الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و عظيم إمتنانه ،
وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه،
و أشهد ان سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله الداعي إلى جنته و رضوانه ،
صلى الله وسلم و بارك عليه وعلى آله وصحابته و أخوانه
والتابعين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين .
أمــــا بعـــــد :
أيها الإخوة في الله ، إن من التحدّث بنعم الله و شكر آلائه سبحانه
ما حَبا الله بلادنا الطيبة المباركة حرسها الله من مقوماتٍ شرعية و تأريخية
و حضارية تجعلها مؤهلةً لتكون بلد السياحة النظيفة النقية ،
فهي بإذن الله قادرة على إعطاء مفهوم صحيح و وجه مشرق للسياحة التي خُيِّل
لبعض المفتونين أنها صناعة الفجور و الانحلال و الفسق و الضلال .
أوليس الله قد منَّ على بلادنا بالحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين
و محطِّ أنظارهم في العالمين ؟! شعائرُ الإسلام فيها ظاهرة ،
و أنوار التوحيد في سمائها باهرة .
أوليست بلادنا تنعَم بحمد الله بالأجواء الممتعة المتنوعة
و الأماكن الخلابة المتعددة ، فمن البقاع المقدسة إلى الشواطئ الجميلة
و البيئة النظيفة السليمة من أمراض الحضارة المادية و إفرازاتها الحسية و المعنوية ،
فلا بأس بإدخال الفرح على الأهل و الأولاد في سفر مباح في محيطها المبارك ،
أو اصطحابهم إلى بيت الله الحرام في عمرة
أو إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم في زيارة ،
و في سياحة مشروعة بريئة ، توصَل فيها الأرحام ،
و تحصل فيها الراحة و الاستجمام ، مع المحافظة على الخير و الفضيلة ،
و البعد عن أسباب الشر و الرذيلة .
و أخيراً أيها الإخوة المسافرون ،
إذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعُد إلى أهله و بلده ،
آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون .
و ختاماً أيها المسافرون ،
نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، نستودع الله دينكم و أمانتكم و خواتيم أعمالكم ،
و نسأل الله أن يحفظنا و إياكم في الحلِّ و الترحال ،
و أن يعيدكم إلى أهلكم سالمين غانمين مأجورين غير مأزورين ،
إنه خير المسؤولين ، و أكرم المأمولين .
ألا و صلوا و سلموا ـ يرحمكم الله ـ على خير من أقام و سافر، و جاهد و هاجر ،
النبي المصطفى ، و الرسول المجتبى ،
إمام المتقين ، و أفضل المقيمين و المسافرين ،
كما أمركم بذلك ربكم رب العالمين ،
فقال تعالى قولاً كريماً :
(( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً ))
[الأحزاب:56] .
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا