عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-25-2013, 11:44 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

الاستقامة والعمل الصالح
الاستقامة : الامتناع عن كل معصية أي أنت أزلت جميع العقبات
بالطريق إلى الله صار الطريق فارغاً من أي عقبة وسالكاً،
العمل الصالح : هو الحركة على هذا الطريق


{ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }
[سورة فاطر : 10 ]


وبالنهاية لك عمل إجمالي
هذا العمل إما أنه في مرضاة الله أو في سخط الله،
عملك الصالح أحد أكبر أسباب الإقبال على الله،
والعمل السيئ أحد أكبر الأسباب في الابتعاد عن الله


{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا }
[سورة النور : 39 ]


يقول لك : عملنا أوبرا نحن لا يوجد عندنا أوبرا،
هناك أعمال تسمى حضارية ممكن لكن كوزن في الآخرة لا وزن لها،
هناك أعمال لا تعد ولا تحصى
يمكن أن تسمى في مقياس العصر عملاً حضارياً،
أما في ميزان الآخرة : فلا وزن لها إطلاقاً،
العالم كله اعتنق ديناً جديداً هو دين الكرة، أنت تعمق ما الذي حدث؟
البطولة الأولى هل حلّ مشكلة الفقر؟ هل وحد الأمة ؟ .
لو حللت الكرة تحليلاً عميقاً العالم كله في الخمس قارات يقوم ولا يقعد،
يختل توازنه على إدخال الكرة بمكان،
هناك صورة لزعيم أوربي كبير جداً
عندما دخلت الكرة توقف وقام من مقعده وأصبح كأنه طفل، معقول!!
هناك أعمال بمقياس القيامة ليس لها وزن إطلاقاً، في الدنيا بطولات،
وكؤوس، وجوائز، فالبطولة أن تقيس العمل بميزان الآخرة.
تطابق مقاييس المؤمن في تقييم الأشياء مع مقاييس القرآن الكريم :
بالمناسبة المؤمن
مقاييسه في تقييم الأشياء متطابقة مع مقياس القرآن الكريم،
من هذه المقاييس:


{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
[سورة الأحزاب : 71 ]


بصراحة مقاييس أهل الدنيا
اشترى أرضاً تضاعف سعرها مئتي ضعف،
صار فوق الريح بتعبير آخر بيته في الجنة ـ قبَرَ الفقر ـ مقياس مادي فقط،
أو إنسان استطاع أن يكون وكيلاً لشركة وكالة حصرية، وعليها طلب شديد،
وهو وكيل حصري، والبيع بشكل مخيف، والأرباح تتراكم،
تجد مقياسه إما نجاحه بعمل تجاري أو صناعي، أنا أسميه نجاحاً،
لكن النجاح في الدنيا لا يسمى فلاحاً،
انتبه الفلاح: هو النجاح في الآخرة


{ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ }
[ سورة الأعراف : 157 ]

النجاح في الدنيا لا يسمى فلاحاً فالفلاح هو النجاح في الآخرة :
النجاح قد تنجح في الدنيا
والنجاح في الدنيا لا يسمى نجاحاً إلا إذا كان شمولياً،
أي إذا نجحت مع الله في معرفته، وفي طاعته، وفي الإقبال عليه،
ونجحت في بيتك، أب ناجح، زوج ناجح، إن كنت أنثى؛ أم ناجحة،
زوجة ناجحة، نجحت مع الله في معرفته، وطاعته، وعبادته،
ونجحت مع أهلك وأولادك، ونجحت في عملك، ونجحت في صحتك،
مجموع هذه البنود الأربع، تسميك ناجحاً هذا النجاح شمولي،
لذلك البطولة بالفلاح، نجاح في الدنيا والآخرة :


{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ
لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }
[سورة النور : 39 ]


مثل المال في بداية الحياة شيء نفيس جداً، في منتصف الحياة شيء
ولكن ليس كل شيء، وهو على فراش الموت ليس شيئاً،
الشيء الحقيقي طاعتك لله،
من هو الفالح ؟


{ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }
[سورة آل عمران : 185 ]

ورد في الأثر :
وعزتي وجلالي لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحب أن أرحمه،
إلا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقماً في جسده، أو إقتاراً في رزقه،
أو مصيبة في ماله أو ولده، حتى أبلغ منه مثل الذر، فإذا بقي عليه شيء
شددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمه
نجاح الإنسان مع الله أصل كل نجاح :
أيها الأخوة الكرام : بطولتنا جميعاً في أن ننجح مع الله، وهو أصل كل نجاح،
إن نجحت مع الله في الأعمّ الأغلب تنجح في بيتك كزوج، وكأب،
إن نجحت مع الله في الأعمّ الأغلب تنجح في عملك، عندك مبادئ وقيم،
وفي الأعمّ الأغلب إذا نجحت مع الله نجحت في صحتك،
قواعد الشرع تحدد لك طريقة الطعام والشراب، والنوم والحركة في الحياة،
فلذلك النجاح محقق، والإخفاق متعب جداً، ومؤلم،
والنجاح أساسه طاعة الله.
مرة ثانية : نجاحك مع الله أصل كل نجاح،
يأتي بعده نجاحك في بيتك، نجاحك في عملك، نجاحك في صحتك،

وفي لقاء آخر نتابع هذه الآية .

والحمد لله رب العالمين
جزاء الله تعالى كل الخير للشيخ الفاضل / محمد النابلسي
والأخوة القائمين على هذا العمل الطيب وتقديمه لإخوانهم المسلمين

أخوكم في الله مصطفى الحمد


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس