الحمد لله ، يعلم مكنونات الصدور و مخفيات الضمائر ،
أحمده سبحانه و أشكره على ما أولى من وافر النعم و الفضل المتكاثر ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
هو الأول و الآخر ، و الباطن و الظاهر ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله
المطهّر الطاهر ، كريم الأصل زكي المآثر ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه أولي الفضائل و المفاخر ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان و على درب الحق سائر .
ونفسي بتقوى الله عز وجل ، فاتقوا الله رحمكم الله، واعتبروا بمن مضى من قبلكم،
عاجلهم ريب المنون، وجاءهم ما كانوا يوعدون، هم السابقون وأنتم و نحن اللاحقون،
سبقوكم بمضي الآجال، و نحن على آثارهم تُشدُّ بكم الرحال،
{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا
أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأبْصَـٰرُ
وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ }
لقد هان المسلمون أفرادا وهانوا أمما يوم وهت أواصر الأخوة بينهم
و نظرأحدهم إلى الآخر نظرة استغراب وتنكر٬
وأصبح الأخ يُنتقص أمام أخيه فيهز كتفيه ويمضى لشأنه كأن الأمرلا يعني !
إن هذا التخاذل جرعلى المسلمين الذلة والعار.
وقد حاربه الإسلام حربا شعواء٬ولعن من يقبع ونفى ظلاله الداكنة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لايقفن أحدكم موقفا يُضرب فيه رجلٌ ظلما٬
فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعواعنه ) .
فإذا رأيت أن إساءة نزلت بأخيك أومهانة وقعت عليه٬
فأره من نفسك الاستعداد لمظاهرته.
والسير معه حتى ينال بك الحق ويرد الظلم .
روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه
ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام) .