عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-05-2013, 11:22 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

إذن في هذه الآية الكريمة عدة إعجازات :
الحديث عن الظلمات في أعماق البحار.
الحديث عن الأمواج العمقية في البحر.
والحديث عن تحقق هذه الآية في المستقبل
وقد تحققت فعلاً باختراع الغواصات.
نعيد كتابة النص القرآني ونترك للقارئ التفكر
والتأمل في عظمة آيات الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء
حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ
مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }
[ النور : 39 – 40 ].
ومن الكشوفات المهمة في علم البحار
أن هنالك مسافة تفصل بين أي بحرين، فلا يطغى هذا على ذاك أو العكس.
عندما يلتقي البحران عند مضيق ما يحافظ كل بحرٍ على خصائصه.
فعلى سبيل المثال يلتقي البحر الأحمر مع المحيط الهندي
في منطقة تسمى مضيق باب المندب.
هذه المنطقة نجد لها خصائص متوسطة بين البحرين.
فالبحر الأحمر له كثافة ودرجة حرارة ولزوجة تختلف عن المحيط الهندي،
والأسماك التي تعيش هنا غير التي تعيش هناك.
هذه المنطقة الفاصلة تسمى بالحاجز أو البرزخ.
هذا البرزخ يشبه الجدار المتين الذي يفصل بين البحرين،
وهو يسمح لماء هذا البحر بالمرور عبره لذلك البحر
ولكن بعد أن يغير خصائصه بما يتناسب مع البحر الثاني.
وبالتالي رغم اختلاط البحرين وامتزاجهما
يبقى كل منهما مستقلاً عن الآخر في مواصفاته.
هذا البرزخ الذي لم تتم رؤيته إلا بواسطة الأقمار الاصطناعية
في نهاية القرن العشرين تحدث عنه القرآن قبل أربعة عشر قرناً.
لنستمع إلى قول الله تعالى :
{ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ }
[ الرحمن : 19 – 20 ] .
إن هذا البرزخ يوجد أيضاً بين البحر المالح والنهر العذب عند التقائهما.
فنجد أن الأنهار العذبة تصب في البحار المالحة،
ورغم ضخامة البحر المالح لا يطغى على النهر العذب ولا يختلط به أبداً.
ويمكن رؤية المنطقة التي تفصل بين الماء العذب والماء المالح
بالأقمار الاصطناعية وهي تمتد عادة لعدة كيلومترات.
القشرة الأرضية ليست متصلة تماماً بل تتركب من مجموعة من الألواح.
هذا ما كشفت عنه الأبحاث الجيولوجية حديثاً.
حركة الألواح هذه تؤدي إلى تصادمات مستمرة
فيما بينها ينتج عنها تصدع للقشور الأرضية.
وهذا ما تحدث عنه القرآن بقوله تعالى:
{ والأرض ذات لصدع }
[ الطارق : 12 ] .
هذه التصدعات تكثر في قاع البحار والمحيطات
وينتج عنها انطلاق كميات من الحمم المنصهرة من باطن الأرض
على شكل براكين.
فالنيران تشتعل في قاع البحر بشكل دائم
وعلى الرغم من حجم الماء الكبير فوقها لا يستطيع إخمادها.
لقد تحدث القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً عن هذه الحقيقة العلمية
بقوله تعالى:
{ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ }
[ الطور : 6 ] .
وكلمة { سَجَر } في اللغة تعني أشعل وأحرق،
و لم يكن أحد على وجه الأرض يتخيل هذا الأمر.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى
إنما بلغنا القرآن كما أنزله عليه ربه دون زيادة ولا نقصان،
لم يستغرب هذه الحقيقة بل هو مؤمن بكل ما أوحي إليه.
فقد بلغنا قول الله تعالى :
{ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ }
وكلمة { الْمَسْجُورِ } تفيد الاستمرار.
فالبحر لا يزال منذ ملايين السنين يشتعل قاعه بنار
تصل حرارتها لآلاف الدرجات المئوية
وعلى الرغم من ذلك لا يتبخر الماء ولا تنطفئ النيران!

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس