عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-04-2013, 02:54 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وقد قال الله تعالى‏:
‏ ‏{ ‏وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً‏ }‏
‏[‏الإسراء‏:‏81‏]‏‏.‏
فإبليس - لعنه الله - لما عاين الملائكة يومئذٍ تنزل للنصر فرَّ ذاهباً،
فكان أول من هزم يومئذٍ بعد أن كان هو المشجع لهم المجير لهم
كما غرهم ووعدهم ومناهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً‏.‏
وقال يونس‏:‏ عن ابن إسحاق‏:‏
خرجت قريش على الصعب والذلول في تسعمائة وخمسين مقاتلاً،
معهم مائتا فرس يقودونها، ومعهم القيان يضربن
بالدفوف ويغنين بهجاء المسلمين‏.‏
وذكر المطعمين لقريش يوماً يوماً، وذكر الأموي‏:‏ أن أول من نحر لهم
حين خرجوا من مكة أبو جهل نحر لهم عشراً، ثم نحر لهم أمية بن خلف
بعسفان تسعاً، ونحر لهم سهيل بن عمرو بقديد عشراً، ومالوا من قديد
إلى مياه نحو البحر فظلوا فيها وأقاموا بها يوماً فنحر لهم شيبة بن ربيعة تسعاً‏.‏
ثم أصبحوا بالجحفة فنحر لهم يومئذٍ عتبة بن ربيعة عشراً،
ثم أصبحوا بالأبواء فنحر لهم نبيه ومنبه ابنا الحجاج عشراً،
ونحر لهم العباس بن عبد المطلب عشراً،
ونحر لهم الحارث بم عامر بن نوفل تسعاً
ونحر لهم على ماء بدر أبو البختري عشراً،
ونحر لهم مقبس الجمحي
على ماء بدر تسعاً، ثم أكلوا من أزوادهم‏.‏
(‏ج/ص‏:‏ 3 /318‏)‏
قال الأموي‏:‏
حدثنا أبي، حدثنا أبو بكر الهذلي قال‏:‏ كان مع المشركين ستون فرساً
وستمائة درع، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسان
وستون درعاً‏.‏
هذا ما كان من أمر هؤلاء في نفيرهم من مكة ومسيرهم إلى بدر‏.‏
وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ابن إسحاق‏:
‏ وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضان
في أصحابه واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بالناس، ورد أبا لبابة
من الروحاء واستعمله على المدينة، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير
وكان أبيض، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رايتان سوداوان‏:‏
إحداهما مع علي بن أبي طالب يقال لها‏:‏ العقاب
والأخرى مع بعض الأنصار‏.‏
قال ابن هشام‏:‏
كانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ‏.‏
وقال الأموي‏:‏
كانت مع الحباب بن المنذر‏.‏
قال ابن إسحاق‏:
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الساقة
قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النجار‏.‏
وقال الأموي‏:‏
وكان معهم فرسان‏:‏
على إحداهما مصعب بن عمير، وعلى الأخرى الزبير بن العوام،
ومن سعد بن خيثمة ومن المقداد بن الأسود‏.‏
وقد روى الإمام أحمد‏:‏ من حديث أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب،
عن علي قال‏:‏ ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد‏.‏
وروى البيهقي‏:‏ من طريق ابن وهب، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البلخي
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس‏:‏ أن علياً قال له‏:‏ ما كان معنا
إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد ابن الأسود - يعني‏:‏ يوم بدر -‏.‏
وقال الأموي‏:‏
حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن التيمي قال‏:
‏ كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فارسان‏:‏
الزبير بن العوام على الميمنة، والمقداد بن الأسود على الميسرة‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
وكان معهم سبعون بعيراً يعتقبونها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلي ومرثد بن أبي مرثد يعتقبون بعيراً، وكان حمزة وزيد بن حارثة
وأبو كبشة وأنسة يعتقبون بعيراً‏.‏
كذا قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3 /319‏)‏
وقد قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عفان، عن حماد بن سلمة، حدثنا
عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود‏.‏
قال‏:‏
كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، كان أبو لبابة
وعلي زميل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
قال‏:‏
فكانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا‏:‏ نحن نمشي عنك‏.‏
فقال‏:‏
‏(‏‏ ‏ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما‏ ‏‏)‏‏.‏
وقد رواه النسائي، عن الفلاس، عن ابن مهدي، عن حماد بن سلمة به‏.‏
قلت‏:‏
ولعل هذا كان قبل أن يرد أبا لبابة من الروحاء، ثم كان زميلاه على مرثد
بدل أبي لبابة والله أعلم‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:
‏ حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة،
عن زرارة بن أبي أوفى، عن سعد بن هشام،
عن أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضى الله تعالى عنهاوعن أبيها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق
الإبل يوم بدر، وهذا على شرط الصحيحين‏.‏
وإنما رواه النسائي، عن أبي الأشعث، عن خالد بن الحارث،
عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به‏.‏
قال شيخنا الحافظ المزي في ‏(‏الأطراف‏)‏‏:‏
وتابعه سعيد بن بشر، عن قتادة‏.‏
وقد رواه هشام، عن زرارة، عن أبي هريرة فالله أعلم‏.‏
وقال البخاري‏:‏ حدثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث، عن عقيل،
عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك‏:‏
أن عبد الله بن كعب قال‏:‏ سمعت كعب بن مالك يقول‏:‏ لم أتخلف عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك،
غير أني تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب الله أحداً تخلف عنها،
إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش حتى جمع الله
بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، تفرد به‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
فسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقه من المدينة إلى مكة،
على نقب المدينة، ثم على العقيق، ثم على ذي الحليفة، ثم على أولات
الجيش، ثم مرَّ على تربان، ثم على ملل، ثم على غميس الحمام،
ثم على صخيرات اليمامة، ثم على السيالة، ثم على فج الروحاء،
ثم على شنوكة، وهي الطريق المعتدلة حتى إذا كان بعرق الظبية لقي
رجلاً من الأعراب، فسألوه عن الناس، فلم يجدوا عنده خبراً‏.‏
فقال له الناس‏:‏ سلِّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
قال‏:‏ أوفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏؟‏
قالوا‏:‏ نعم ‏!‏
فسلَّم عليه ثم قال‏:‏
لئن كنت رسول الله فأخبرني عما في بطن ناقتي هذه‏.‏
قال له سلمة بن سلامة بن وقش‏:‏ لا تسأل رسول الله،
وأقبل علي فأنا أخبرك عن ذلك نزوت عليها ففي بطنها منك سخلة‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 3 /320‏)‏
ثم أعرض عن سلمة، ونزل رسول الله سجسج، وهي بئر الروحاء،
ثم ارتحل منها حتى إذا كان منها بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار،
وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدراً، فسلك في ناحية منها حتى
إذا جزع وادياً يقال له‏:‏ وحقان بين النازية وبين مضيق الصفراء
ثم على المضيق ثم انصب منه حتى إذا كان قريباً من الصفراء بعث
بسبس بن عمرو الجهني حليف بني ساعدة، وعدي ابن أبي الزغباء
حليف بني النجار إلى بدر يتجسسان
الأخبار عن أبي سفيان صخر بن حرب وعيره‏.‏
وقال موسى بن عقبة‏:‏
بعثهما قبل أن يخرج من المدينة فلما رجعا فأخبراه بخبر العير استنفر
الناس إليها فإن كان ما ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق محفوظاً
فقد بعثهما مرتين والله أعلم‏.‏
قال ابن إسحاق - رحمه الله -‏:‏
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قدمهما فلما استقبل
الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها ما أسماؤهما‏؟‏
فقالوا‏:‏ يقال لأحدهما‏:‏ مسلح، وللآخر‏:‏ مخرئ، وسأل عن أهلهما‏؟‏
فقيل‏:‏ بنو النار، وبنو حراق، بطنان من غفار‏.‏
فكرههما رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرور بينهما وتفاءل
بأسمائهما وأسماء أهلهما فتركهما والصفراء بيسار وسلك ذات اليمين
على واد، يقال له‏:‏ ذفران فجزع فيه، ثم نزل وأتاه الخبر عن قريش
ومسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس، وأخبرهم عن قريش
فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن‏.‏
ثم قام المقداد بن عمرو فقال‏:‏ يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك
والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى‏:‏ اذهب أنت وربك فقاتلا
إنا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون،
فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد
لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه‏.‏
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ودعا له‏.‏
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏‏ ‏أشيروا علي أيها الناس‏ ‏‏)‏‏
وإنما يريد الأنصار، وذلك أنهم كانوا عدد الناس، وأنهم حين بايعوه
بالعقبة قالوا‏:‏ يا رسول الله، إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا،
فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا‏.‏
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى
عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير
بهم إلى عدو من بلادهم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3 /321‏)‏
فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال له سعد بن معاذ‏:‏ والله لكأنك تريدنا يا رسول الله‏؟‏
قال‏:‏
‏(‏‏ ‏أجل‏ )‏‏.‏

رد مع اقتباس