عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-05-2013, 11:22 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وعندما اخترع الإنسان الغواصة تمكن من الوصول لأعماق كبيرة
تقدر بمئات الأمتار أو آلاف الأمتار.
وعندها تم اكتشاف عالم قائم بذاته في أعماق المحيطات،
ولعل الشيء الملفت للانتباه
هو اكتشاف أمواج عميقة أشدّ عنفاً من الأمواج التي على سطح البحر.
فكما نرى أمواجاً متلاطمة على سطح البحر،
أيضاً هنالك أمواج في عمق البحر.
هذه الأمواج تحدث عنها القرآن في قول الحق تبارك وتعالى :
{ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ
سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }
[ النور : 40 ]
ونلاحظ كيف تتحدث الآية بوضوح عن البحر العميق الذي تغشاه الأمواج
ثم من فوقه أمواج أخرى.
وهنا ندرك دقة القرآن حتى في تشبيهاته،
فالله تعالى يقول لنا بأن الكافر بربه والذي ضلَّ عن سبيل الهدى
مثله كمثل رجل يعيش تحت هذه الأمواج العميقة، قمة الظلام والضيق،
فالله تعالى يشبه الضلال بهذه الظلمات ويتحدث عن أمواج في عمق البحر
(اللجي هو العميق).
إن هذا النوع من المعرفة لا يمتلكه حتى أدباء عصرنا هذا،
فكيف بالنبي الأمي الذي جاء في عصر عبادة الحجارة والأوثان،
في ذلك العصر لم يكن هنالك إلا الأساطير.
بينما القرآن نجده يحاكي كل العصور فهو كتاب الله عزّ وجلّ.
إن الذي ينظر إلى الكرة الأرضية من الفضاء الخارجي
يشاهد البحار تغطيها السحب بشكل كبير.
وهذا ما تظهره صور الأقمار الاصطناعية.
هذه السحب الكثيفة تحجب جزءاً كبيراً من نور الشمس
ويبقى جزء صغير ليخترق أمواج البحر السطحية وبعد ألف متر تقريباً
ينعدم الضوء تماماً عند مستوى الأمواج العميقة.
لذلك يقول تعالى :
{ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } ،
فالأمواج تساهم في حجب قسم كبير من الأشعة الضوئية أيضاً.
فيكون لدينا ظلام في قاع البحر،
ومن فوقه طبقة من الأمواج الداخلية التي تضيف طبقة ثانية من الظلام،
ثم يأتي الماء الموجود فوق هذه الأمواج
والذي يضيف طبقة ثالثة من الظلام،
ثم تأتي الأمواج على سطح البحر والتي تضيف طبقة رابعة من الظلام
ثم تأتي طبقة الغلاف الجوي فوق سطح البحر
لتشكل طبقة خامسة من الظلام
ثم السحاب والغيوم الركامية التي تشكل طبقة سادسة وهكذا
{ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } ،
فهل يمكن لإنسان يعيش تحت هذه الظلمات أن يرى يده؟
كذلك الذي ضل عن سبيل الله ونسي لقاءه أنَّى له أن يرى نور الإيمان!
إذا كان الإنسان قبل مجيء القرن العشرين
لا يستطيع الغوص في الماء إلا لعدد من الأمتار،
كيف علم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم
بهذه الأمواج في أعماق البحار؟
هل درس رسول الله عليه الصلاة والسلام قوانين انكسار الضوء،
وكيف يفقد الضوء جزءاً من طاقته عندما يخترق الماء أو الأمواج؟
إن الضوء الذي يخترق ماء البحر على عمق مائة متر
لا يبقى منه إلا أقل من واحد بالمئة على مثل هذا العمق،
فكيف على أعماق آلاف الأمتار؟
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إن الأمواج العمقية في البحر لم يتم كشفها إلا منذ أقل من مائة سنة،
ولم يتم دراستها وتصويرها إلا منذ سنوات قليلة فقط.
إن الإنسان لا يمكنه الغوص إلى هذه الأعماق
إلا باستخدام غواصة ذات جدران شديدة الصلابة والتحمل
لتتحمل الضغط الكبير جداً الذي تسببه طبقة الماء فوقها.
إذن الحياة مستحيلة تحت هذه الأعماق،
فكيف تحدث القرآن عن إنسان يعيش على هذا العمق الكبير من الماء؟
إنها معجزة جديدة، فالقرآن يتحدث عن زمن سيخترع الإنسان فيه الغواصة
وسينْزل إلى أعماق البحر
وسوف يتحقق قول الحق تعالى :
{ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } ،
وهذا ما يحدث فعلاً مع الغواصين في غواصاتهم
حيث تنعدم الرؤيا بشكل شبه كامل عند عمق البحر

رد مع اقتباس