الشيخ علي بن دغيم المقاطي
إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَعْمَالِ:
تجْدِيدَ التَّوْبَةِ إِلَى اللهِ، وَهِيَ وَاجِبَةٌ فِي جَمِيعِ الأَزْمَانِ،
مُتَأَكِّدَةٌ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ الْمُبَارَكَةِ، فَإِذَا اجْتَمَعَ لِلْمُسْلِمِ تَوْبَةٌ نَصُوحٌ
مَعَ أَعَمَالٍ صَالِحَةٍ فِي زَمَانٍ فَاضِلٍ؛ فَذَاكَ عُنْوَانُ الْفَلاَحِ؛
{ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ } [ القصص: 67 ]
إِنَّ التَّوْبَةَ إِلَى اللهِ شَرَفٌ لِلْعَبْدِ وَكَرَامَةٌ، فَبِهَا يَسْعَدُ وَيَغْنَمُ،
وَبِهَا يَفْرَحُ وَيَرْبَحُ، وَإِنَّهَا لَبَابٌ عَظِيمٌ مِنْ أَبْوَابِ السَّعَادَةِ،
تُنَالُ بِهَا الْحَسَنَاتُ، وَتُحَطُّ بِهَا السَّيِّئَاتُ، وَيَتَنَزَّلُ بِهَا الرِّزْقُ،
وَيَدُومُ الْحَظُّ وَالتَّوْفِيقُ، وَيَزُولُ الشَّقَاءُ وَالْحُزْنُ
فَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه :
أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ؛ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ،
وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ؛ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ؛
حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا )
فَسَارِعْ - أَخِي - إِلَى طَاعَةِ رَبِّكَ بِالتَّوْبَةِ وَالاِسْتِغْفَارِ وَكَثْرَةِ خِصَالِ الْخَيْرِ،
عَلَّ اللهَ أَنْ يَخْتِمَ لَكَ بِخَاتِمَةِ السَّعَادَةِ
{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ
الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
فـــتُـــبْ للهِ حَـــقّـــاً ثُـــــمَّ أَقْـــبِــــلْ
بُـعَـيْـدَ الـتَّـوْبِ وَالـدَّمْـعِ الْـمُـسَـالِ
سَـتَـلْــقَــى اللهَ تَــوَّابـــاً رَحِــيــمــاً
مُـجِـيــبــاً لِـلــدُّعَــاءِ وَلِــلــسُّــؤَالِ
فَـيَــا رَبِّــي أَنَـبْــتُ إِلَـيْــكَ طَـوْعــاً
تَـقَـبَّـلْ تَـوْبَـتِـي وَالْـطُـفْ بِـحَـالِـي
فَــعَــهْـــداً أَنْ أُلاَزِمَ كُـــــلَّ وَقْـــــتٍ
دُرُوبَ الْـخَـيْـرِ، غَـيْـرَكَ لاَ أُوَالِـي
فَـثَـبِّـتْـنِـي عَـلَـى الـتَّـقْـوَى فَـإِنِّــي
لَأَرْجُـو مِـنْـكَ حُـسْـنـاً فِـي الْـمَـآلِ