عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-27-2013, 05:47 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عن مثل هؤلاء :
( العنوهن فإنهن ملعونات )
ولقد رأينا شباباً من المسلمين يتسكعون في الطرقات ،
قد أثارتهم مثل هذه الصور الخليعات ،
فآذوا عباد الله في بناتهم وأخواتهم المؤمنات ،
كل ذلك هو من نتائج مشاهدة الأفلام والمسلسلات الخليعة
التي انتشرت في بلاد المسلمين فتميعت أخلاق كثير من الشباب ،
بل وصل الأمر إلى مواقعة الفواحش من زنا ولواط وغيره
نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية ..
ولا شك أن الإسلام يحرم الونا، ويجعله من الفواحش والكبائر ،
ومن أجل خطورة هذا الموقف فقد حرم الإسلام المقدمات التي تؤدي إلى ذلك
ومنها إطلاق البصر إلى الحرام
قال تعالى :
{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ }
[النور : 30 ]
وقال بعد هذا :
{ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ }
[النور : 30 ]
وهنا دليل : على أن عدم غض البصر يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة ،
وقد قال -تعالى- محذراً من البصر الخائن :
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }
[غافر : 19 ]
وليس البصر وحده مقدمة للحرام ، فهناك أيضاً السمع والقلب ،
{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }
[الإسراء : 36 ]
وكثير من هذه القنوات جعلت من نفسها أبواقا للفتنة وإشاعة الفوضى
والاضطراب في المجتمعات من خلال نشر الأكاذيب واستضافة التافهين
ليتكلموا في الأمور الكبار التي تهم الأمة وتؤثر في حاضرها ومستقبلها ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنها ستأتي على الناس سنون خداعة ؛ يصدق فيها الكاذب ،
ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ،
وينطق فيها الرويبضة قيل : وما الرويبضة ؟
قال :السفيه يتكلم في أمر العامة )
[ رواه أحمد ]
إن ديدنهم رواية الأخبار، ونقل الغث والصحيح ، والصدق والكذب ،
ينتقل أحدهم من قناة إلى أخرى ممتطياً مطية الكذب ،
قالوا كذا وزعموا كذا- دون تثبت في النقل أو وزن لما يحدث به ،
وذلك من أوضح البراهين على اعتلال خلقه وضعف نفسيته ,
يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
( بئس مطية الرجل زعموا )
مع أن الشرع الحنيف قد أمر العباد بالتثبت قبل نقل الكلام
أو اتخاذ قرار بناء على مجرد قيل وقال
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
[الحجرات : 6 ]
انتشار الكذب وخصوصا في البيع والشراء
بعض التجار هداهم الله لا يشكر الله فيما أنعم عليه من المال
فتراه يكذب في وصف سلعته ويروجها بالأيمان الكاذبة ويغش المشتري
ويسوم ويبيع على أخيه التاجر حسدا منه ولا يلتزم بشروط البيع
من الضمان وغيره ويغلب عليه الجشع والبخل في تعامله مع الآخرين ،
وقل من التجار من يراعي حدود الله في تجارته ويتحرى الإحسان إلى الخلق
من أنظار المعسر وإقالة المشتري والنصح للناس والصدق في التعامل ،
وقد كثر الغش في زماننا وقلت الأمانة .
ولأن التاجر الصدوق عملة نادرة فإنه يوم القيامة في منزلة عالية
كما روي في الحديث :
( التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء )
ولا شك أن هناك مظاهر أخرى : كعقوق الوالدين والظلم والقسوة والسرقة
وغيرها من مظاهر الأزمة الأخلاقية
لكننا نكتفي بهذا القدر رغبة في الاختصار،
وفي نهاية المقال : لابد من توضيح أمر مهم
وهو أن هذه الأمة كالغيث لا ينقطع خيرها ،
ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الأمة جمعاء بفقدها الخلق الحسن أو الفساد
أو نحو ذلك من الأحكام الجائرة التي تشعر باليأس والإحباط والقنوط ,
وليس هذا سبيل المؤمن المتبصر في دينه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا قال الرجل : هلك الناس , فهو أهلكهم )
[ رواه مسلم ]
وإنما المؤمن ينبه على الأخطاء ويعالجها ويحسن الظن بربه
ولا يقطع الرجاء به , و يتفاءل في نظراته ،
إنما كان قصدنا هنا :
هو لفت النظر إلى هذه المظاهر السيئة لنتجنبها ونعالجها ،
ونسأل الله أن يتولانا والمسلمين ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس