عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-14-2013, 09:12 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي درس اليوم 06.09.1434

أخيكم / عدنان الياس ( AdaneeNooO )
درس اليوم
مع الشكر للأخ / عثمان أحمد .

[ قصة الأسبوع ]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
" مَثَلُ الْبَخِيلِ وَ الْمُنْفِقِ "
عَنْ أَبِي هُرَيرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
( مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ؛ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ
مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلا يُنْفِقُ إِلا سَبَغَتْ
أَوْ وَفَرَتْ عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ, وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ،
وَأَمَّا الْبَخِيلُ فلا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا,
َهُوَ يُوَسِّعُهَا ولا تَتَّسِعُ )
متفق عليه. وهذا لفظ البخاري.
وفي لفظ مسلم: ضرب رسول الله مثل البخيل والْمُتصَدِّق:
كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَىٰ ثُدِيِّهِمَا
وَتَرَاقِيهِمَا، فَجَعَلَ الْمُتَصَدِّقُ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ انْبَسَطَتْ عَنْهُ حَتَّى تُغَشِّيَ
أَنَامِلَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَجَعَلَ الْبَخِيلُ كُلَّمَا هَمَّ بِصَدَقَةٍ قَلَصَتْ وَأَخَذَتْ كُلُّ حَلَقَةٍ
مَكَانَهَا
قال أبو هريرة
فأنا رأيتُ رسول الله يقول
( بإصبعه في جيبه، فلو رأيته يوسعها ولا تَوَسَّع)
غريب الحديث
جُبَّـتان: مثنى مفرده جُبَّة: وهي ثوب مخصُوص، وفي لفظ مسلم جُنَّتان:
مثنى مفرده جُنَّة، وهي في الأصل الدرع، سميت بها؛ لأنها تَجِنُّ صاحبها،
أي: تحميه من الطعن ونحوه وتُحصِّنه.
ثُدَيِّهِمَا: بضمِّ الثاء جمع ثدي.
تَراقِيهمَا: جمع تَرْقُوة، وهي العظم الذي بين ثُغْرة النَّحر والعَاتِق.
سَبَغَت: امتدَّت وغَطّت.
تُخفِيَ بنانه: تَستر أَصَابِعه, والبنان: الإِصبَع.
تَعْفُو أَثَره: تَستُرُ أثَره.
شرح الحديث
هذا المثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للجواد والبخيل، حيث شبههما
برجلين أراد كل منهما أن يلبس درعًا يتحصن بها؛ إذ الدرع عندما يُلبس يقع
على موضع الصدر إلى أن يُدخلَ لابسُها يديه في كمّيه ويرسل بقيتها
إلى أسفل بدنه، فيستمر نزولا، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم مَثلُ المُنفق
مَثلُ من لبس درعًا سابغة، فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه
وجعل البخيل مثل رجل يداه مربوطتان دون صدره، فإذا أراد لبس الدرع
حالت يداه بينها وبين أن تمر إلى الأسفل على البدن، واجتمعت في عنقه
فلزمت ترقوته، فكانت ثقلاً وشرًّا عليه من غير وقاية له وتحصين لبدنه.
والمقصود من ذلك، أن الكريم إذا همَّ بالنفقة، انشرح صدره واتسع
وطاوعته يداه، فامتدتا بالعطاء؛ لذا فإن صدقته ونفقته تكفر ذنوبه وتمحوها
وبناء عليه فإن المنفق يستره الله بنفقته، ويستر عوراته في الدنيا والآخرة
وأما البخيل فإن صدره يضيق وتنقبض يده عن الإنفاق
كمن لبس جُبّة إلى ثدييه، فيبقى مكشوفًا ظاهر العورة مفتضحًا في الدارين
حيث لا تطاوعه نفسه على البذل، فيبقى غير مكفر عنه الآثام
فيكون مُعرضًا للآفات والعذاب.
ومن الحديث يظهر حرص البخيل على المال وعدم الرغبة في إنفاقه
وهذا أحد عوامل محقه وهلاكه؛ إذ يزداد حرص البخيل على المال،
حتى يصل إلى درجة الشح المهلك
الذي يحمله على القتل واستحلال المحرمات، حيث إن في الامتناع عن الإنفاق
هجرانًا وتقاطعًا، وهذا بدوره يؤدي إلى التشاجر والعداوة من سفك الدماء
واستباحة المحارم من الفروج والأعراض والأموال وغيرها
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤيد ذلك
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( اتقوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَاتَّقُوا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ
حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ )
رواه مسلم.
بينما الصدقة وإنفاق المال في وجوه الخير تزيد المال وتباركه
يقول عزَّ من قائل سبحانه:
{يَمْحَقُ اللَهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}
(البقرة:276)
وذلك لما في بذل المال من المحبة والتواصل والمواساة للإخوان.
ومن جميل ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الأمر:
أن الخير لن ينمو إلا بترك الشر، والزرع لا يزكو حتى يُزال عنه
الدَّغَل -النباتات الطفيلة التي تنمو حول الزرع-
فكذلك النفس والأعمال، لا تزكو حتى يزال عنها ما يناقضها، ولا يكون
الرجل متزكياً إلا مع ترك الشر، فإنه يدنس النفس ويدسيها
أي: يذلها ويحقّرها.
ولذلك تجد البخيل يعمل على إخفاء نفسه وماله ومنزله
وأما الكريم وصاحب المعروف، فإنه يُشهر نفسه
حتى إن الجواد من العرب كان يَنزل الروابي ليشهر نفسه
واللئيم ينزل الأطراف والوديان، كقول طرفة :
ولست بحلال التلاع مخافة ... ولكن متى يسترفد القوم أرفد
أي : لا أحلّ التِّلاَع لأجل البُخْل

رد مع اقتباس