الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين
عند تَصفُّحك لمواقع الإنترنت اعلم أنك ستغوص في بحر عميق،
فيه من الخيرات واللؤلؤ التي هي بمثابة حامل المسك،
وفيه من الأشواك والثعابين اللادغة التي قد تُردِي قلبك،
فتُنكَت فيه نكتٌ سوداء، وهذا كنافخ الكير،
وفيه من الحيتان والقروش التي قد تهوي بك في مهاوي الردى
والخُسران، فكن على حَذرٍ، واجعل الخوفَ من الخالق نُصْب عينيك،
فإنه من خاف سلم، وإن زللتَ فاستغفر،
ولا تسترسل في عدم المراقبة الإلهية، واعلم أن استشعارك عظمة الله،
هي التي تَحجُزك عن التمادي في الشهوات والشبهات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إياكم ومحقَّراتِ الذنوبِ فإنَّما مثلُ محقَّراتِ الذنوبِ
كمثلِ قومٍ نزلوا بطنَ وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ
حتى جمعوا ما أنضجُوا به خبزَهم ،
وإنَّ محقَّراتِ الذنوبِ متى يُؤخَذُ بها صاحبُها تُهْلِكُه )
{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ
وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً
إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }
{ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا }
{ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }
أي: لا يُنقِص ثوابَ أحد عمِل خيرًا، ومعنى أحصاها: عدَّها وأحاط بها.