عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-18-2013, 01:11 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

فالإنسان أيها الأخوة :
إذا بلغه الحق، ولم يستجب له، يعدُّ أحمقَ، لأن هذه الفرصة ربما لا تتكرر،
فإذا دُعيتَ إلى الحق فاستجِبْ،
لأن الله سبحانه وتعالى يقول :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
[سورة الأنفال الآية : 24 ]
الإنسان : قبل أن يعرف الله ميِّت
قال تعالى :
{ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ }
[سورة النحل الآية : 21 ]
أما إذا عرف الله عزَّ وجل :
فقد أصبح حياً، مثل المؤمن وغير المؤمن كمثل الحيِّ والميِّت .
سأسألكم سؤالاً : لو أن أحداً فتح صندوقَ بريده، فإذا فيه رسالة،
فهل مِنَ الممكن أنْ يمزِّقها قبل أن يقرأها ؟
هل تجدون في الأرض كلِّها إنساناً واحداً يتلقَّى رسالةً،
فيمزُّقها قبل أن يقرأها ؟ .
أنا أتعجَّب مِن هذا الذي يرفض الإسلام قبل أن يتعلَّمه،
يرفض الدين قبل أن يطَّلع عليه ، يرفض القرآن قبل أن يفهم تفسيره،
هذا الذي يرفضُ الدين، أو يرفض القرآن، أو يرفض الإسلام،
أو يتَّهم الدين بتُهمٍ ما أنزل الله بها من سلطان، قبل أن يتعلَّم، قبل أن يتمكن،
قبل أن يعلم ، قبل أن يقف على حقيقته، هذا إنسان مجنون،
يشبه تماماً ذلك الذي مزَّق الرسالة قبل أن يقرأها-
أعدَّ راحلته، ودعا السادة الكبراء من قومه إلى زيارة يثرب.
أيها الأخوة :
كل واحد له دور اجتماعي، الأب غير الابن، والمعلّم غير الطالب،
والمدير العام غير الموظف، ورئيس الدائرة غير الكاتب،
والإنسان كلما علا منصبه، أو علت مرتبته، إن أساء يضاعفْ له العذاب،
وإن أحسن يضاعفْ له الثواب .
حتى إنني أقول : هناك حِسابٌ خاص لمن كانوا قادة،
الأب إذا أخطأ تبعه أولاده، الأم إذا أخطأتْ،
فلم تنضبط بشريعة الإسلام تتبعها بناتها، لذلك فحساب القدوة حسابٌ خاص،
يؤخذ هذا من قوله تعالى :
{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ
يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً }
[سورة الأحزاب الآية : 30 ]
سيدنا زيد الخيل : جمع سادة قومه، ودعاهم إلى زيارة يثرب،
ولقاء النبيّ عليه الصلاة والسلام، بالمناسبة في القرآن آية كريمة دقيقة جداً
قال تعالى :
{ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ }
[سورة القصص الآية : 50 ]
صدقني أيها الأخ الكريم :
إذا استقمت على أمر الله استقامةً تامةً، تلتقي مع أهل الحق لقاءً عفوياً،
فتُحبهم، وتثق بهم، وتُصدِّق دعوتهم، تعينهم وأنت لا تدري،
إنه تطابق عفوي، أما كل مَنْ يُقيم على معصية،
يُعادِيهم من زاوية هذه المعصية، فكلما اتسعت دائرة المعاصي،
اتسعت معها دائرة بغضاء أهل الحق، فلو أنّ إنسانًا يأكل الرِبا،
وجلس مع مؤمن، وتحدَّثا في هذا الموضوع، وآكلُ الربا مُصر على عمله،
ويقول : أنت لا تفهم في هذا، وأنت مُتزمِّت، واتّهمه بالجهل، وعدم الفهم
إذًا : من أين جاءت هذه العداوة، وهذا التكذيب، وهذا الإنكار؟
من اقتراف المعصية،
فإذا أردتَ أن تتعرف إلى أهل الحق فاستقم على أمر الله،
فتلتقي معهم لقاءً عفوياً، وتحبهم من أعماق قلبك،
لأن المنافق دائماً يكره المؤمن، وكل إنسان يرتكب المعاصي سراً،
ويُظهر الطاعة علانيةً، فهذا إنسان مُنافق،
والمنافق دائماً يُبغضُ أهل الإيمان، فإذا تغيَّر قلبك،
فاعلم أنه لمعصيةٍ وقعت منك، ما تحابَّ اثنان، ثم افترقا،
إلا كان أشدهما حباً لصاحبه أقربهما لله عزَّ وجل، الأقل محبة،
هو الأكثر معصية، والأكثر محبة هو الأكثر استقامة- .
ركب زيد الخيل، ومعه وفدٌ كبيرٌ من طيِّئ، فيهم زر بن سدوس،
ومالك بن جُبير، وعامر بن جوين، وغيرهم، وغيرهم،
فلما بلغوا المدينة، توجَّهوا إلى المسجد النبويّ الشريف،
وأناخوا ركائبهم ببابه، وصادف عند دخولهم أن كان عليه الصلاة والسلام،
يخطبُ المسلمين على المنبر، من فوق المنبر،
يعني : جاؤوا وقت خطبة الجمعة، فراعهم كلامه،
وأدهشهم تعلُّق المسلمين به .

رد مع اقتباس