فـلـك المحـامـد والـمـدائـح كـلـهـا بخـواطـري وجوانـحـي ولسـانـي
لا أعتقد أني أذنبت بل مضى وقت طويل على توبتي و منذ ذلك الوقت
لم أستغفر الله .لم أتضرع إليه لم أنظر مكسور بين يديه لم أسأل الله
أن يتوب علي منذ ذلك الوقت ؟و لم أحس بتلك الغمرات و النفحات تجتاح
قلبي و كياني منذ زمن بعيد إنها كلمات افتقدتها و لم تعد تشغل بالي
و تفكيري تلك الكلمات .التي كانت تداوي جروحي و تبهج روحي تلك
العبارات و العبرات .التي كانت تلين قلبي و تقرب بعدي
" اللهم اغفر لي و تب علي. إنك أنت التواب الرحيم "
ياااااااه ما أروع وقعها على قلوب مشتاقة و أرواح تواقة لرضا الرحمن
و غفرانه كيف ننساها بل نتناساها و نحن عباده الخطاؤون المذنبون.
كيف نتجرأ و نقول أننا تبنا منذ زمن بعيد و لم نعد نذنب الآن أخواتي
وجب علينا ان نتذكر فلا ننسى أننا لم نخلق ملائكة ولا بشرا معصومين
بل نحن ارواح و اجساد تتنازعنا قوى الخير و الشر فغالبة أو مغلوبة .
نخطئ نذنب نسيئ و ما عابنا ذلك لكن العيب أن نبقى على ما نحن
عليه و الأسوء أن نظن أننا لا و لم نذنب قط و كأننا احتقرنا ذنوبنا
و استصغرناها و كأن التوبة باب ندخله مرة في العمر ثم لا نعاوده
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم
ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ).
أجل ايها الاخوة الكرام هذه حكمة الله في الخلق نحن عباده خلقنا لنعبده
سبحانه لنظل له خاضعين طائعين منيبين راجين رحمته جل
في علاه تقولون ولما أتوب ؟
فأقول لك قلِّبي في الصفحات التي تطوينها
كل يوم و ليلة تذكر( تتذكرين) و اعتبروا.
يوم تكلمت عن فلانة و علانة ألا تتذكر ؟؟إنها هي تلك التي اغتبتها
و لو كانت أمامك لما تفوهت بذاك الكلام الجارح أمامها
أَوَ تتذكر ( تتذكرين) أيضًا ذاك اليوم الذي ضيعت فيه صلاتك و ما كان
السبب ابنك جارتك هاتفك سوقك او سبب آخر لا يذكر و لا يعتبر .
بل كم من صلاة صليتها ثم سلمت منها و كأنك لم تركع -ي
و لم تسجد ي قط .وقتك أخي - تي هل تستغلينه كما يجب بل كم
تستغلون منه أم أنك تضيعونه في الملهيات التافهات .
بل جالسة لا أعمال مجدية و لا طاعة مرضية .
و كم من نظرة و كلمة و حركة سُجِّلت و أنت لا تدرون و لا تبالون
فتتركونها ليوم الحساب يوم تتارجح كفتي الميزان و الأبصار شاخصة
هل لليمين تميل أم للشمال .تقولون أنها صغائر الذنوب و أن الله
غفور رحيم.لا أخالفكم الراي فهو سبحانه أرحم من الوالدة بولدها
}إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ {
ننسى أنها مهلكة و نحسبها من صغائر الذنوب .
ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود
وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم وإن محقرات الذنوب
متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه )
فما بالنا نعدد الحسنات و نتذكرها و لا ننساها أبدا و نحمد الله سبحانه
ليل نهار أن وفقنا لعملها نتذكر على من تصدقنا و كم أعطيبنا
و أنفقنا و متى صمنا و صلينا و دعونا .
و بالمقابل نتهاون بذنوبنا لا نحصيها ولا نحاسب أنفسنا عليها
و لا نتوب لله تعالى منها وهكذا نحن نسير الى ما شاء الله لنا من أجل.
اخواتي الله وحده سبحانه عليم بما اجترحنا و اقترفنا فهو المحصي
جل في علاه .فلندعوه أن يغفر لنا ما علمنا و ما لم نعلم.
أن يصفح عنا و يعفو بكرمه علينا .نحن نذنب نخطئ قد ننتبه و ندرك
و قد لا نحس و لا نشعر و يبقى عزاء نفوسنا الضعيفة الفقيرة
لله سبحانه مغفرته و عفوه و كرمه جل جلاله .
لا تيأسوا و تأملوا معي هذا الحديث القدسي .
استشعريه من أعماق قلبك و اقرؤه بجوارحكم قبل بصركم اتركوا
معانيه تخترق روحكم لتذرف سقياها من عينيك الباكيتين .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك
ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني
غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض
خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
ما أحلمك يا الله بعبادك العاصين المذنبين ما ارحمك يا رب بعبادك
التائبين المستغفرين يدعونا ربنا للتوبة و الاستغفار فحي على تلبية
النداء يا غالين.اخواتي الاعزاء نبي الرحمة صلوات ربي و سلامه عليه
كان يستغفر الله مائة مرة أو أكثر من سبعين فلم لا تستغفرينه سبحانه بالمرة .
لنجعل التوبة سارية على ألسنتنا ما تعاقب الليل و النهار و لنجعل
الاستغفار ملاذ قلوبنا و سقيا أرواحنا في ذهابنا و إيابنا في مجالسنا
و أحاديثنا عند نومنا و حين يقظتنا لنطهر أنفسنا لنغرس في أرواحنا
بذور النقاء و الصفاء لنقبل على الله في كل حين لا ننتظر وقوع خطئ
كبير او ذنب عظيم لنستفيق فهذه دعوة للبقاء في حمى رب البرايا
نستغفر و نتوب و نذنب ثم نعود.وهو حالنا بحول الله ما كتب الله لنا البقاء
وفي الصحيحين عن ابي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي.فقال تبارك وتعالى:
أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد
فأذنب فقال:أي رب اغفر لي ذنبي.فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب
ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.ثم عاد فأذنب فقال:
أي رب اغفرلي ذنبي.فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم
أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك )
والمعنى أنك ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك
"من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح
توبته فهو كاذب في استغفاره".
"استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير"
سبحان من يعفو ونهفو دائمًا ولا يزل مهما هفـا العبـد عفـا