5. قبض العلم ، وكثرة الزلازل ، وتقارب الزمان ، وظهور الفتن ، واطالة البناء
قبض العلم هو موت العلماء وعدم وجود من يخلفهم ، والمقصود بهم
علماء الأسلام ، وقد دل الحديث على ذلك . وكثرة الزلازل هو مانشاهده ،
ونسمعه في هذه الأيام من الزلازل المدمرة .
وتقارب الزمان ، أي أن الأيام تمر ، وكأنها ساعات قليلة ، وسبب ذلك
كثرة الأحداث التي تجعل الأحساس بالزمن يقل (والله أعلم )
فاذا كنت مشغولا في عمل مرت الساعة وكأنها لحظات ، أما اذا كنت
فارغا فتحس بطول الزمن . وزماننا هذا أيامه مملوءة بالأعمال
مما يجعلها تمر بسرعة . وظهور الفتن ، أي كثرة الفتن
التي تفتن الأنسان عن دينه ، والأعلان بها
وأما أطالة البناء فما عليك الا أن تقارن بين المنازل قبل خمسين عاما
والمنازل في أيامنا هذه ، وكيف استطالت . وهذا كله قد أخبرنا به
رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله
( لاتقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان
وتظهر الفتن ، وحتى يتطاول الناس في البنيان )
6 . تسليم الخاصة وفشو التجارة وقطع الأرحام وكثرة القراءة
تسليم الخاصة : هو أن يخص الأنسان بالسلام من يريد
وفشو القلم أي كثرة أستخدام القلم
وهو دليل على كثرة القراءة والكتابة . وهذا كله جاء في
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل :
( ان بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة
حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام ، وفشو القلم
وظهور الشهادة بالزور ، وكتمان شهادة الحق )
7. كثرة الزنا وشرب الخمر :
( ان من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل
ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر )
وكثرة الجهل أي الجهل بالدين .
8. أنتشار التعامل بالربا :
( ليأتين على الناس زمان لايبقى منهم أحد الا أكل الربا
فمن لم يأكله أصابه من غباره )
رواه أبو داود ,ابن ماجه .
وقد أنتشر التعامل بالربا في زماننا عن طريق البنوك وغيرها
وان كنا نرى ظهور بنوك أسلامية لاتتعامل بالربا
نسأل الله أن يكثر من هذه البنوك الأسلامية .
9. التحية بالتلاعن ، وتشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال :
يأمر الأسلام بالتحية الحسنة ، والرد الأحسن ، وهكذا كان المسلمون ،
حتى ظهر في زماننا من يحيي غيره باللعن
( لاتزال الأمة على شريعة حسنة ما لم تظهر فيهم ثلاث :
ما لم يقبض منهم العلم ، ويكثر فيهم ولد الخبث ، ويظهر فيهم السقارون
نشيء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم اذا تلاقوا التلاعن )
رواه أحمد والحاكم والطبراني
وماكان أحد يتصور أن الرجل سيتشبه بالمرأة ، والعكس
حتى فاجأنا الزمان بهذه المصيبة ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد أخبرنا عن هذا ، وكشف الله له ما سيقع ،
فقال صلى الله عليه وسلم :
( من علامات أقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال )
رواه أبو نعيم في الحلية وغيرها
10 . وطائفة على الحق ظاهرين :
ومهما كثر الفساد ، فقد شاءت حكمة الله سبحانه ، أن تبقى طائفة
على الحق ظاهرة ، تقيض الحجة على الناس بالدعوة الى دين الله
وتتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا ما نشاهده
فلا يخلو مكان الا وفيه من يظهر دين الله ، ويتمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين
لايضرهم من يخذلهم حتى يأتي أمر الله )
رواه مسلم والترمذي وأبوداود .
وبعد : فهذا قليل من كثير ، مما أخبر به رسول ربنا صلى الله عليه وسلم
قبل ألف وأربعمائة عام ، يشهد بصدق نبوته ، وبأنه نذير لنا وبشير
بين يدي عذاب شديد ، فكما رأينا علامات الساعة اليوم فسنرى الساعة غدا
لأن المخبر بها واحد ، وهو الصادق المصدوق
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .