كيف تتخطّى الخجل الإجتماعي
من منّا لا يحلم بأن يدخل إلى قاعة مزدحمة بالناس بثقة ويلفت نظر
الجميع ويتحلّق حوله الناس ليصغوا إلى ما يقوله؟ ألم تحسد يوماً ذلك
الشحص الذي يتمتّع بالشجاعة ليتكلّم ويناقش من دون خجل ولا وجل؟
في الواقع أظهرت دراسة أن الغالبية العظمى من الناس تعاني من مشكلة
الخجل الاجتماعي وعدم الثقة بالنفس لكن كل شخص يغطّي خجله بشكل
مختلف. فمنهم من يصبح كثير الكلام ومنهم من يلتزم الصمت ويصبح
غير اجتماعي ومنهم من يعملون على أنفسهم ليخرجوا من هذه
إن أي شخص تخجل من أن تتقدم لتعرّفه بنفسك يخجل مثلك تماماً. وفي
الواقع هؤلاء الأشخاص الذين يبدون واثقين بأنفسهم يتمنّن في قرارة
أنفسهم لو أنك تقوم أنت بالخطوة الأولى.
هل واجهت يوماً الموقف التالي:
أنت ترافق صديقك إلى حفل أو اجتماع. تدخلون القاعة وينسى صديقك
أن يعرّف بك للموجودين الذين لا يعرفونك. ماذا تفعل في مثل هذا
الموقف؟ سوف تفكّر تلقائياً بأن لا أحد من الموجودين مهتمّ أصلاً
بالتعرف على اسمك وما تفعله وأن عليك أن تبقى ساكتاً وتنتظر
حتى يبتعد هؤلاء. لكن موقفك هذا سلبي وغير ضروري!
كل ما عليك أن تفعله حقيقة هو
أن تمد يدك قائلاً:" إسمي ... ما اسمك أنت؟" تكفي هذه العبارة الصغيرة
لتبديد الجليد وفتح باب التواصل. لكن عليك أن تقوم بهذه الحركة بأسرع
وقت لأنه كلما طال الوقت أصبح من الصعب عليك أن تقدم على
لا توصّف نفسك! لست بحاجة لأن تخبر الموجودين من حولك عن
مهاراتك في العمل وعن إنجازاتك. اكتف بتفاصيل قليلة ودقيقة إذا سألك
أحدهم سؤالاً حول ما تفعله.
عليك أن تجعل الناس يشعرون بأن لهم قيمة وأنهم مهمين. هذه أهم مهمة
لديك. فلا تكثر من الكلام عن نفسك. دع الآخر يتكلم عن نفسه واسأله أنت
أسئلة عن نفسه تجعله يشعر بأنك مهتم به.
كن كريم الأخلاق بمعنى أن تصغي جيداً. لا تحكم بتسرّع على الأشخاص
ولا تلمهم إن قالوا عبارة ليست بمكانها. كلنا نفعل ذلك أحياناً.
كفّ عن التركيز على نفسك واهتمّ بالآخر وسوف تكتسب الثقة بنفسك
وتسيطر على خجلك. هذا لا يعني أن الخجل سيزول كلياً. فهو مسألة تدخل
في صميم تركيبة أفكارنا وتحتاج لوقت طويل جداً حتى يزول الخجل، هذا
إذا زال! لكنك ستتمكن من تقبل خجلك والسيطرة عليه تماما