عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-18-2013, 01:08 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي زيد الخير رضي الله تعالى عنه و أرضاه

الأخ / مصطفى آل حمد

شعاع من شمس الإسلام الصحابي الجليل :
زيد الخير رضي الله تعالى عنه و أرضاه

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله رب العالمين,
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين,
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا,
وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا أتباعه,
وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه,
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه,
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين,
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
هل ينفع مع الإخلاص لله العمل القليل
وهل ينفع مع عدم الإخلاص العمل الكثير ؟
أيها الأخوة المؤمنون : مع الدرس التاسع والثلاثين
من دروس سير صحابة رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين،
وصحابيُّ اليوم اسمه الذي سماه به أهله زيد الخيل،
فلما سأله النبيّ صلى الله عليه وسلم عن اسمه، قال : أنا زيد الخيل،
فقال عليه الصلاة والسلام : بل أنت زيد الخير،
فسميّ بعد ذلك بهذا الاسم، ( زيد الخير) اخترتُ لكم هذه القصة،
كي تستنبطوا منها في نهاية المطاف العبرة،
فعن معاذ بن جبل أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم
حين بعثه إلى اليمن: أوصني، قال :
( أخلص دينك يكفك القليل من العمل )
[ أخرجه الحاكم في المستدرك عن معاذ بن جبل ]
فمع الإخلاص لله عزَّ وجل : ينفعُ كثيرُ العمل وقليله ،
ومن دون إخلاصٍ : لا ينفع لا كثيرُ العمل ولا قليلُه ،
قال تعالى :
{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً }
[ سورة الفرقان الآية : 23 ]
قال بعض المفسرين : العمل الذي لا إخلاص فيه، لا خير فيه،
ومردود على صاحبه .
أيها الأخوة الأ كارم :
تقْدُمون إلى المسجد، وتغادِرون المسجد، وتصلون الصلوات الخمس،
فرقٌ كبيرٌ جداً، بين من هو مخلصٌ لله عز وجل، وهو يرقى،
وبين من يرائي الناسَ بصلاته، ودروسه، وسائِرِ عباداته .
بماذا لقب زيد الخير في الجاهلية؟
واليكم قصته مع ذلك الشيخ الذي يبحث عن الطعام لأهل بيته :
أيها الأخوة : لكن هذا الصحابيّ الجليل، له في الجاهلية اسمٌ كبير،
وكان علَماً من أعلام الجاهلية، وقصته تؤكِّد لكم ثانيةً
صحة قول النبيّ عليه الصلاة والسلام في حديثه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ :
( تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ , خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا,
وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَ لَهُ كَرَاهِيَةً,
وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ )
[ أخرجه البخاري في الصحيح عن أبي هريرة ]
الناسُ معادن، فزيد الخير، أو زيد الخيل،
كما كان اسمه سابقاً، يدعُوه الناس في جاهليته زيد الخيل،
فقد حكي الشيبانيّ، وهذه القصة منتزعة من كتب الأدب،
كيف كانت حياة هذا الإنسان قبل أن يُسلم؟
عن شيخٍ من بني عامر، قال:
[ أصابتنا سنةٌ مجدبةٌ، هلك فيها الزرع والضرع]
العرب في الجاهلية، مَن هم ؟
لا شيء ، لقد كانوا فقراء، وعاشوا في الصحراء،
كانوا يقتاتون على ما يغنمون في الغزو، وكانوا يقتتلون لأتفه الأسباب،
فكان يغزو بعضُهم بعضاً، فسمىَّ الله حياتَهم هذه جاهلية،
لأن أساسها الجهل .
قال : فأصابتنا سنةٌ مجدبةٌ، هلك فيها الزرع والضرع،
فخرج رجلٌ منا بعياله إلى الحيرة، وتركهم فيهـا,
وقـال لهـم : انتظِروني هنا حتى أعود إليكم، ثم أقسم ألا يرجع إليهم،
إلا إذا كسب لهم مالاً أو يموت .
نحن، والحمد لله لم نذق الفقر الذي لا يحتمل،
ألا تجد شيئاً تأكله ؟ كلُّنا يجد ، أمّا أن ترى أهلك وأولادك يتضوَّرون جوعاً ،
ولا تملك درهماً تشتري لهم به طعامًا فهذه مصيبة الدهر، وقاصمة الظهر،
هذا كلامٌ بليغ
إذا رأيت الناس مُعرضين عن الدين، فهل تعلم مَن السبب ؟
إنهم الدعاة إلى الله، إن قصَّروا، أو دعوا إلى شيء ولم يطبِّقوه،
فهذا تضييع العالم لعلمه،
وقد ذكرتُ لكم مرةً أن أبا حنيفة النعمان كان يمشي في الطريق،
فرأى غلاماً صغيراً، وأمامه حفرة، فأراد أن ينصحه،
فقال:يا غلام إياك أن تسقط ، كان الغلام على درجةٍ من الذكاء والفطنة,
أجابه الغلام: بل أنت يا إمام، إياك أن تسقط، أنا إن سقطتُ، سقطتُ وحدي،
وأنتَ إن سقطتَ سقط العالَمُ معك
لذلك قالوا :الورع حسن، لكن في العلماء أحسن، والسخاء حسن،
لكـن في الأغنيـاء أحسن، والعـدل حسن، لكـن في الأُمراءِ أحسن،
والحياء حسن، لكن في النساء أحسن، والصبر حسن،
لكن عند الفقراء أحسن، والتوبة أمر حسن، لكن في الشباب أحسن
أجملُ شيءٍ : شابٌ تائب، عالمٌ ورع، وحاكمٌ عدل، وغنيٌ سخي،
وفقيرٌ صابر، وامرأةٌ صاحبة حياء، وهكذا،
فإذا ضيَّع العالمُ علمَه، استنكف الجاهلُ أن يتعلم،
لذلك نحن نخشى على الدين لا من أعدائه، فإنّ أعداءه مكشُوفون،
ولكن نخشى عليه من أدعيائه، لأن الناس يغترُّون بهم،
ويظنونهم على حق، وهم على باطل،

رد مع اقتباس