الموضوع: الإحسان
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-03-2014, 11:29 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

و لا يوجد أخ من أخواننا الكرام إذا بذل شيئاً في سبيل الله
إلا ويشجعه الله عز وجل ويكافئه في الدنيا قبل الآخرة،
{ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }
الآن إذا أنت أحسنت، أب محسن، معلم محسن، مدرس محسن، أستاذ
جامعي محسن، طبيب محسن، محسن أي مستقيم، صادق، أمين، لطيف،
هذا الإحسان، صار هذا المحامي المحسن قدوة لمحام شاب يتدرب عنده،
هذا الأب المحسن صار قدوة لأولاده، هذا المعلم المحسن صار قدوة
لتلاميذه، هذا المدير العام المحسن صار قدوة للمعاون، ولبقية الموظفين،
فأي إنسان محسن أصبح أسوة حسنة، له أجران، أجره وأجر من قلده،
قال تعالى:
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
[ سورة الممتحنة الآية: 6 ]
إن أحسنت لك أجران، إن أحسنت وكنت في موقع القيادة فلك أجران.
الآن استعرت حاجة، إنسان قبل أن يموت أوصى أولاده، وكان أمامه
مكتبة ضخمة جداً أربعة جدران من الأرض إلى السقف كلها كتب،
أوصاهم ألا يعيروا كتاباً واحداً من هذه المكتبة، لِمَ يا أبتِ؟ قال:
لأن كل هذه الكتب كتب استعرتها. استعرت كتاباً:
{ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ }
[ سورة البقرة الآية: 178]
أداء إليه، أخي تعال وخذ الكتاب، أخذته من بيته، شاهده في الطريق
أعطاه الكتاب! غير لائق، هذا الكتاب أخذته من البيت أرجعه إلى البيت،
أرجعه مجلداً،
{ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ }
إنسان أقرضك، تعال غداً إلى المحل وخذ الدين، لا، جاء إلى بيتك
وأخذ المبلغ من بيتك، الأداء ينبغي أن يكون في مكان الأخذ،
{ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ }
هنا إحسان متعلق بالأداء.
الإحسان وسطي :أيها الأخوة، باب الإحسان باب طويل، الإحسان وسطي.
{ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }
[ سورة البقرة الآية: 195]
{ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }
إن أنفقتم كل أموالكم،
{ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }
إن لم تنفقوا، فالإحسان بين أن تكون في إنفاق المال كله
وبين عدم الإنفاق، والفضيلة وسط بين طرفين،
{ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }
{ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
[ سورة البقرة]
الإحسان في هذه الآية أن تنفق باعتدال.
{ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً }
[ سورة الإسراء]
وفي كل الفضائل الفضيلة بين تطرفين، مثلاً الشجاعة بين التهور والجبن،
الكرم بين إتلاف المال وبين البخل، فكل فضيلة وسط بين رذيلتين.
والله أنا حينما أُسر من أخ كريم، عمله طيب، محسن، أدعو له من أعماق
أعماقي أن يجعل الله له نعم الدنيا متصلة بنعم الآخرة، شيء رائع أن
تعيش حياة طيبة، بصحة طيبة، زوجتك، أولادك، سمعتك، مكانتك،
تأتي المنية إلى الجنة، نعم الدنيا اتصلت بنعم الآخرة،
قال تعالى:
{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ }
[ سورة البقرة الآية: 201]
وقال بعض العلماء:
حسنة الدنيا هي الزوجة الصالحة التي إن نظرت إليها سرتك،
وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك.
الإحسان، يسأل رجل غني كم الفطرة السنة؟ يقول له: خمسون ليرة،
يدفع هذا الغني الكبير على كل فرد خمسين ليرة، لا، أنت على كل فرد
خمسة آلاف، الإحسان يتناسب مع الدخل،
قال تعالى:
{ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ }
[ سورة البقرة الآية: 236 ]
المحسن الغني ليس له حق أن يدفع الحد الأدنى، ينبغي أن يدفع الحد
الأقصى، لكن سبحان الله هذا الإله العظيم يتودد إلينا:
( يا بنَ آدمَ مَرِضْتُ فلم تَعُدْني ، قال : يا رب كَيْفَ أعُودُكَ وأنتَ ربُّ العالمين ؟
قال : أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلاناً مَرِضَ فلم تَعُدْهُ ؟
أما علمتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لوجَدتني عنده )
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]
في تودد.بطولة الإنسان أن يكون محسناً ومستقيماً :
الآن:
{ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً }
[سورة البقرة الآية: 245]
إذا أنت أطعمت هرة هذا العمل إقراض لله تعالى، إذا خدمت إنساناً، أسعفت
مريضاً، أطعمت جائعاً، أعنت إنساناً كبيراً في السن، وقفت في المركبة
العامة لشيخ جليل، أي عمل صالح مع نملة، أثناء الوضوء بالمغسلة
يوجد نملة لو توضأت مباشرة لغرقت، انتظرت حتى خرجت، هذا الانتظار
عمل صالح، وجدت في المسجد قشة وضعتها في جيبك، أي إحسان
هو قرض لله عز وجل. إذا ملك قال لمواطن: أقرضني ليرة واحدة،
هذا الملك يرغب أن يعطيه مئة مليون على هذه الليرة.
أنا أحياناً أضرب مثلاً: لو ملك كلف معلماً أن يعطي ابنه دروساً خاصة،
هذا الملك بذهنه أن يعطي هذا المعلم بيتاً وسيارة، لكن المعلم أفقه ضيق
جداً، فلما انتهت عشرة دروس قال له: أين الأجرة؟ قال له: أستاذ كم
تريد؟ قال له: أريد ألفاً على كل درس، قال له: هذه عشرة آلاف، فوت
عليه البيت والسيارة.أنت حينما تقول: أفعل هذا لوجه الله أنت ذكي جداً،
لأن هذا العمل قرض لله عز وجل، والكبير إذا أعطى أدهش:
{ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً
وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[سورة البقرة]
هناك أشخاص محسنون لكن غير مستقيمين، هناك مشكلة،
قال تعالى:
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا }
[سورة آل عمران الآية: 172 ]
البطولة أن تكون محسناً ومستقيماً.رحمة الله مطلق عطائه :
أيها الأخوة، أدق آية في هذا الدرس.
{ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
[سورة الأعراف]
أكبر سبب كي يرحمك الله، كلمة رحمة الله أوسع عطاء، تقول لي: صحة؟
صحة راحة نفسية! راحة نفسية، سعادة! سعادة، أمن! أمن، رضا! رضا،
حكمة! حكمة، بيت منتظم! بيت منتظم، زوجة صالحة! زوجة صالحة،
أولاد أبرار! أولاد أبرار،
{ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
جنة؟ جنة، رحمة الله مطلق عطائه،
{ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }
الله عز وجل أعطى الملك لمن لا يحب، وأعطاه لمن يحب، أعطاه لفرعون
وهو لا يحبه، أعطاه لسيدنا سليمان وهو يحبه، أعطى المال لمن لا يحب
لقارون، أعطاه لمن يحب لسيدنا سليمان، وعبد الرحمن بن عوف، ما دام
يعطي هذا الشيء لمن يحب ولمن لا يحب إذاً ليس مقياساً،
لكن الذي يحبه ماذا أعطاه؟ دقق:
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً }
[ سورة القصص الآية: 14]
الحكمة والعلم .
{ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }
[سورة القصص]
الإحسان أوسع باب نصل منه إلى الله وأقصر طريق إلى الله :
الآن في غير الجنة هناك حكمة وعلم، آخر شيء:
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }
[ سورة النحل الآية: 125]
الحسنة صفة.
{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
[ سورة النحل الآية: 125]
بالمجادلة هناك خصومة، بالمجادلة هناك نفوس متوترة، بالمجادلة إذا
كان هناك مئة كلمة حسنة ينبغي أن تختار الكلمة الأحسن، آية دقيقة جداً:
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }
تلقي درساً تستخدم كلمات حسنة، أما بالحوار:
{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
فصار الإحسان أوسع باب نصل منه إلى الله، وأقصر طريق إلى الله،
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس