اخرج البخاري عن مصعب بن سعد :
( رأى سعدٌ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنَّ لهُ فضلًا على من دونِهِ ،
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :
( هل تُنصرونَ وتُرزقون إلَّا بضعفائكم )
وعند النسائي عن سعد بن أبى وقاص :
( إنَّما يَنصرُ اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ بضَعيفِها ،
بدَعوتِهِم وصَلاتِهِم ، وإخلاصِهِم )
إن الله كتب الإحسان على كل شي فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة
وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته . ترى بعض الجزارين يحمل البهيمة
ويضع رجلها على رقبتها ويتحدث مع من حوله غير مبالي بها .
اخرج الإمام عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
( كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ ,
فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأخَذْنَا فَرْخَيْهَا،
فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ, فجَاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
فقال : مَنْ فَجَّعَ هذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلْدَهَا إلَيْهَا )
الخلاصة : ارحم ترحم فارحم أبويك
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }
ارحم زوجتك وأبناءك والخدم والعمال وكل من تحت يدك
امرأة رحمت كلبا فسقته فشكر الله لها فغفر لها
فلم ترحمها فدخلت النار فبقدر ما ترحم الناس يرحمك الله
( إنما يرحم الله من عباده الرحماء )
( لا تنزع الرحمة إلا من شقي )
[ رواه أبو داود والترمذي ]
فاحرص على الاهتمام بمن حولك والشعور به
فالجنة التي تطلبها بالركوع والسجود
تطلبها أيضا بالابتسامة والكلمة الطيبة والشعور بمن حولك .
ثالثا : كن حسن الظن بالله :
ومعنى حسن الظن : الثقة بجوده وهو الرجاء
ورد في حسن الظن حديثين الأول عن جابر :
( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )
وفي الصحيحين عن واثلة بن الأسقع الليثى قال :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)
عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن عبدًا ليُنادي في النارِ ألفَ سنةٍ : يا حنانُ يا منانُ ،
فيقولُ اللهُ لجبريلَ : اذهبْ فائتني بعبدي هذا ،
فينطلقُ جبريلُ فيجدُ أهلَ النارِ مُكبِّينَ يبكونَ ، فيرجعُ إلى ربِّهِ فيخبرُهُ
، فيقولُ : ائتِني به فإنَّهُ في مكانِ كذا وكذا ،
فيَجئُ به فيوقفُهُ على ربِّهِ ،
فيقولُ له : يا عَبدي كيفَ وجدْتَ مكانَكَ ومَقيلَكَ ؟
فيقولُ : أيْ ربِّ شرُّ مكانٍ وشرُّ مَقيلٍ ، فيقولُ : ردُّوا عبدي
فيقولُ : يا ربِّ ما كنْتُ أرجو إذ أخرجْتَني منها أن تَردَّني فيها ،
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(يخرجُ من النارِ من قال لا إلهَ إلا اللهُ ،
وكان في قلبِه من الخيرِ ما يَزِنُ شعيرةً )
( رجلان فيُعرَضون على ربِّهم ،
فيُؤمرُ بهم إلى النَّارِ فيلتفتُ أحدُهم فيقولُ : يا ربِّ !
وقد كنتُ أرجو إذا أخرجتني منها
أن لا تعيدني فيها ، فينجِّيهم اللهُ تعالَى منها )
وثبت عند الإمام الترمذي بسند حسن بشواهده
( إنَّ رَجُلَينِ ممنْ دخَل النارَ، اشتَدَّ صِياحُهما
فقال الربُّ تبارَك وتعالى : أخرِجوهما ،
فلما أُخرِجا قال لهما : لأيِّ شيٍء اشتَدَّ صِياحُكما ؟
قالا : فعلْنا ذلك لِتَرْحَمَنا،
قال : إنَّ رحمَتي لَكُما أن تَنطَلِقا فَتُلقِيا أنفُسَكما حيثُ كنتُما من النارِ
فينطلِقانِ . فيُلقي أحَدُهما نفسَه فيجعَلُها عليهِ بَردًا وسلامًا،
ويَقومُ الآخَرُ فلا يُلقي نفسَه، فيقولُ له الربُّ تبارَك وتعالى :
ما منعَك أن تُلقي نفسَك كما ألقَى صاحِبُك ؟
فيقولُ : يا ربِّ إني لأرجو أن لا تُعيدَني فيها بعدَ ما أخرَجتَني
فيقولُ له الربُّ تبارَك وتعالى :
لك رَجاؤك فيُدخَلانِ الجنَّةَ جميعًا برحمةِ اللهِ )