عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-13-2013, 08:04 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

ولما غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق في غزوة المريسيع،

وأسر منهم خلقًا كثيرًا، تزوج السيدة جويرية بنت الحارث –

وكانت من بين الأسرى- فأطلق الصحابة ما كان بأيديهم من الأسرى؛

إكرامًا للرسول صلى الله عليه وسلم وأصهاره،

فكان زواجها أعظم بركة على قومها


كان هذا بعضًا من فوائد الزواج الكثيرة، وقد حرص الإسلام أن ينال

كل رجل وامرأة نصيبًا من تلك الفوائد، فرغب في الزواج وحث عليه،

وأمر ولى المرأة أن يزوجها،


قال تعالى:


{ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ

إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

[النور: 32]


واعتبر الإسلام من يرفض تزويج ابنته أو موكلته –

إذا وجد الزوج المناسب لها - مفسدًا في الأرض.


قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:


( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه،

إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد )

[الترمذي].

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

النية في النكاح

عن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قال:


قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:


( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى،

فمن كانت هجرتهإلى اللَّه ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله،

ومن كانت هجرته لدنيايصيبها، أو امرأة ينكحها،

فهجرته إلى ما هاجر إليه )

[متفق عليه].


وبالنية الصالحة التي يبتغى بها وجه اللَّه، تتحول العادة إلى عبادة.

فالناس عندما يتزوجون منهم من يسعى للغنى والثراء، ومنهم من يسعى

لتحصين نفسه، فالنية أمر مهم في كل ذلك.

فإذا أقبل المسلم على الزواج، فعليه أن يضع في اعتباره أنه مقدم

على تكوين بيت مسلم جديد، وإنشاء أسرة؛ ليخرج للعالم الإسلامي رجالا

ونساءً أكفاءً، وليعلم أن في الزواج صلاحًا لدينه ودنياه،

كما أن فيه إحصانًا له وإعفافًا.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الزواج نصف الدين

الزواج يحصن الرجل والمرأة، فيوجهان طاقاتهما إلى الميدان الصحيح؛

لخدمة الدين؛ وتعمير الأرض، وعلى كل منهما أن يدرك دوره الخطير

والكبير في إصلاح شريك حياته وتمسكه بدينه، وأن يكون له دور إيجابي

في دعوته إلى الخير، ودفعه إلى الطاعات، ومساعدته عليها،

وأن يهيِّئله الجو المناسب للتقرب إلى اللَّه، ولا يكون فتنة له في دينه، ولا يلهيه

عن مسارعته في عمل الخيرات، فالزوجة الصالحة نصف دين زوجها،


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحُبُّ والزواج

تنمو عاطفة الحب الحقيقي بين الزوجين حينما تحسن العشرة بينهما،

وقد نبتت بذوره قبل ذلك أثناء مرحلة الخطبة، وقد نمت المودة والرحمة

بينهما وهما ينميان هذا الحب، ويزكيان مشاعر الألفة،

وليس صحيحًا قول من قال:

" إن الزواج يقتل الحب ويميت العواطف.

بل إن الزواج المتكافئ الصحيح الذي بني على التفاهم والتعاون

والمودة، هو الوسيلة الحيوية والطريق الطيب الطاهر

للحفاظ على المشاعر النبيلة بين الرجل والمرأة "


والزواج ليس وسيلة إلى الامتزاج البدني الحسي بين الرجل والمرأة فحسب،

بل هو الطريق الطبيعي لأصحاب الفطر السليمة إلى الامتزاج العاطفي

والإشباع النفسي والتكامل الشعوري،

حتى لكأن كل من الزوجينلباسًا للآخر، يستره ويحميه ويدفئه،


قال تعالى:


{ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }

[البقرة: 187].


وتبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوِّي رابطتهما، فالحب أمر

فطر الله الناس عليه، وهو رباط قوي بين الرجل وزوجته، فهو السلاح

الذي يشقان به طريقهما في الحياة، وهو الذي يساعدهما على تحمُّل

مشاقَّ الحياة ومتاعبها.

ولقد اهتمَّ الإسلام بعلاقة الرجل والمرأة قبل الزواج وبعده وكان حريصًا

على أن يجعل بينهما حدًّا معقولاً من التعارف، يهيئ الفرصة المناسبة

لإيجاد نوع من المودة، تنمو مع الأيام بعد الزواج، فأباح للخاطب أن يرى

مخطوبته ليكون ذلك سببًا في إدامة المودة بينهما،


فقد قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:

لرجل أراد أن يخطب امرأة:



(انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)

[الترمذي والنسائى وابن ماجه].


ومع ذلك كان حريصًا على وضع الضوابط الشرعية الواضحة الصريحة؛

لتظل علاقة خير وبركة.. وشدَّد في النهي عن كل ما يهوى بهذه العلاقة

إلى الحضيض، ونهي عن كل ما يقرب من الفاحشة والفجور؛

فمنع الاختلاط الفاسد والخلوة، وغير ذلك.

ونتيجة للغزو الفكري للمجتمعات الإسلامية؛ بدأت تنتشر

العلاقات غير الشرعية بين الشباب والفتيات قبل الزواج،

تحت شعارات كاذبة مضللة، وبدعوى الحب والتعارف،

وأن هذا هو الطريق الصحيح للزواج الناجح، وهذا الأمر باطل.

ومن دقق النَّظر فيما يحدث حولنا يجد أن خسائر هذه العلاقات فادحة،

وعواقبها وخيمة، وكم من الزيجات فشلت؛ لأنها بدأتْ بمثل هذه العلاقات،

وكم من الأسر تحطمت؛ لأنها نشأت في ظلال الغواية واتباع الهوى.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تأخُّر سِنِّ الزواج

بدأتْ ظاهرة تأخُّر سن الزواج تنتشر في بعض البلاد الإسلامية،

فارتفع متوسط سن الزواج لدى الشباب، وارتفع متوسط سنِّ

زواج الفتيات بشكل غير طبيعي.

ومن المعروف أن الوصول إلى السن الذي يكتمل فيه بلوغ الشباب

والفتيات نفسيًّا وعقليًّا وبدنيًّا، يجعلهم أكثر قدرة على تحمل واجبات الزواج،

ولكنَّ تأخر الزواج إلى مثل هذه السن يعطِّل الطاقات،

وينجرف بها إلى طريق غير صحيح، وربما ساعد على انتشار الفاحشة،

كما أن التأخر في الزواج يرهق الشباب والفتيات من أجل حفظ أعراضهم،

وردع النفس عن اتباع الهوى.

ويرجع تأخُّر سن الزواج إلى أسباب عديدة، منها ما هو مادي،

ومنها ما هو اجتماعي،


ومن هذه الأسباب


1- رغبة الفتاة في الزواج من رجل غني، فترفض هي أو وليها كل خاطب

فقير أو متوسط الحال، لأنها تحلم بأن تمتلك بيتًا،

أو تركب سيارة فارهة، أو تلبس الأزياء الراقية.

2- المغالاة في المهر المعجل منه والمؤجل.

3- إرهاق الزوج باشتراط فخامة الأثاث وغيره

4- تنازل الزوج عن كل ما جمعه في بيت الزوجية،

فالوليُّ يكتبُ قائمة بمحتويات المنزل الذي أعده الزوج؛

ليوقع بالتنازل عنه، فإذا ترك زوجته، ترك المنزل بما فيه،

وخرج بمفرده. مع ملاحظة أنه يتنازل عن أثاث البيت بموجب توقيعه

على القائمة في مقابل المهر الذي لم يدفعه لها قبل الزواج.

5- فقر الشباب، فهناك الكثير من الشباب الذي لا يمتلك مالا،

ولا وظيفة، ولا ميراثًا، ولا غير ذلك من مصادر الدخل،

فينتظر حتى تتهيأ له سُبُل الزواج.

6- انتشار الاعتقاد بضرورة إتمام الفتاة أو الفتى مراحل التعليم؛

فلا يتزوج أحدهما حتى يتم المرحلة الجامعية، وقد يؤخر البعض

التفكير في الزواج حتى يحصل على درجة الماجستير أو الدكتوراه.

7- ظروف الدولة الاقتصادية، ومدى توفيرها لفرص العمل،

فإذا انتشرتْ البطالة في الدولة أحجم الشباب عن الزواج؛

لعجزهم عن الوفاء بتكاليفه.

8- انتشار الرذيلة والفساد؛ حيث يلجأ بعض الشباب في

المجتمعات الفاسدة إلى تصريف شهواتهم بطريق غير مشروع،

ويترتب على هذا زهدهم في الزواج؛ نتيجة لفهمهم الخاطئ

لأهداف الزواج السامية.

رد مع اقتباس