عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-24-2013, 06:54 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

السؤال ممن لا يملّ العطاء :
من كمال التوحيد ترك سؤال الناس ، و أن يطلب المسلم من الله
وحده في كل شأن من الشؤون ، لأنه سبحانه هو الذي الحَّ على
عباده أن يسألوه ، قال تعالى :
} و اسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ }
[ النساء : 32 ]
وروى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( سَلُوا الله من فضله ، فإن الله يُحبُّ أن يُسأل )
و هو سبحانه الذي لا يمل سؤالاً و لا طلباً ، لأن خزائنه ملأى
لا تنفذ :
{ مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ }
[ النحل : 96 ]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سؤال غير الله ذلة و مهانة :
إن الناس إذا سئلوا :
فإما أن يعطوا و إما أن يمنعوا ، و هم إن أعطوا مَنَّوا ، و إن منعوا ،
أهانوا وأذلوا ، و كل ذلك مما يحز في نفس المسلم و يدخل عليه
المقت والكرب ، و يحط من كرامته ، و ينال من عزته ، و لذلك كان
صلى الله عليه و سلم ربما أخذ العهد على من يبايعه على الإسلام أن
لا يسأل الناس شيئاً ، و قد بايع جماعة من الصحابة على ذلك ،
منهم : أبو بكر الصديق ، و أبو ذر، و ثوبان ، و عوف بن مالك ،
رضي الله عنهم .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الاستعانة بالقوي الذي لا يُغْلَب :
الاستعانة إنما بالقوي القادر على الإعانة ، و العبد يحتاج إلى الإعانة
في كل كبير وصغير ، و لا قادر على ذلك إلا الله سبحانه ، وغيره
عاجز عن أن يدفع عن نفسه ضراً أو يجلب لها نفعاً ، فمن أعانه الله
فهو المعان ، و من خذله فهو المخذول :
{ إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي
يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ }
[ آل عمران : 160 ]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الاستعانة بغير الله عز و جل استكانة و ضعف :
إن الاستعانة تستدعي إظهار ضعف المستعين و حاجته و مسكنته ،
و هذا تذلل و افتقار لا يكون إلا لله وحده ، لأنه حقيقة العبادة ،
فإن كان لغيره تعالى كان ذلاً واستكانة لا جدوى منها .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الإيمان بالقضاء والقدر سكينة واطمئنان :
بعد الثقة بحفظ الله تعالى و تأييده ، و الاعتماد عليه وحده في كل
الشؤون ، لا يُبالي العبد المؤمن بما يدبره الخلق أو يفعله العبد ،
بل فليعلم أن الخير و الشر بتقدير الله تعالى ، و أن النفع و الضر
بإرادته ، و ليس للعالمين من الأمر شيء :
{ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }
[ النساء : 78 ]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و إنما العباد أسباب لينالوا الثواب أو يستحقوا العقاب :
( و اعلمْ أن الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ
إلا بشيءٍ قد كتبَه الله لك ، و إن اجتمعوا على أن يضُّروك بشيءٍ
لم يضُّروك إلا بشيء قد كتبَه الله عليك )
{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ
فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
[ الأنعام : 17 ]
فلا يستطيع أحد أن يحصل لك أذى لم يقدره الله عليك ، بل يدفعه الله
سبحانه عنك ، و كذلك إذا أغراك أحد بالنفع فلا يمكن أن يحقق لك
ما يعدك به ، إذا كان الله سبحانه لم يرده لك :
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا }
[ الحديد : 22 ]
روى أحمد و غيره ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( إِنَّ لكلِّ شيءٍ حقيقةٌ ، وما بلغ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتى يعْلَمَ
أنَّ مَا أصابَه لم يكنْ ليخطِئَهُ ، وما أخطأه لم يكنْ ليُصيبَهُ )
الراوي : أبو الدرداء - المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 2150
خلاصة حكم المحدث : صحيح

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الإيمان بالقضاء و القدر شجاعة و إقدام :
بعد ما ثبت أن النفع والضر قدر محتم ، لا ينال المرء منه إلا ما سبق
في علم الله عز وجل أنه مصيبة ، و إذاً فليندفع المؤمن إلى ما أمره
الله به ، و ليقل الحق ولو على نفسه ، و لا يخاف في الله لومة لائم ،
و ليقف مواقف الشجاعة والبطولة ، دون أن يخاف الموت أو يرجو
الحياة ، معلناً صدق يقينه بما يتلوه من قول الله عز وجل :
{ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ }
[ التوبة : 51 ]
و لطالما أن المقدر لا بد أن يسعى إليه من قدر عليه :
{ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ }
[ آل عمران : 154 ]
أي لو لم تخرجوا إلى المعركة ، و بقيتم في منازلكم ، لخرج من قدر
عليهم أن يموتوا قتلاً إلى الأماكن التي قُتلوا فيها ، طوعاً من عند
أنفسهم ، ليقتلوا هناك .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الإيمان لا استسلام ، وتوكل لا تواكل :
إن الإيمان بالقضاء والقدر، بالمعنى الذي سبق ، يدلنا على بطلان
ادعاء أولئك الجبناء المتخاذلين ، المستسلمين لشهواتهم و أهوائهم
عندما يحتجون لانحرافهم و ضلالهم ، و استمرارهم على المعصية
و إصرارهم ، و يحتجون بتقدير الله تعالى ذلك عليهم ، في حال أن
الله تعالى - الذي أمرنا بالأيمان بقضائه و قدره - أمرنا بالعمل فقال
سبحانه :
{ وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ }
[ التوبة : 105 ]
و رسوله صلى الله عليه وسلم ، الذي هو قدوتنا في كل شيء ، أبان
لنا أن على المسلم أن يأخذ بالأسباب ، من العمل و السعي و بذل
الجهد ، فمن ترك الأسباب محتجاً بالقدر فقد عصى الله تعالى
و رسوله صلى الله عليه و سلم ، و خالف شرعة الإسلام ، لأن ترك
الأسباب تواكل و كسل لا يرتضيه الإسلام ، و الأخذ بالأسباب مع
الاعتماد على الله تعالى وحده في تحقيق النتائج توكل و أيمان ،
روى مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
( اعمَلوا فكلٌ مُيَسَّرٌ لمَا خُلِقَ لهُ )
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس