( الحلقة رقم : 455 ) { الموضوع الـعاشر الفقرة 84 }
نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال أبن مسعود
لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام
و أعلم أنى أموت فى آخرها
و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة
ماذا قيل فى معالم السنن ؟
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
زينب بنت جحش لزيد بن حارثه فامتنعت
وامتنع أخوها عبد الله لنسبها فى قريش
وأنها كانت بنت عمة النبى صلى الله عليه وسلم
أمها أميمه بنت عبد المطلب وأن زيداً كان عبداً
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً
أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }
فقال أخوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
مرنى بما شئت فزوجها من زيد
وزوج أبو حذيفه سالماً من هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة
وهو مولى لإمراة من الأنصار
وتزوج بلال بن رباح بأخت عبد الرحمن بن عوف .
وسئل الامام على رضى الله عنه عن حكم زواج الاكفاء
[ الناس بعضهم أكفاء لبعض عربيهم وعجميهم وقرشيهم وهاشميهم
إذا أسلموا وآمنوا وهذا مذهب المالكية ]
ونقل عن عمر، وابن مسعود، وابن سيرين وعمر عبد العزيز
[ فالذى يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم
إعتبار الكفاءة فى الدين أصلاً وكمالاً فلا تزوج مسلمة بكافر
ولا عفيفة بفاجر ولم يعتبر القرآن والسنة فى الكفاءة أمراً وراء ذلك
فإنه حرم على المسلمة نكاح الزانى الخبيث ولم يعتبر نسباً ،
ولاصناعة ، ولاغنى، ولاحرفة
فيجوز للعبد القن نكاح المرأه النسيبة الغنية إذا كان عفيفاً مسلماً
وجوز لغير القرشيين نكاح القرشيات ولغير الهاشميين نكاح الهاشميات
ما هو رأى مذهب جمهور الفقهاء ؟
إذا كان المالية وغيرهم من العلماء الذين سبقت الإشارة إليهم
يرون ان الكفاءه معتبرة بالإستقامة والصلاح لا غير
فإن غير هؤلاء من الفقهاء يرون ان الكفاءه معتبره بالإستقامه والصلاح
وأن الفاسق ليس كفئاً للعفيفة
إلا إنهم لا يقصرون الكفاءة على ذلك
بل يرون أن ثمة اموراً اخرى لا بد من إعتبارها
وسوف نتحدث فى هذه المقالة عن النسب
العرب بعضهم اكفاء لبعض وقريش بعضهم اكفاء لبعض
فالأعجمى لا يكون كفئاً للعربية والعرب لا يكون كفئاً للقرشية
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( العربُ أكْفاءٌ ، بعضُهم لبعضٍ ، قبيلةٌ لقبيلةٍ ، وحيٌّ لحيٍّ ،
ورجلٌ لرجلٍ إلَّا حائكٌ أو حجَّامٌ )
خلاصة حكم المحدث: ضعيف له طريقان
لم يختلف الشافعية ولا الحنفية
فى إعتبار الكفاءه بالنسب على هذا النحو المذكور
ولكنهم إختلفوا فى التفاضل بين القرشيين
فالأحناف يرون أن القرشى كفء للهاشمية
أى القرشى من كان من ولد النضر بن كنانة
والهاشمى من كان من ولد هاشم عبد مناف
والعرب من جمعهم أب فوق النضر
أما الشافعية فإن الصحيح من مذهبهم
أن القرشى ليس كفئاً للهاشمية والمطلبية واستدلوا لذلك
بما رواه واثله بن الاسقع :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إنَّ اللهَ اصطفَى قريشًا من كِنانةَ ، واصطفَى بني هاشمَ من قريشٍ ،