عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-11-2013, 01:39 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي خطبتى العيد من المسجد الحرام بعنوان : الجَمال و الزينة في الإسلام

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله - خطبتي العيد بعنوان :
الجَمال و الزينة في الإسلام

والتي تحدَّث فيها عن الجمال والزينة في الإسلام، وأهمية ذلك للمسلم ،
وذكر الكثير من الأدلة من كتاب الله ومن سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
قولاً وفعلاً، ومن آثار السلف الصالح من الصحابة والتابعين،
والتي تدلُّ بوضوحٍ على أهمية الاعتناء بالجمال الظاهر والباطن،
وبيّن أن الاعتناء بالجمال في الإسلام لا يعنِي التبذُّل والعُري والكِبر والخُيَلاء.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله، عمَّنا نعمًا وإنعامًا، والله أكبر منَحَنا عقولاً وأفهامًا،
والحمد لله لا رادَّ لما أراد، والله أكبر ما لرزقِه من نفاد، والحمد لله مُصرِّف الأوقات،
والله أكبر مُيسِّر الأقوات، لا إله إلا الله قدَّر الأمور وقضاها،
وعلى ما سبقَ من علمِه أجراها وأمضاها، سبحانه وبحمده خلق الإنسانَ وصوَّره،
وكتبَ رزقَه والأجلَ قدَّرَه، وأشكرُه وأُثنِي عليه فله الحمدُ في الأولى والآخرة،
والَى علينا نعَمَه وآلاءَه باطنةً وظاهرة،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مُقِرًّا بتوحيده ومُعترِفًا،
جلَّ جلالُه لم يزَل بصفات الكمال مُتَّصِفًا، إذا وعدَ وفَى، وإذا أوعدَ عفَا،
وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله رفيعُ المقام جليلُ الجناب،
اجتباه ربُّه واصطفاه، وقرَّبَه وأدناه، أنزل عليه ذكرًا حكيمًا، وهدَى به صراطًا مُستقيمًا،
صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آله السادة الطيبين الأطهار،
وأصحابه الغُرِّ الميامين الأخيار، المُهاجرين منهم والأنصار،
والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقبَ الليلُ والنهار.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً،
وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على سيِّدنا ونبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عز وجل -، فاتقوا الله - رحمكم الله
اتقوه حقَّ التقوى، اتقوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله، يوم يُبعَث ما في القبور،
ويُحصَّل ما في الصدور، يوم ينظر المرءُ ما قدَّمت يداه،
يوم يعضُّ الظالمُ على يديه أسِفًا على ما اقترفَه وجنَاه.
فاتقوا الله - رحمكم الله -، وبادِروا إلى ما يُحبُّه ربُّكم ويرضاه
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
[ الحشر: 18 ]
الله أكبر، وهو أحقُّ من عُبِد، والله أكبر، وهو أحقُّ من ذُكِر، والله أكبر،
وهو أحقُّ من شُكِر .
معاشر المسلمين :
عيدُكم سعيدٌ ويومُكم مُبارَك، وتقبَّل الله منا ومنكم الصيامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال،
البَسوا الجديد، واشكُروا العزيز الحميد في فرحٍ لا يُشغِل، وبهجةٍ لا تُبطِر.
هذا يومُ العيد، يومُ الزينة، يومٌ عظَّم الله قدرَه، وأفاضَ علينا من النِّعم ما يُوجِبُ شُكرَه.
فاحمَدوا اللهَ على التمام، واستقيموا على شرائع الإسلام. كلُوا واشرَبوا،
وتزيَّنُوا وتجمَّلُوا،
{ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ }
[ الأعراف: 26 ].
أيامُ العيد أيامُ بِشْرٍ وسُرور، وفرحٍ وحُبُور، فاستَديمُوا نِعَم الله بشُكرها.
المُسلمُ كما يتَّصِلُ بربِّه عبادةً وشُكرًا يتَّصِلُ بخلقِه محبَّةً وإخاءً، ولُطفًا ومودَّة.
يومُ فرحٍ وزينةٍ وعبادة المسلم يؤمن بالله العظيم، ويحُضُّ على طعام المسكين.
ليس مطلوبًا أن تُذرَفَ الدموعُ في العيد بُكاءً على المآسِي،
ولا أن يعلُو الحزنُ على المُحيَّا اشتغالاً بالهُموم. ليس العيدُ لإحياء الأحزان
وتذَاكُر الآلام؛ فهو يومُ الزينة، ويومُ الإحسان والبرِّ، ويومُ التزاوُر والتهادِي.
الله أكبر ما تنزَّلَت الرحماتُ من الكريم المنَّان،
والله أكبر ما تواصلَت الصلوات على سيِّدنا محمدٍ سيِّد الثَّقَلَيْن الإنس والجان.
أيها المسلمون :
لا يعيشُ المسلم فرحةَ العيد إلا حين يشعرُ بالبهجة في مشاعره،
والسرور على مُحيَّاه، وقسَماتُ وجه المرء انعِكاساتٌ لدواخِله،
والذي لا يُغيِّر ما بنفسِه لا يُغيِّرُ ما حولَه.
من حقِّ أهل الإسلام في يوم عيدِهم أن يسمعوا حديثًا مُبهِجًا، وكلامًا مُؤنِسًا.
يقول ابن بطَّال :
[ جعلَ اللهُ من فِطَر الناس محبَّة الكلمة الطيبة والأُنسَ بها،
كما جعل فيهم الارتياحَ بالمنظر الأنيق والمعين الصافِي وإن كان لا يملكُه ولا يشربُه ]
بطبع الإنسان أن يبتهِجَ بالهيئة الحسنة والمكان الفَسيح والمنظر البَهيج،
وإذا كان ذلك كذلك فإن الحديثَ عن الجمال والزِّينة في يوم الزِّينة
يُسهِمُ في الإسعاد في يوم العيد، والإبهاج في يوم البهجة.
الله أكبر، وربُّنا أحقُّ من حُمِد، والله أكبر، وربُّنا أجودُ من سُئِل، والله أكبر،
وربُّنا أوسعُ من أعطى، والله أكبر كلما صلَّى المُصلُّون على صاحب اللواء والكوثَر.

رد مع اقتباس