرد...



وأهدي هذه القصة لمن يذهب ليصلي الجمعة في المسجد وينتظره
أبوه وأمه ساعة واثنتين و.. حتى تجتمع الأسرة جميعها على
الطعام.


وأهدي هذه القصة لمن يجلس مع اصحابه طول الوقت ويبخل
على أمه بنصف ساعة يجلس معها فيها...
إن ما حدث لجريج كان بسبب عدم تلبيته لأمه بالرغم من أنه
كان في عبادة.. فكيف حالك أنت وأنت تلهوا مع اصحابك؟!
أرأيت أدب الاسلام وذوقياته في التعامل مع الأم؟


ان هذا والله لغيض من فيض.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



يا له من دين



وانظر الى هذا الذوق الرفيع في الاستئذان للدخول على الأب
والأم، تجسده آية في القرآن الكريم تتكلم عن ادب الدخول
ووقته...


ديننا يخلّد الأدب في قرآن يتلى ليوم الدين.


يقول الله تعالى:


{ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين
لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات، من قبل صلاة الفجر وحين
تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء} النور.
سبحان الله... آية ترسخ قاعدة من قواعد الذوق...


هل بعد ذلك نقول: إن الاسلام ينظم الحياة داخل المسجد فقط
أم ينظم الحياة كلها.. انه ينظم الحياة داخل غرفة النوم!!
انظر الى مكانة الأدب والذوق في ديننا العظيم.


وانظر الى أيّ حد وصلت.


يا له من دين عظيم..!!
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقلة عظيمة



جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
يا رسول الله أأستأذن على أمي؟، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" نعم"، قال الرجل: يا رسول الله أأستأذن على أمي؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم:" نعم"، قال الرجل للمرة الثالثة:
يا رسول الله أأستأذن على أمي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
" أتحب أن تراها عارية؟" قال: لا يا رسول الله،
فقال صلى الله عليه وسلم:"فاستأذن على أمك".
البيهقي في السنن الكبرى.



أراكم تتعجبون من هذا الحديث.. ولكم الحق ، ولك أن تتعجب من
سؤال الرجل، ولكن العرب قديما كان واردا عندهم ألا يستأذن
أحد على أمه.. وليس العرب فقط فالعالم كله قبل الاسلام كان
لا يقدّر هذه الذوقيات...



وجاء النبي صلى الله عليه وسلم بالاسلام فخلّص هذه البشرية
ونقلها نقلة عظيمة من همجية الى نظام، ومن عدم مراعاة
لشعور ولا لاحساس الى أدب وذوق رفيع...



وخرجت أجيال مسلمة تعلّم الدنيا ذوقيات وآداب الاسلام..
فالكل الآن يستأذن على أبيه ويستأذن على أمه.. والكل الآن
يتأدب بآداب الاسلام.



ثم ينسبها الغربيون الى أنفسهم وحضارتهم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس