لماذا ندعوا لـلسلطان الحاكم المسلم ( 2 )
سلسلة لماذا الوصية بالحاكم المسلم خيرا ..؟
(2) لماذا ندعوا لو لي الأمر ـ السلطان الحاكم ـ المسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
فإن الدعاء لولي الأمر المسلم وعدم سبه؛ له فوائد وثِمار نلخصها
1) من فوائد وثمار الدعاء لولي الأمر؛ أننا نرضي الله تعالى بذلك
ونطيعه، لأن الدعاء لولي الأمر وعدم سبه والطعن فيه؛ دينٌ
ندين الله به ونعتقده ونتعبد الله بذلك.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }.
عن تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه
أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
( الدِّينُ النَّصِيحَةُ)، قُلْنَا لِمَنْ؟ قال:
( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولائمة الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ).
أخرجه: أحمد (4/102)، ومسلم (55).
ومن لوازم الطاعة والنصح لولي الأمر المسلم؛ الدعاء له بالتوفيق
والصلاح والرشاد، لأنه إذا صلح الأمير أصلح الله به العباد والبلاد
وقام العدل واستقامة الأمور.
قال إمام أهل السنة في عصره الشيخ عبد العزيز بن باز:
"من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر ، ومن النصح؛ الدعاء له بالتوفيق
والهداية، وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة".
"مجموع الفتاوى والرسائل" (8/209).
2) اجتناب غضب الله وسخطه وما نُهوا عنه أصحاب
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
( نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: ( لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبعضوهم،
واتقوا الله واصبروا، فإن الأمر قريب).
السنة : ( 1015) لابن أبي عاصم، والتمهيد: ( 21/287 )، والترغيب
والترهيب : ( 3/68 ) أبي القاسم قوّام السنة . وجود إسناده الألباني.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه:
" إن أول نفاق المرء : طعنُه على إمامه "
" إياكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة ".
السنة : ( 1016 ) ابن أبي عاصـم؛ ضعيف [ ومعنـاه صحيح ] ويستأنس
به لوجـود الأحاديث والآثار الصحيحة التي في معناه .
3) في الدعاء لولي الأمر ؛ إظهار للسنة وعلامة من علامات أهل السنة والجماعة.
قال الحسن بن علي البربهاري - رحمه الله - :
"إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة
4) في الدعاء لولي الأمر بالصلاح؛ ترقيق لقلبه تجاه رعيته، ويدعوه ذلك
إلى محبتهم وإلى الاجتهاد في إسعادهم ورفع المؤن عنهم، والدعاء له
مما يفرحه.ويرجع فائدة ذلك للرعية لا شك.
يروي عبد الله بن الإمام أحمد ـ إمام أهل السنة ـ عن أبيه فيقول:
" كتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى أبي يخبره: "أن أمير المؤمنين
أطال الله بقاءه يعني المتوكل أمرني أن اكتب إليك أسألك عن أمر القرآن
لا مسألة امتحان ولكن مسألة معرفة وبصيرة".
وأملى عليّ أبي إلى عبيد الله بن يحيى :
" أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها ، ودفع عنك مكاره الدنيا
والآخرة برحمته ، فقد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه
أمير المؤمنين أيده الله من أمر القرآن بما حضرني ، وإني أسأل
الله عز وجل أن يديم توفيق أمير المؤمنين أعزه الله بتأييده ....".
ثم قال أبو عبد الرحمن عبد الله ابن الإمام أحمد:
قال لنا الشيخ : "اذهبوا بهذا الكتاب إلى أبي علي بن يحيى بن خاقان
وكان هو الرسول فاقرءوه عليه فإن أمركم أن تنقصوا منه شيئا فانقصوا
له ، وإن زاد شيئا فردوه إلي حتى أعرف ذلك ، فقرأته عليه فقال : يحتاج
أن يزاد فيه دعاء للخليفة فإنه يسر بذلك فزدنا فيه هذا الدعاء".
"السنة" لعبد الله بن أحمد (1/133).
اللهم فقهنا في الدين وجنبنا طرق الضالين
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي