عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-22-2013, 10:55 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي ما يكره للصائم - صلاة التراويح وأحكامها ( 12 ) - ( 13 )

الأخ / أسامة أو إم آيه

ما يكره للصائم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله رب العالمين اختص الصيام لنفسه من بين سائر الأعمال،
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه خير صحب وآل ،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اعلموا أن الصائم في عبادة عظيمة لا يليق به أن يعكر صفوها بما يخل بها
من الأقوال والأفعال غير المناسبة، لأنه في عبادة ما دام صائما
حتى في حالة نومه إذا قصد به التقوي على الصيام وصلاة الليل
فإن نومه يكون عبادة فلا ينبغي له أن يتلبس بحالة لا تتناسب
مع هذه العبادة، ولهذا كان السلف الصالح إذا صاموا جلسوا في المساجد
وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا حرصا منهم على صيانة صيامهم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
والمسلم الصائم لا يتعين عليه أن يكون دائما في المسجد،
لأنه يحتاج إلى مزاولة أعمال يحتاج إليها في معيشته،
لكن يجب عليه المحافظة على حرمة صيامه أينما كان فيحرم عليه التفوه
بالرديء من الكلام كالسب والشتم ولو سبه أحد أو شتمه لا يرد عليه بالمثل،
لقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:
( إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل،
فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم )
[ أخرجه البخاري رقم 1894، 1904، ومسلم رقم 1151 ]
وروى الحاكم والبيهقي عنه:
( ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث،
فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم )
فدلت هذه الأحاديث على أن مما يتأكد على الصائم الاعتناء بصيامه
والمحافظة عليه، وأنه لو تعدى عليه أحد بالضرب والشتم لم يجز له الرد
عليه بالمثل، وإن كان القصاص جائزا، لكن في حالة الصيام يمتنع من ذلك
ويقول: إني صائم، وإذا كان ذلك لا يجوز قصاصا فالابتداء به أشد تحريما
وأعظم إثما، لأن الاعتداء يحرم في كل وقت
كما قال تعالى :
{ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
[ البقرة 190 ].
والاعتداء في حالة الصيام أشد شناعة وأعظم إثما،
فيجب على الصائم أن يكف لسانه عما لا خير فيه من الكلام، كالكذب والغيبة
والنميمة والمشاتمة وكل كلام قبيح، وكذا كف نفسه وبدنه
عن سائر الشهوات والمحرمات،
لعموم قوله صلى الله عليه وسلم :
( من لم يترك قول الزور والعمل به
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
[ أخرجه البخاري رقم 1903 ]
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( فلا يرفث ولا يفسق )
وسر الصوم ومقصوده كسر النفس عن الهوى،
والقوة على التحفظ من الشيطان وأعوانه،
قال بعض العلماء :
[ ينبغي له أن يصوم بجميع جوارحه ببشرته وبعينه وبلسانه وبقلبه،
فلا يغتب ولا يشتم ولا يخاصم ولا يكذب ولا يضيّع زمانه بإنشاد الأشعار
ورواية الأسمار، والمضحكات والمدح والذم بغير حق،
ولا يمد يده إلى باطل ولا يمشي برجله إلى باطل ]
وقد قال العلماء :
[ إن الغيبة كما تكون باللسان تكون بغيره كالغمز بالعين واليد والشفة ]
والصوم ينقص ثوابه بالمعاصي وإن لم يبطل بها،
فقد لا يحصل الصائم على ثواب مع تحمله التعب بالجوع والعطش
لأنه لم يصم الصوم المطلوب شرعا بترك المحرمات.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم للصائم إذا شتم بأن يقول:
إني صائم، ظاهره أنه يقول ذلك بلسانه إعلانا منه بما يمنعه
من الرد على الشاتم وهو الصيام،
وفي ذلك قطع للشر وتذكير لنفسه وللشاتم بحرمة الصيام
ليندفع عنه خصمه بالتي هي أحسن.
هذا ونسأل الله عز وجل أن يعيننا على حفظ صومنا من المناقضات والمنقصات،
وأن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
حديث اليوم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ،
وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ
ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ
إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ )
رواه البخاري و مسلم
قطوف
قيل للحسن البصري رحمه الله :
ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟
فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره .
ذكرى
عن جعفر بن زيد رحمه الله قال :
[ خرجنا غزاة إلى [ كأبول ] وفي الجيش [ صلة بين أيشم العدوي ] رحمه الله
قال : فترك الناس بعد العتمة ( أي بعد العشاء ) ثم اضطجع فالتمس غفلة
الناس ، حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة
وهي الشجر الكثيف الملتف على بعضه ، فدخلت في أثره ،
فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة ، وبينما هو يصلي إذا جاء أسد عظيم
فدنا منه وهو يصلي !!
ففزعت من زئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة ،
أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد !! ولا خاف من زئيره ولا بالى به !!
ثم سجد صلة فاقترب الأسد منه
فقلت : الآن يفترسه !! فأخذ الأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء ،
ثم لما فرغ صلة من صلاته وسلم ، التفت إلى الأسد وقال :
أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر !!
فولى الأسد وله زئير تتصدع منه الجبال !!
فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر !!
جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله ،
ثم قال : ياالله إني أسألك أن تجيرني من النار ،
أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة !!!
ثم رجع رحمه الله إلى فراشه أي ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائماً
فأصبح وكأنه بات على الحشايا وهي الفرش الوثيرة الناعمة
والمراد هنا أنه كان في غاية النشاط والحيوية ورجعت إلى فراشي
فأصبحت وبي من الكسل والخمول شيء الله به عليم ]
خاطرة
يا صاحب الخطايا
يا صاحب الخطايا : أين الدموع الجارية ؟
يا أسير المعاصي هل بكيت على الذنوب الماضية ؟
كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ،
ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ،
وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت
اذكر اسم من إذا أطعته أفادك ، و إذا أتيته شاكراً زادك ،
و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره ،
و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.
أيها الغافل :ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتأكل ،
و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبماذا تميزت ؟
يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ،
أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت !
أما علمت أن النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ،
فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها .
سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ،
تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ،
و المسافر يود لو أنه راجع ،فليتعظ الغافل و ليراجع .
يا مسؤلاً عن أفعاله ، يا مكتوباً عليه جميع أقواله
أقبل إلى الله قبل فوات الأوان ن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ،
و للفهوم كل لحظة زجر جديد ، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ،
غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد .

رد مع اقتباس