روى ابن المبارك عن السري بن يحي، عن ثابت البناني :
أن فتى غزا زمانا وتعرض للشهادة، فلم يصبها، فحدث نفسه،
فقال ؟ واللّه ما أراني إلا لو قفلت إلى أهلي فتزوجت،
قال : ثم قال في الفسطاط، ثم أيقظه أصحابه لصلاة الظهر،
قال : فبكى حتى خاف أصحابه أن يكون قد أصابه شيء،
فلما رأى ذلك قال : إني ليس بي بأس، ولكنه أتاني آت قبيل وأنا في المنام،
فقال : انطلق إلى زوجتك العيناء،
قال ؟ فقمت معه، فانطلق ( بي ) في أرض بيضاء نقية،
فأتينا على روضة فما رأيت روضة قط أحسن منها، فإذا فيها عشر جوارِِ،
ما رأيت مثلهن قط أحسن منهن، فرجوت أن تكون إحداهن،
فقلت : أفيكن العيناء؟ قلن : هي بين أيدينا ونحن جواريها،
فإذا روضة أخرى يضعف حسنها على حسن التي تركت،
فيها عشرون جارية، يضاعف حسنهن على حسن الجواري اللاتي خلفت،
فرجوت أن تكون إحداهن فقلت : أفيكن العيناء؟
قلن : هي بين أيدينا، ونحن جواريها، حتى ذكر ثلاثين جارية .
قال : ثم انتهيت إلى قبة من ياقوتة حمراء مجوفة قد أضاء لها ما حولها،
فقال لي صاحبي : ادخل، فدخلت فإذا امرأة ليس للقبة معها ضوء،
فجلست فتحدثت ساعة، فجعلت تحدثني، فقال صاحبي : اخرج انطلق،
قال : ولا أستطيع أن أعصيه، قال : فقمت، فأخذت بطرف ردائي،
فقالت : أفطر عندنا الليلة، فلما أيقظتموني رأيت إنما هو حلم، فبكيت،
فلم يلبثوا أن نودي في الخيل، قال : فركب الناس فما زالوا يتطاردون
حتى إذا غابت الشمس وحل للصائم الإفطار، أصيب تلك الساعة،
وكان صائما وظننت أنه من الأنصار، وأن ثابتا كان يعرف نسبه.