حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ
رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين
عَنْمَعْمَرٍعَنْبَهْزِ بْنِ حَكِيمٍعَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( حَبَسَ رَجُلًا فِي تُهْمَةٍ ثُمَّ خَلَّى عَنْهُ (
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ بَهْزٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين
حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ رَوَى إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ هَذَا الْحَدِيثَ أَتَمَّ مِنْ هَذَا وَأَطْوَلَ
قَوْلُهُ : ( عَنْبَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ (
بْنِ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ صَدُوقٌ مِنَ السَّادِسَةِ
( عَنْ جَدِّهِ ) هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ
قَوْلُهُ : ( حَبَسَ رَجُلًا فِي تُهْمَةٍ )
أَيْ : فِي أَدَاءِ شَهَادَةٍ بِأَنْ كَذَبَ فِيهَا ، أَوْ بِأَنِ ادَّعَى عَلَيْهِ رَجُلٌ ذَنْبًا ،
أَوْ دَيْنًا فَحَبَسَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَعْلَمَ صِدْقَ الدَّعْوَى بِالْبَيِّنَةِ ،
ثُمَّ لَمَّا لَمْ يُقِمِ الْبَيِّنَةَ خَلَّى عَنْهُ
( ثُمَّ خَلَّى عَنْهُ ) أَيْ : تَرَكَهُ عَنِ الْحَبْسِ بِأَنْ أَخْرَجَهُ مِنْهُ ،
وَالْمَعْنَى خَلَّى سَبِيلَهُ عَنْهُ ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْحَبْسَ مِنْ أَحْكَامِ الشَّرْعِ ،
وَقَالَ فِي اللُّمَعَاتِ : فِيهِ أَنَّ حَبْسَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ مَشْرُوعٌ قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الْبَيِّنَةُ . انْتَهَى
قَوْلُهُ : ( وفِي الْبَابِ عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ)
لِيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ
( حَدِيثُ بَهْزِ بْنِ حَكِيم ٍعَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ
رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين ) وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ،
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَجَدُّ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ
وَلَهُ صُحْبَةٌ ، وفِي الِاحْتِجَاجِ بِحَدِيثِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين اخْتِلَافٌ . انْتَهَى .
قُلْتُ : سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيم ٍعَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين فَقَالَ :
إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِذَا كَانَ مِنْ دُونِ بَهْزٍ ، ثِقَةٌ قَالَهُ الْحَافِظُ فِي أُسْدِ الْغَابَةِ ،
وقَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ :
وَقَال ابْنُ حِبَّانَ كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا ، فَأَمَّا أَحْمَدُ وَإِسْحَاق
فَهُمَا يَحْتَجَّانِ بِهِ وَتَرَكَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّتِنَا .
قَوْلُهُ : ( وَقَدْ رَوَىإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ)
( عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ هَذَا الْحَدِيثَ أَتَمَّ مِنْ هَذَا وَأَطْوَلَ ) رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ
فِي مُسْنَدِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين أَنَّ أَبَاهُ ، أَوْ عَمَّهُ قَامَ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
" جِيرَانِي بِمَ أُخِذُوا " . فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : " أَخْبِرْنِي بِمَ أُخِذُوا " .
فَأَعْرَضَ عَنْهُ . فَقَالَ : لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ إِنَّهُمْ لَيَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْغَيِّ
وَتَسْتَخْلِي بِهِ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا قَالَ " ؟
فَقَامَ أَخُوهُ ، أَوْ ابْنُ أَخِيهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَالَ
فَقَالَ : " لَقَدْ قُلْتُمُوهَا ، أَوْ قَائِلُكُمْ وَلَئِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ إِنَّهُ لَعَلَيَّ
وَمَا هُوَ عَلَيْكُمْ ، خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ " وأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين قَالَ : أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَاسًا مِنْ قَوْمِي فِي تُهْمَةٍ فَحَبَسَهُمْ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ : يَامُحَمَّدُ عَلَامَ تَحْبِسُ
جِيرَانِي ؟ فَصَمَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ
فَقَالَ : إِنَّ نَاسًا لَيَقُولُونَ إِنَّكَ تَنْهَى عَنِ الشَّرِّ وَتَسْتَخْلِي بِهِ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يَقُولُ؟ : قَالَ فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ بَيْنَهُمَا
بِالْكَلَامِ مَخَافَةَ أَنْ يَسْمَعَهَا فَيَدْعُوَ عَلَى قَوْمِي دَعْوَةً لَا يُفْلِحُونَ بَعْدَهَا أَبَدًا .
فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ حَتَّى فَهِمَهَا ، فَقَالَ : قَدْ قَالُوهَا
أَوْ قَائِلُهَا مِنْهُمْ ، وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُ لَكَانَ عَلَيَّ ،
وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ خَلُّوا لَهُ عَنْ جِيرَانِهِ . انْتَهَى .