تأملوا معي كلمة (لبثوا) ..
إذاً في بداية القصة ترد كلمة (لبثوا)
وإذا تابعنا قراءة القصة نلاحظ أن الله تبارك وتعالى
يحدثنا عن هؤلاء الفتية الذين فرّوا بدينهم من ذلك الملك الظالم،
ودخلوا إلى الكهف، وناموا ثلاث مئة وتسع سنوات ثم استيقظوا
وكانت هذه آية لمن شهدهم في ذلك الوقت.
ونحن اليوم نرى هذه المعجزة تتجلى ولكن بلغة الأرقام،
فالله تبارك وتعالى يقول لنا أن هؤلاء لبثوا ثلاث مائة وتسع سنوات
{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا، قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا }
{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا }
عند (لبثوا) هذه تنتهي القصة،
يبدأ الحديث بعدها عن علم الله :
{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا }
إذاً الظاهرة التي لفتت انتباهي
أن كلمة (لبثوا) تتكرر في بداية القصة وفي نهايتها.
{ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا }
{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا * قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا }
أن أقوم بعدّ الكلمات من كلمة (لبثوا) الأولى إلى كلمة (لبثوا) الأخيرة
وكانت المفاجأة أن عدد الكلمات بالضبط هو (309) كلمات
وهذه الحقيقة حقيقة مادية لا تقبل التشكيك، ليست رأياً أو اجتهاداً،
بل إن كلمات القصة موجودة ويستطيع أي إنسان مهما كانت لغته أو عقيدته
أن يعدّ هذه الكلمات ليجد مصداق ما نقول.
أنني عندما عددت هذه الكلمات
كما قلت لكم فكان عدد الكلمات (309) من (لبثوا) الأولى
إلى (لبثوا) الأخيرة أي أن عدد الكلمات هو يساوي مدة ما لبثوا في كهفهم،
أي أن الله تبارك وتعالى وضعوا في بداية القصة (لبثوا) وفي نهايتها (لبثوا)
وجعل عدد الكلمات مساوياً للبعد الزمني لهذه الكلمة (لما تساويه كلمة لبثوا)
أي (309) كلمات وهذا ما لبثه أصحاب الكهف في كهفهم.
ولكن عندما كنت أقوم بعد الكلمات
وجدت أن كلمة ثلاث مائة الواردة في القصة بقوله تعالى:
{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ }
كلمة ثلاث مئة كان ترتيبها بالضبط ثلاث مئة،
يعني لو قمنا بعد الكلمات من كلمة (لبثوا) إلى (لبثوا) الأخيرة
ولو قمنا بعد الكلمات من الكلمة الأولى (لبثوا) إلى كلمة ثلاث مئة
كان الناتج ثلاث مئة كلمة بالضبط.
وهنا ندرك أن هذه النتيجة لا يمكن أن تكون قد جاءت عن طريق المصادفة
لأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر بهذا الشكل
لاسيما أننا بدأنا العدّ بكلمة (لبثوا) وانتهينا بكلمة (لبثوا)
وكان العدد مساوياً لما لبثه أصحاب الكهف،
يعني هنا نستنتج أن هنالك بعداً زمنياً ورقمياً لكلمات القرآن،
عندما نقرأ هذه القصة نقرأها ولا نكاد نحس أن هنالك أي خلل،
ولو جئنا بأكبر أدباء العصر وطلبنا منه أن يكتب لنا قصة وأن يرتب كلماتها
بحيث يكون عدد الكلمات مساوياً لعدد ما
وعند كلمة معينة يجب أن يتفق العدد مع الكلمة يعني (ثلاث مئة)
ينبغي أن يكون رقم هذه الكلمة هو ثلاث مئة أيضاً،
سوف يحصل على ما يشبه الكلمات المتقاطعة،
لأن ذهنه سينصرف إلى العد، ولكن في كتاب الله تبارك وتعالى مهما درسنا،
ومهما تأملنا نلاحظ أنه لا يوجد خلل لغوي واحد، بل
{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }
هنالك آلاف الظواهر الرقمية وإن الذي يتأمل هذا القرآن
يجد بأن الله تبارك وتعالى قد أودع فيه معجزات رقمية
فهو كالبحر يزخر بهذه المعجزات.