قسم بعضهم الحياء إلى أنواع، ومنها:
حين يستقر في نفس العبد أن الله يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين،
فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية..
}أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى {
}وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ {
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اطلاعه على أحوال عباده،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
( استحيوا من الله حق الحياء. فقالوا: يا رسول الله! إنا نستحي.
قال: ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ
الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى،
ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك
فقد استحيا من الله حق الحياء )
خلا رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة،
فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب. قالت: فأين مكوكبها؟
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يـراني
ثانيًا: الحياء من الملائكة:
إن معكم مَن لا يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم.
وقد نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله:
}وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ
* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {
[ أي استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام، وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا
منكم ما تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو مثلكم، والملائكة تتأذى مما
يتأذى منه بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه،
وإن كان قد يعمل مثل عمله، فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين؟! ]
أهلاً بملائكة ربي.. لا أعدمكم اليوم خيرًا،
خذوا على بركة الله.. ثم يذكر الله.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:
لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
لو أن المسلم لم يصب من أخيه إلا
أن حياءه منه يمنعه من المعاصي لكفاه.
وقد نصب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحياء
حكمًا على أفعال المرء وجعله ضابطًا وميزانًا،
( ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت )