الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إليالله
حسن التعامل مع الجيران ( 01 – 02 )
اهتم التشريع الإسلامي بأمر الجار اهتماما كبيراً وقد جاءت الآيات
القرآنية الكريمة بالإحسان في معاملة الجار وجاءت السنة المطهرة
توضح وتبين عظم حق الجار .
}وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْن إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى
وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ {
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
) مازال جبريل يوصيني بالجار
متفق عليه : من حديث ابن عمر رضي الله عنه.
والسيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت )
النووي : رياض الصالحين ص 125 ، 126.
والمسلم الذي لا يأمن جيرانه شره لم يذق طعم الإيمان .
فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل : من يا رسول الله ؟
قال : الذي لا يأمن جاره بوائقة ( أى غوائله وشروره ) )
ولقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن فلانة تقوم الليل
وتصوم النهار وتنفق وتتصدق ولكنها تؤذى جيرانها بلسانها .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
( لا خير فيها هي من أهل النار)
قالوا : وفلانة تصلى المكتوبة وتتصدق بأثواب ولا تؤذى أحدا ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
البخاري : الأدب المفرد ص 42 .
ولقد تعلم الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم
فقد ذبحت لعبد الله بن عمرو بن العاص شاة
أهديت لجارنا اليهودي ؟ أهديت لجارنا اليهودي ؟
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )
وهذا هو الإمام الجليل أبو حنيفة النعمان كان له جار فاسق سكير
عواد ومغنٍ إذا جن الليل أقبل على لعبه ولهوه
وكان إذا أكثر صياحه وغنائه إذا ثمل قال :
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
حتى حفظ أبو حنيفة كل غنائه لكثرة ما كان يردده . فأخذه الحرس من داره
وهو سكران وحبسوه فافتقده أبو حنيفة وافتقد صوته
ماذا فعل جارنا ؟لقد فقدنا صوته .
فقيل : أخذه الحرس البارحة وحبسوه .
قوموا بنا نسعى في خلاصه فإن حق الجار واجب ولقد أوصى النبي
صلى الله عليه وسلم بالجار فأتى مجلس الأمير فلما بصر به قام إليه
وأخذ بيده ورفعه مكاناً عليا وقال : ما جاء بك يا أبا حنيفة ؟
قال : جئت لمحبوس عندك من جيراني أخذه الحرس البارحة
وأسألك أن تطلقه وتهب لي جرمه
فقال الأمير : قد فعلت ولجميع من معه في الحبس هلا بعثت برسول
حتى أقضى به حقك وأخرج من واجبك ! فلما أن أخرج من حبسه
قال : لا يا سيدي ومولاي لا تراني اليوم أفعل شيئاً تتأذى به
ثم أخرج أبو حنيفة عشرة دنانير وأعطاها له
استعن بهذا المال على نقصان دخلك وقت الحبس ومتى كان
لك حاجة فابسطها إلينا واترك الحشمة فيما بينا وبينك
فقام الرجل وقبل رأس أبى حنيفة وكان بعد ذلك يختلف إلى درسه
وتفقه حتى صار من فقهاء الكوفة
على فكرى : أحسن القصص ج4 ص 29 ، 30 .
الفقير إلى الله عبد العزيز