أسباب سلامة الصدر للمسلمين
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل، ومناصحة
ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم )
ومن المعلوم أن من أخلص دينه لله عز وجل فلن يحمل في نفسه تجاه
إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة، وعندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة،
وسيحزن إذا أصابتهم مصيبة؛ سواءً كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة.
( رضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه به )
قال ابن القيم رحمه الله في الرضا:
" إنه يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقياً من الغش والدغل والغل،
ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة
القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضاً كان قلبه أسلم،
فالخبث والدغل والغش: قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه:
قرين الرضا، وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه
فهو دواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله،
{قُل هُوَ لِلذِينَ ءَامَنُوا هُدىً وَشِفَآءٌ}
{ وَنُنَزِلُ مِنَ القُرءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ
وَلاَ يَزِيدُ الظّالمِينَ إلا خَسَاراً }
" والصحيح أن (من) ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض"،
{ يَاأيُها النّاسُ قَد جَآءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِكُم وَشِفَآءٌ لِمَا فىِ الصُدُورِ }
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا
والآخرة الدعاء:فيدعو العبد ربه دائماً أن يجعل قلبه سليماً على إخوانه،
وأن يدعوا لهم أيضاً، فهذا دأب الصالحين
{ وَالذِّينَ جَآءُو مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَنَا اغفِر لَنَا
وَلإخوَانِنَا الّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلاَ تَجعَل في قُلُوبِنَا غِلاً
لِلّذِينَ ءَامَنُوا رَبَنَا إنّكَ رَءُوفٌ رّحِيم }
فهي تطهر القلب، وتُزكي النفس،
ولذلك قال الله تعالى لنبيه :
{ خُذّ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا }
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:
وإن أحق المرضى بالمداواة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك
الذي بين جنبيك.تذكر أن من تنفث عليه سُمُومك، وتناله بسهامك
هو أخ مُسلم:ليس يهودياً ولا نصرانياً بل يجمعك به رابطة الإسلام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا،
ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟
قال ابن عبد البر رحمه الله:
" في هذا دليل على فضل السلام لما فيه من رفع التباغض وتوريث الود ".
( ترك كثرة السؤال وتتبع أحوال الناس )
امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم
( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه )
لقوله صلى الله عليه وسلم:
( والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
( عدم الاستماع للغيبة والنميمة )
حتى يبقى قلب الإنسان سليماً:
( لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً،
فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر )
والكثير اليوم يلقي بكلمة أو كلمتين توغر الصدور خاصة في مجتمع
النساء وفي أوساط البيوت من الزوجات أو غيرهن.
( إصلاح القلب ومداومة علاجه )
( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
( السعي في إصلاح ذات البين )
{ فَاتَقُوا اللّهَ وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم }
قال ابن عباس رضي الله عنه:
" هذا تحريم من الله ورسوله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم ".
( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟»
قالوا: بلى. قال: «إصلاح ذات البين»)