على ضوء هذا نستطيع أن نقوم بعملية حسابية لاحتساب
عدد ساعات النوم الطبيعي للإنسان العادي كما يلي :
وهي النوم في وسط النهار عند الزوال وما قاربه من قبل أو بعد .
ويقدر وقت القيلولة في حدٍّ أعلى ( ساعة ) تقريباً .
تقدّر عدد ساعات النوم الليلي
- من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر –
بـ ( 7 ) ساعات في فصل الصيف
و ( 9 ) ساعات تقريباً في فصل الشتاء .
فيصير مجموع ما ينامه الإنسان :
- ( 8 ) ثمان ساعات في فصل الصيف .
- ( 10 ) عشر ساعات في فصل الشتاء .
وإذا اعتبرنا أن الإنسان حريص على قيام الليل
واستغلال الثلث الأخير من الليل فيكون بذلك معدّل نومه :
- ( 5 - 6 ) ساعات في فصل الصيف .
- ( 7 - 8 ) ساعات في فصل الشتاء .
يعتقد بعض الناس أنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً ،
وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر ،
فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان
فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل
وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم .
البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية
مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم ،
وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل
لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم
وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى ،
وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيرها .
* الهدي النبوي في النوم . . آداب وأسرار :
لمّأ كان الإنسان يقضي ثلث عمره في النوم وكان النوم هو موتة
صغرى لا يستطيع حينه الإنسان أن يقوم بأي عمل ،
وحياة المؤمن الحريص إنما هي مزرعة للآخرة وهو لا ينفك عن
هذه الموتة التي تمنعه عن العمل ،
جاء الهدي النبوي ليجعل من هذه الموتة عملاً يُتقرّب به
لكن لا ينال هذه القربة إلا من هُدي .
فجاء الهدي النبوي في النوم هدياً كاملاً شاملاً يعين على
ويمكن أن نقسم الهدي النبوي في ذلك إلى قسمين :
- آداب الاستيقاظ من النوم .
وخاصة التي تعتمد في إضاءتها على النار وإغلاق الأبواب
وحفظ الأطعمة في أماكن الحفظ ،
لحديث جابر رضي الله عنه :
أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أطفِئوا المصابيحَ إذا رَقَدْتم ، وغَلِّقوا الأبواب ،
وأوْكوا الأسقيةَ وخَمِّروا الطعامَ والشراب
وأحسِبُه قال ـ ولو بعُودٍ تَعرُضهُ عليه )
في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة
الأنفس و الأموال من أهل العبث والفساد ولا سيما الشياطين ،
( فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا )
فإشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان
عن الاختلاط بالإنسان ، وخصه بالتعليل تنبيها على ما يخفى
مما لا يطلع عليه إلا من جانب النبوة .
وقد جاء في بعض الآثار أن الجن والشياطين لا تفتح شيئا مغلقاً !!
وتأمل كيف تضمن هذا النص برواياته الغلق الحقيقي
بـ ( التسمية ) والغلق الحسي ،
الأمر الذي يدل على أنه لابد من التكامل
بين الغلق الحسي والمعنوي لحصول الأثر .
واليوم ولم يعد الناس يستخدمون النار للإضاءة
لكنهم يستخدمونها لأمور معيشتهم من طبخ وغيره
- إغلاق اسطوانات الغاز قبل النوم خشية تسرّب الغاز .
- إطفاء جمر المجمرة التي تستخدم عادة للبخور .
- التأكد من إغلاق أجهزة ( كي الملابس ) .
وكل ما من شأنه الإحراق إن لم ينتبه له .
وكذلك غلق الأبواب والمنافذ . .وحفظ الأطعمة ،
فإنك ترى أنك حين تترك طعاما مكشوفاً يكون عرضة
لتجمع الدواب والحشرات التي قد تضر – حمانا الله وإياكم -
فتأمل هذا الأدب الذي نراه بسيطاً في تطبيقه ، لكنه عظيم في مآله ومعناه !
2- أن لا ينام على سقف ليس له حائط .
جاء عند ابي داود رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَارٌ فقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ )
إن لكل من الناس عهداً من الله تعالى بالحفظ
فإذا ألقى بيده إلى التهلكة انقطع عنه .
فالنائم لا يشعر بحركة جسمه وتقلبه في نومه في العموم الغالب ،
وهو مظنة للسقوط من على هذا السقف
فيكون الإنسان قد تسبب في إيذاء نفسه !!
( أن النبيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الوَحْدَة ،
وذلك لما يحصل في الوحدة من الوحشة وكثرة الأوهام
ولعب الشيطان بالعبد حين يكون وحيدا .
4- أن لا يلتحف اثنان في لحاف واحد إلا أن تكون زوجته .
يقول ابن حجر في الفتح ثبت في بعض الطرق
النهي عن نوم الجماعة في لحاف واحد ،
ويظهر أن النهي دفعاً وسدّاً لذريعة الفتنة والافتتان .
أما الزوجة فيجوز التلحّف معها في لحاف واحد
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ :
زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ :
( كَانَ رَسُولُ اللّهِ يَضْطَجِعُ مَعِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ ثَوْبُ )
5- التفريق في المضاجع بين الأولاد والبنات في نومهم لحديث :
( مُرُوا أَوْلاَدَكُم بالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْع سِنِينَ
وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ،وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في المَضَاجِعِ )
قال المناوي في فتح القدير شرح الجامع الصغير :
أي فرقوا بين أولادكم في مضاجعهم التي ينامون فيها
إذا بلغوا عشراً حذراً من غوائل الشهوة وإن كن أخوات .
جمع بين الأمر بالصلاة والفرق بينهم في المضاجع في الطفولية
تأديباً لهم ومحافظة لأمر الله كله وتعليماً للمعاشرة بين الخلق ،
وأن لا يقفوا مواقف التهم فيجتنبوا المحارم .
6- نفض فراش النوم قبل النوم .
لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ
فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ )
معناه لا يدري ما وقع في فراشه بعدما خرج منه من تراب أو قذاة أو هوام .
7- ألا يؤخر نومه بعد صلاة العشاء .
إلا لضرورة كمذاكرة علم أو محادثة ضيف أو مؤانسة أهل ،
( كانَ يَكْرَهُ النَّومَ قبلَها والحديثَ بعدَها )