الموضوع: حقوق الزوجين
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-14-2013, 07:15 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي حقوق الزوجين

الأخت / بنت الحرمين الشريفين


حقوق الزوجين


جعل الإسلام لكل من الزوجين حقوقًا كما جعل عليه واجبات،

يجب أن يعلمها خير عِلم، حتى يؤدي ما عليه من واجب خير أداء،

ويطلب ما له من حق بصورة لائقة، وإذا علم الزوج والزوجة ما له

وما عليه، فقد ملك مفتاح الطمأنينة والسكينة لحياته، وتلك الحقوق تنظم

الحياة الزوجية، وتؤكد حسن العشرة بين الزوجين، ويحسن

بكل واحد منهما أن يعطى قبل أن يأخذ، ويفي بحقوق شريكه باختياره؛

طواعية دون إجبار، وعلى الآخر أن يقابل هذا الإحسان بإحسان

أفضل منه، فيسرع بالوفاء بحقوق شريكه كاملة من غير نقصان.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حقوق الزوجة

للزوجة حقوق على زوجها يلزمه الوفاء بها،

ولا يجوز له التقصير في أدائها،


قال تعالى:


{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }

[البقرة: 228] .


وهذه الحقوق هي

1- النفقة: أوجب الإسلام على الرجل أن ينفق على زوجته من ماله

وإن كانت ميسورة الحال، فيوفر لها الطعام والشراب والمسكن

والملبس المناسب بلا تقصير ولاإسراف،


قال تعالى :


{ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ۖ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ

فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا }

[الطلاق:7].


وقال:


{ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ }

[الطلاق: 6].


وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في النفقة على الزوجة والأبناء،


فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:


( دينار أنفقتَه في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة،

ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك،

أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك )

[مسلم].


و قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:


( إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها [ أي: يبتغى بها

وجه الله ورضاه ] كانت له صدقة )

[متفق عليه].


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وإذا أنفقت المرأة من مال زوجها في سبيل الله من غير إفساد

ولا إسراف، كان ذلك حسنة في ميزان زوجها،


عن عائشة - رضي الله عنها وعن ابيها - قالت:


( إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها -غير مفسدة-

كان لها أجرها بما أنفقتْ، ولزوجها أجره بما كسب )

[مسلم].


وللزوجة أن تأخذ من مال زوجها -من غير إذنه- ما يكفيها،

إذا قصر في الإنفاق عليها وعلى أبنائها، ولا تزيد عن حد الكفاية.


( فقد سألتْ السيدة هند بنت عتبة -رضي الله عنها-

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله،

إنَّ أبا سفيان (زوجها) رجل شحيح، وليس يعطيني

ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم،

فقال صلى الله عليه وسلم: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )

[متفق عليه]


2- حسن العشرة: يجب على الرجل أن يدخل السرور على أهله،

وأن يسعد زوجته ويلاطفها، لتدوم المودة، ويستمر الوفاق.


قال تعالى:


{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ

فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }

[النساء: 19]


وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا عمليّا

لحسن معاشرة النساء، فكان يداعب أزواجه، ويلاطفهن


و قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:


( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )

[ابن ماجه] .


وتقول السيدة عائشة -رضي الله عنها وعن ابيها -:


( كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله

[ أي: يساعدهن في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بهن ] ،

فإذا سمع الأذان خرج )

[البخاري، وأبوداود].


ولحسن العشرة بين الزوجين صور تؤكِّد المحبة والمودة، وهي:

1- السماح للزوجة بالتعبير عن رأيها: فالحياة الزوجية مشاركة

بين الزوجين، والرجل يعطي زوجته الفرصة لتعبر عن رأيها

فيما يدور داخل بيتها، وهذا مما يجعل الحياة بين الزوجين يسيرة

وسعيدة. ويجب على الرجل أن يحترم رأي زوجته، ويقدره

إذا كان صوابًا، وإن خالف رأيه.


[ فذات يوم وقفت زوجة عمر بن الخطاب لتراجعه [ أي تناقشه ]

-رضي الله عنهما- فلما أنكر عليها ذلك، قالت: ولِمَ تنكر أن أراجعَك؟

فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجِعْنه ]

[البخاري].


ولما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن يتحللوا

من العمرة ليعودوا إلى المدينة [ وكان ذلك عقب صلح الحديبية

سنة ست من الهجرة ]،

تأخر المسلمون في امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم،

وقد كانوا محزونين من شروط صلح الحديبية،

وعدم تمكنهم من أداء العمرة في ذلك العام،


2- التبسم والملاطفة والبر: يجب على الرجل أن يكون مبسوط الوجه

مع أهله، فلا يكون متجهمًا في بيته يُرهب الكبير والصغير،

بل يقابل إساءة الزوجة بالعفو الجميل، والابتسامة الهادئة

مع نصحها بلطف، فتسود المحبة تبعًا لذلك ويذهب الغضب


( فعن معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- قال:

قلت: يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟

قال: أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا اكتسيت،

ولا تضرب الوجه ولا تقبح [ أي: لا تقل لها: قبحك الله ]،

ولا تهجر إلا في البيت )

[أبو داود، وابن حبان]،


و قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:


( استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضِلَع،

وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه؛ فإن ذهبتَ تقيمه كسرته،

وإن تركته لم يزل أعوج )

[متفق عليه] .


3- العدل بين الزوجات: من عظمة التشريع الإسلامي، ورحمة الله

بعباده المؤمنين، ومنعًا للفتنة وانتشار الفاحشة، ورعاية للأرامل

اللاتي استشهد أزواجهن، وتحصينًا للمسلمين، أباح الإسلام

تعدد الزوجات، وقصره على أربع يَكُنَّ في عصمة الرجل في وقت واحد،

والمرأة الصالحة لا تمنع زوجها من أن يتزوج بأخرى، إذا كان في ذلك

إحصان له، أو لمرض أصابها، أو لرعاية أرملة، أو لمجابهة زيادة

عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال، فإذا تزوج الرجل

بأكثر من واحدة فعليه أن يعدل بينهن،


قال تعالى:


{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ

مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }

[النساء: 3].


وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من لا يتحرى العدل بينهن،


فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:


( من كانت له امرأتان، يميل مع إحداهما على الأخرى،

جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط )

[الترمذي].


والعدل بين الزوجات يقتضي الإنفاق عليهن بالتساوي في المأكل

والمشرب، والملبس والمسكن، والمبيت عندهن،

أما العدل بينهن في الجانب العاطفي، فذلك أمر لا يملكه الإنسان،

فقد يميل قلبه إلى إحدى زوجاته أكثر من ميله للأخرى،

وهذا لا يعنى أن يعطيها أكثر من الأخريات بأية حال من الأحوال.

رد مع اقتباس