{ الموضوع الثامن الفقرة22 }
نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين و حكمة
هذه هى الحلقة قبل الأخيرةمن حديثنا عن
و نظرا لطول المقالة سيتم تجزئتها إلى جزئين
فلنبدأ الجزء الاولعلى بركة الله تعالى
ماذا لو أجتمع الجمعة و العيد فى يوم واحد ؟؟
إذا اجتمع الجمعة و العيد فى يوم واحد سقطت الجمعة عمن صلى العيد
فعن زيد بن أرقم رضى الله عنه أنه قال
صلى النبى صلى الله عليه و سلم العيدثم رخص فى الجمعه
فقال عليه الصلاة و السلام :
رواه الخمسة و صححه أبن خزيمة و الحاكم
و عن أبى هريرة رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( قد أجتمع فى يومكم هذا عيدان
فمن شاء أجزأه من الجمعة و إنا مجمعون )
و يستحب للأمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها
( و انا مجمعونو انا مجمعون )
و بالطبع تجب صلاة الظهر على من تخلف عن الجمعة
لحضوره العيد عند الحنابلة
لما رواه أبوداود عن أبن الزبير أنه قال
فجمعهما فصلاهما ركعتين بكره
لم يزد عليهما حتى صلى العصر
لقد حدث خلاف كبير بين العلماء
فى هذا الموضوع فى وقتنا الحالى
و لقد حضرت بعض المناقشات بنفسى
فى أحدى بيوت الله الخاصة بالجمعية الشرعية
و قد تحدثوا عن هذا الموضوع و قالوا
أن صلاة العيد لا تلغى الجمعة
و إن النبى صلى الله عليه و سلم
رخص لبعض المسلمين الذين يبعدون مسافات كبيرة
عن مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم
إذا حدث أن أجتمع العيد مع الجمعة
يجب سؤال العلماء المختصين بذلك
و المكلفين بالفتوى فى أمور ديننا الحنيف
شرعت صلاة العيدين فى السنة الأولى من الهجرة
و هى سنة مؤكدة واظب عليها النبى صلى الله عليه و سلمعليها
و أمر الرجال و النساء أن يخرجوا لها
إستحباب الغسل و التطيب و لبس أجمل الثياب
فعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
أن النبى صلى الله عليه و سلم
كان يلبس برد حِبرة فى كل عيد
برد حبرة أى نوع من برود اليمن
و عن الحسن السبط رضى الله تعالى عنه و عن أبيه قال
أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
فى العيدين أن نلبس أجود ما نجد
رواه الحاكم و فيه إسحاق بن برزخ
ضعفه الأزدى و وثقه أبن حبان
و كان صلى الله عليه و سلم
و كان له حِلة يلبسها للعيدين و الجمعة
الأكل قبل الخروج فى الفطر دون الأضحى
يُسن أكل تمرات وترا قبل الخروج إلى الصلاة فى عيد الفطر
و تأخير ذلك فى عيد الأضحى حتى يرجع من المصلى
فيأكل من أضحيته إن كان له أضحية
كان النبى صلى الله عليه و سلم
لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات و يأكلهن وترا
كان النبى صلى الله عليه و سلم
لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل
و لا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع
رواه الترمذى و أبن ماجة و أحمد
و فى الموطأ عن سعيد بن المسيب
أن الناس كانوا يؤمرون بالأكل قبل الغدو يوم الفطر
لا نعلم فى أستحباب تعجيل الأكل يوم الفطر أختلافا
صلاة العيد تجوز أن تؤدى فى المسجد
و لكن أداءها فى المصلى خارج البلد أفضل
ما لم يكن هناك عذر كمطر و نحوه
ما عدا مكة فان الصلاة فى المسجد الحرام أفضل
لأن الرسول صلى الله عليه و سلم
كان يصلى العيدين فى المصلى
و هو موضع بباب المدينة الشرقى
و لم يصلى العيد بمسجده إلا مرة لعذر المطر
فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال
فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم العيد فى المسجد
رواه أبو داود و أبن ماجة و الحاكم
يشرع خروج الصبيان والنساء فى العيدين للمصلى
من غير فرق بين البكر و الثيب و الشابة و العجوز و الحائض
أُمرنا أن نخرج العواتق أى البنات البكر
و الحُيَض فى العيدين يشهدن الخير و دعوة المسلمين
و عن أبن عباس رضى الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
كان يُخرج نساءه و بناته فى العيدين
و عن أبن عباس رضى الله تعالى عنهما قال
خرجت مع النبى صلى الله عليه و سلم
يوم فطر أو أضحى فصلى ثم خطب
ثم أتى النساء فوعظهن و ذكرهن و أمرهن بالصدقة
إلى إستحباب الذهاب إلى صلاة العيد
من طريق و الرجوع من طريق أخر سواء كان أماما أو مأموما
فعن جابر رضى الله عنه قال
كان النبى صلى الله عليه و سلم
إذا كان يوم عيد خالف الطريق
كان النبى صلى الله عليه و سلم
إذا خرج إلى العيد يرجع فيغير الطريق الذى خرج فيه
رواه أحمد و مسلم و الترمذى
و لكن يجوز الرجوع فى الطريق الذى ذهب فيه
فعند أبى داود و الحاكم و البخارى
فى التاريخ عن بكر بن مبشر قال
كنت أغدو مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
إلى المصلى يوم الفطر و يوم الأضحى
فنسلك بطن بطحان و هو واد بالمدينة
حتى نأتى المصلى و نصلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثم نرجع من بطن بطحان إلى بيوتنا
قال أبن السكن إسناده صالح
وقت صلاة العيد من أرتفاع الشمس قدر ثلاثة أمتار إلى الزوال
فقد أخرج أحمد بن حسن البناء من حديث جندب رضى الله عنه قال
كان النبى صلى الله عليه و سلم
يصلى بنا الفطر و الشمس على قيد رمحين
و الرمح يقدر بثلاثة أمتار
أنه أحسن ما ورد من الأبحاث فى تعيين وقت صلاة العيدين
و فى الحديث أستحباب تعجيل صلاة عيد الأضحى
و يسن تقديم الأضحى ليتسع وقت الضحية
و تأخير الفطر ليتسع أخراج صدقة الفطر
إذا أنتهى إلى المُصلى أخذ فى الصلاة من غير أذان
و لا إقامه و لا قول الصلاة جامعة
و السنة أنه لا يفعل شئ من ذلك
و عن أبن عباس و جابر قالا
لم يكن يؤذن يوم الفطر و لا يوم الأضحى
أخبرنى جابر أن لا أذان لصلاة يوم الفطر
حين يخرج الأمام و لا بعد ما يخرج و لا إقامه و لا نداء و لا شئ
أن النبى صلى الله عليه و سلم
صلى العيد بغير أذان و لا إقامه
و كان يخطب خطبتين بينهما جلسه
نكتفى بهذا القدر من موضوع
و نستكمل الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
و أعتذر لطول المقالة ، أنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات
نظرا لطول المقالةنكتفى بهذا البيت من الشعر
إذا تـــم شـــئ دنـــا نــقــصــه تــوقـــع زوالا إذا قــيـــل تــــم
إذا كـنـت فـى نـعـمـة فـأرعـهـا فـأن الـمـعـاصـى تـزيـل الـنـعـم
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته