حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ
عَنْ حُمَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ قَالَ:
أَهْدَتْ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
طَعَامًا فِي قَصْعَةٍ فَضَرَبَتْ
أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةُ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
الْقَصْعَةَ بِيَدِهَا فَأَلْقَتْ مَا فِيهَا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( طَعَامٌ بِطَعَامٍ وَإِنَاءٌ بِإِنَاءٍ )
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَاأَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ )
بِفَتْحِ الْمُهْمِلَةِ وَالْفَاءِ نِسْبَةً إِلَى مَوْضِعٍ بِالْكُوفَةِ ، ثِقَةٌ عَابِدٌ مِنَ التَّاسِعَةِ
( أَهْدَتْ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
هِيَ أم المؤمنين أمنا السيدة / زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ/ رضى الله تعالى عنها
كَمَا رَوَاهُ ابْنُ حَزْمٍ فِي الْمُحَلَّى عَنْ أَنَسٍ ، وَوَقَعَ قَرِيبٌ مِنْ ذَلِكَ
لِأم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
مَعَأم المؤمنين أمنا السيدة / أُمِّ سَلَمَةَ / رضى الله تعالى عنها
كَمَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْهَا
وَبَعْضُ الرِّوَايَاتِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا أم المؤمنين أمنا السيدة / حَفْصَةُ / رضى الله تعالى عنها
وَبَعْضُهَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا أم المؤمنين أمنا السيدة / أُمِّ سَلَمَةَ / رضى الله تعالى عنها
وَبَعْضُهَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّهَاأم المؤمنين أمنا السيدة /صَفِيَّةُ / رضى الله تعالى عنها
قَالَ الْحَافِظُ : وَتَحَرَّرَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْمُرَادَ بِمَنْ أُبْهِمَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ
هِيَ أم المؤمنين أمنا السيدة / زَيْنَبُ / رضى الله تعالى عنها
لِمَجِيءِ الْحَدِيثِ مِنْ مَخْرَجِهِ ، وَهُوَ حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ
وَمَا عَدَا ذَلِكَ فَقِصَصٌ أُخْرَى ، لَا يَلِيقُ بِمَنْ تَحَقَّقَ أَنْ يَقُولَ فِي مِثْلِ هَذَا
قِيلَ الْمُرْسِلَةُ فُلَانَةُ ، وَقِيلَ فُلَانَةُ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيرٍ . انْتَهَى
( بِقَصْعَةٍ ) بِوَزْنِ صَحْفَةٍ وَبِمَعْنَاهُ
( طَعَامٍ بِطَعَامٍ وَإِنَاءٍ بِإِنَاءٍ ) فِيهِ دَلِيلٌ أَنَّ الْقِيَمِيَّ يُضْمَنُ بِمِثْلِهِ
وَلَا يُضْمَنُ بِالْقِيمَةِ إِلَّا عِنْدَ عَدَمِ الْمِثْلِ ، ويُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ الْبُخَارِيِّ بِلَفْظِ :
وَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ لِلرَّسُولِ ، وبِهِ احْتَجَّ الشَّافِعِيُّوَالْكُوفِيُّونَ
وَقَالَ مَالِكٌ : إِنَّ الْقِيَمِيَّ يُضْمَنُ بِقِيمَتِهِ مُطْلَقًا ، وفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ
كَالْمَذْهَبِ الْأَوَّلِ ، وفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ أُخْرَى مَا صَنَعَهُ الْآدَمِيُّ فَالْمِثْلُ ، وَأَمَّا الْحَيَوَانُ فَالْقِيمَةُ
وعَنْهُ أَيْضًا مَا كَانَ مَكِيلًا ، أَوْ مَوْزُونًا فَالْقِيمَةُ وَإِلَّا فَالْمِثْلُ
قَالَ فِي الْفَتْحِ : وَهُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَهُمْ ، وَلَا خِلَافَ فِي أَنَّ الْمِثْلِيَّ يُضْمَنُ بِمِثْلِهِ
وأَجَابَ الْقَائِلُونَ بِالْقَوْلِ الثَّانِي عَنْ حَدِيثِ الْبَابِ ، وَمَا فِي مَعْنَاهُ بِمَا
حَكَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ أَنَّ الْقَصْعَتَيْنِ كَانَتَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتَيْ
زَوْجَتَيْهِ رضى الله عنهما فَعَاقَبَ الْكَاسِرَةَ بِجَعْلِ الْقَصْعَةِ الْمَكْسُورَةِ فِي بَيْتِهَا ،
وَجَعَلَ الصَّحِيحَةَ فِي بَيْتِ صَاحِبَتِهَا ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَضْمِينٌ ، وتُعُقِّبَ بِمَا
وَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ بِلَفْظِ : مَنْ كَسَرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ وَعَلَيْهِ مِثْلُهُ
وبِهَذَا يُرَدُّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهَا وَاقِعَةُ عَيْنٍ لَا عُمُومَ لَهَا
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )