عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-16-2013, 06:40 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

5 ـ الحفيظ هو الذي يحفظ أهل الإيمان والتوحيد ويعصمهم من
الهوى وشبهات الشيطان :
و " الحفيظ " هو الذي يحفظ أهل الإيمان والتوحيد ، ويعصمهم
من الهوى وشبهات الشيطان ، ويحول بين المرء وقلبه من
الوقوع بالعصيان .
} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {
( سورة الفاتحة )
لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا حول عن معصيته إلا به ،
ولا قوة على طاعته إلا به ، يحفظ أهل التوحيد والإيمان ،
ويعصمهم من الهوى ، وشبهات الشيطان ، ويحول بين المرء
وقلبه من الوقوع في العصيان .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
6 ـ الحفيظ هو الذي يهيئ الأسباب التي تعينك على الطاعة والإيمان :
الآن : و " الحفيظ " هو الذي يهيئ الأسباب بتوفيقه إلى الطاعة
والإيمان ، يحفظك من الوقوع في العصيان ، ويمدك بالأسباب
التي تعينك على الطاعة والإيمان .
ثبت من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يدعو ويقول :
( اللهمَّ احفظني بالإسلامِ قائمًا ، واحفظنِي بالإسلامِ قاعدًا ،
واحفظنِي بالإسلامِ راقدًا ، ولا تشمتْ بي عدوًّا ولا حاسدًا ، اللهمَّ
إنِّي أسألُك منْ كلِّ خيرٍ خزائنُهُ بيدِكَ ، وأعوذٌ بكَ منْ كلِّ شرٍّ
خزائنُهُ بيدِكُ )
الراوي : عبدالله بن مسعود – المحدث : السيوطي –
المصدر : الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم : 1486
خلاصة حكم المحدث : صحيح

الشر المطلق يتناقض مع وجود الله فالله عز وجل يوظف الشر
النسبي للخير المطلق :
لكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( والخيرُ بيديكَ والشرُّ ليس إليكَ )
الراوي :- المحدث : ابن تيمية – المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 15/211
خلاصة حكم المحدث : صحيح

كلام دقيق ، يعني الشر نسبي ، ليس هناك شر مطلق ، الشر
المطلق يتناقض مع وجود الله ، هناك خير مطلق ، و هناك شر
نسبي ، يعني هذه المصيبة بالنسبة إليك تعد شراً لكنها بالنسبة
إلى مآلك ومستقبل حياتك تعد خيراً .
لذلك الله عز وجل يوظف الشر النسبي للخير المطلق .
( والشَّرُّ لَيسَ إليكَ )
للتوضيح :
مركبة من أحدث المركبات ، ساقها صاحبها وهو ثمل ، شرب
الخمر وساقها ، نزل في الوادي ، تحطمت ، هذا المنظر المشوه
للمركبة هل يحتاج إلى صانع ؟
لا ، الصانع أخرجها من معمله كاملة ، أما حينما أسيء
استخدامها ، وتحطمت نقول هذا الشر ناتج من مخالفة التعليمات .
( والشَّرُّ لَيسَ إليكَ )
الشر سلبي ، الشر ناتج عن إنسان أعطاه الله حرية الإرادة ،
أعطاه الشهوات ، ولم يتحرك وفق منهج الله ، لو تحرك وفق
منهج الله لما كان شراً إطلاقاً ، فالشر ناتج من كائن أودع الله فيه
الشهوات ، ومعه حرية الاختيار ، وتحرك من غير ضابط من
منهج الله لذلك قال تعالى :
} وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ {
( سورة القصص الآية: 50 )
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الشر المطلق لا وجود له في الكون :
إذاً الشر نسبي ،
( والشَّرُّ لَيسَ إليكَ )
بينما الشر المطلق لا وجود له في الكون ، بل الشر المطلق
يتناقض مع وجود الله ، الشر ناتج عن سوء الاستعمال ، الملح
مادة مهمة جداً ، إذا وضعت في الحلويات لا تأكلها صار حلويات
لا تؤكل ، الأصل الملح مادة مفيدة ، والسكر مادة مفيدة ، والمواد
التي صنعت منها الحلويات مواد مفيدة ، أما حينما أسيء استخدم
الملح وضع في الحلويات هذا هو الشر النسبي ، ناتج من سوء
الاستعمال ، والسكر مادة مفيدة ، والمسحوق الأبيض للتنظيف
مادة مفيدة ، إن وضعت في الطعام فالطعام لا يؤكل .
فالشر سلبي لا يحتاج إلى صانع ، يحتاج إلى إنسان مخير تحرك
بقوة شهوته من دون ضابط من شرع ، والدليل الواضح :
} وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ {
معنى ذلك الذي يتبع هواه وفق هدى الله عز وجل لا شيء عليه .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
7 ـ الحفيظ هو الذي حفظ السماوات والأرض بقدرته :
الآن : و " الحفيظ " أيضاً هو الذي حفظ السماوات والأرض
بقدرته ، قال تعالى :
} وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حفظيهما
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ {
( آية الكرسي من سورة البقرة )
فالله حفيظ لمخلوقاته أي أنه يبقيها على حالها ، لغاياتها ، وينظم
ترابط العلل بالمعلولات ،هذه قوانين ، هناك علة ، وهناك معلول ،
أي هناك سبب ، وهناك نتيجة ، من نظّم علاقة الأسباب بالنتائج ؟
هو الله عز وجل ، يعني الله تفضل علينا بمليارات القوانين ،
قوانين ثابتة ، هذه القوانين الثابتة تنظم الحياة ، أنت أمام قوانين،
والقانون يعطيك قدرة على التنبؤ ، الآن يوجد فواصل تمدد ،
التمدد قانون ، أثناء البناء تراعي هذا القانون ، فالبناء لا يتصدع،
لو ما في قوانين الحياة لا تُعاش ، تصبح الحياة شاقة جداً ، كل
شيء له قانون .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
8 ـ الحفيظ يبقي مخلوقاته على حالها و لغاياتها :
إذاً " الحفيظ " يبقي مخلوقاته على حالها ، لغاياتها ، وينظم
ترابط العلل بمعلولاتها وهو سبحانه وتعالى يحفظ الأشياء بذواتها
وصفاتها .
الله تعالى هو الحافظ للسماوات والأرض والموجودات التي يطول
أمدها والتي لا يطول .
الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ذكر أن الحافظ على وجهين ، يعني
الحفظ الإلهي على وجهين ، الوجه الأول إدامة وجود لموجودات
وإبقائها ، ويضاده الإعدام ، الشيء الموجود يعني محفوظ ،
الحفظ يعني البقاء ، الله عز وجل أبقى الشمس شمساً ، والقمر
قمراً ، والنجوم نجوماً ، أبقى الماء ماءً ، والهواء هواءً ، أبقى
المعادن معادن ، أعطاها خواص ، خواصها ثابتة .
والله تعالى هو الحافظ للسماوات والأرض والملائكة والموجودات
التي يطول أمدها والتي لا يطول .
هناك شيء ، يقول لك :
القمح مثلاً وجد في الأهرامات ، من ستة آلاف عام فلما زُرع
نبت ، والقمح في رشيم ، والرشيم كائن حي ، معنى هذا الكائن
الحي عاش ستة آلاف عام في أشياء يمد لها في العمر ، وهناك
أشياء عمرها سريع ، جسمك أقصر خلية عمرها 48 ساعة خلايا
زغابات الأمعاء ، تتجدد كل 48 ساعة ، وأطول خلية بالإنسان
عمرها خمس سنوات ، الخلية العظمية ، يعني أنت أيها الإنسان
تتجدد كلياً كل خمس سنوات ، عدا خلايا الدماغ وخلايا القلب .
كل المعلومات والأفكار والخبرات والمهارات والذواكر بالدماغ ،
لو أنها تبدلت يفقد الإنسان كل اختصاصه ،
يقول لك :
أنا كنت طبيباً ، كنت ، فالدماغ ثابت ، وجميع المشاعر والأذواق
في القلب ، وتبديل القلب في مشكلة كبيرة جداً ، مشاعر القلب ،
صاحب القلب الأول تتأتى للذي زُرع هذا القلب له .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس