فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ )
إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ،
قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم.
- ولكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا قطّ
غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى:
"إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر
في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من شده تحريمه ".
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين، ظهر فيه الحق
على الباطل، حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلام وقومه
وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة،
هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء.
مقتطفات لابن عثيميين في الاشهر الحرم
سؤال: هل العبادة في الأشهر الحرم الأجر
فيها مضاعف عن بقية الشهور الأخرى؟
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
قال أهل العلم: الضمير في قوله:
{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
فإذا كان قد نُهي عن ظلم النفس بخصوص هٰذه الأشهر؛ دلَّ ذٰلك
علىأن العمل الصالح فيهنَّ أفضل.
ومن العبارات المشهورة عند العلماء؛ قولهم:
"تضاعف الحسنة في كل زمان ومكان فاضل".
فأرجو أن تكون الطاعة في الأشهر الحرم مضاعفة؛
كما أن المعصية في الأشهر الحرم أشد وأعظم. نعم.
السؤال: هل ارتكاب المعاصي في الأشهر الحرم ذنبها أعظم؟
هٰذا ينبني علىٰ قوله تعالى:
{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
هل الضمير فيهن يعود على الأشهر الحرم
أو يعود على الاثنى عشر شهرًا؟
وفيها خلاف؛ لـٰكن لاشك أن الذنوب في الأشهر الحُرُم أعظم؛ لأنَّ الضمير
سواء قلنا عائد على الجميع أو عليهنَّ يدلُّ علىٰ تأكيد النهي عن الظلم
وللعلماء قاعدة في هٰذه المسألة يقولون:
"تضاعف الحسنات والسيئات في كلِّ زمان ومكان فاضل".
عن الأشهر الحُرُم وسبب تحريمها
أمَّا بعدُ -أيها الإخوة!- فإنَّنا في استقبال شهر محرم؛ أحد الأشهر الحرم
التي نصَّ الله عليها في كتابه العزيز؛
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }
هٰذه الأربعة الحُرُم بيَّنها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها ثلاثة
متوالية، وواحد منفرد؛ أمَّا الثلاثة المتوالية: فإنها ذو القعدة وذو الحجة
والمحرم، وأما المنفرد فهو رجب؛ ولهٰذا يلقِّبُه بعض الناس بـ "رجب الفرد"
لأنه انفرد عن الأشهر الثلاثة.وإنما كانت هٰذه الأشهر الثلاثة حُرُمًا؛
لأن الناس يقصدون فيها بيت الله -عزَّ وجلَّ- فذو القعدة والمحرم للسفر
إلي البيت، وذو الحجة لأداء مشاعر الحج، ولهٰذا كانت حُرُمًا يحرُمُ
القتال فيها، وتخص بعناية في تجنب ظلم النفس؛
{ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }