} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {
فوصفهم الله من ذلك على أعظم الرجاء .
وهكذا ذكر موسى بن عقبة في (مغازيه) عن الزهري وكذا روى
شعيب عن الزهري عن عروة نحواً من هذا وفيه :
وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين المسلمين والمشركين .
وقال عبد الملك بن هشام :
هو أول قتيل قتله المسلمون ، وهذه أول غنيمة غنمها المسلمون ،
وعثمان والحكم بن كيسان أول من أسره المسلمون .
قلت : وقد تقدم فيما رواه الإمام أحمد :
عن سعد بن أبي وقاص أنه قال :
فكان عبد الله بن جحش أول أمير في الإسلام .
وقد ذكرنا في التفسير لما أورده ابن إسحاق شواهد مسندة فمن ذلك
ما رواه الحافظ أبو محمد بن أبي حاتم :
حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا المعتمر بن
سليمان ، عن أبيه ، حدثني الحضرمي ، عن أبي السوار، عن جندب
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا ، وبعث عليهم أبا
عبيدة بن الجراح فلما ذهب ينطلق ، بكى صبابة إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فجلس ، فبعث عليهم مكانه عبد الله بن جحش ،
وكتب له كتابا ، وأمره ألا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا ،
لا تكرهن أحدا على المسير معك من أصحابك .
فلما قرأ الكتاب استرجع ، وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله .
فخبرهم الخبر ، وقرأ عليهم الكتاب ، فرجع رجلان ، وبقي بقيتهم ،
فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو
من جمادى . فقال المشركون للمسلمين :
}يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ{ )
الراوي : جندب بن عبدالله - المحدث : أحمد شاكر –
المصدر : عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم : 1/261
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
( قولُه : }يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ{
وذلك أنَّ المشركين صدُّوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وردُّوه
عَنِ المسجدِ الحرامِ في شهرٍ حرامٍ ، ففتَح اللهُ على نبيِّه في شهرٍ
حرامٍ منَ العامِ المقبلِ ، فعاب المشركون على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ القتالَ في شهرٍ حرامٍ ، فقال اللهُ جل وعز :
}وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ
أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ{ منَ القتلِ فيه ، وأنَّ محمدًا بعَث سريةً ، فلَقوا عمروَ
بنَ الحضرميِّ وهو مُقبلٌ مِنَ الطائفِ ، آخِرَ ليلةٍ مِنْ جُمادى وأوَّلَ
ليلةٍ مِنْ رجبٍ ، وأنَّ أصحابَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانوا يظُنون
أنَّ تلك الليلةَ مِنْ جُمادى ، وكانت أولَ رجبٍ ولم يشعُروا ، فقتَله رجلٌ
منهم واحدٌ ، وأنَّ المشركين أرسلوا يُعيِّرُونه بذلك ،
}يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ{وغيرُ ذلك أكبرُ منه .
صدٌّ عنْ سبيلِ اللهِ ، وكفرٌ به ، والمسجدِ الحرامِ ، وإخراجُ أهله منه ،
إخراجُ أهلِ المسجدِ الحرامِ أكبرُ مِنَ الذي أصاب محمدٌ ،
الراوي: عبدالله بن عباس – المحدث : ابن جرير الطبري –
المصدر : تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم : 2/466
وقد تقدم في سياق ابن إسحاق أن ذلك كان في آخر ليلة من رجب
وخافوا إن لم يتداركوا هذه الغنيمة وينتهزوا هذه الفرصة دخل أولئك
في الحرم فيتعذر عليهم ذلك فأقدموا عليهم عالمين بذلك وكذا قال
الزهري عن عروة رواه البيهقي فالله أعلم أي ذلك كان .
قال الزهري عن عروة فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقل
ابن الحضرمي وحرم الشهر الحرام كما كان يحرمه حتى أنزل الله
فقال أبو بكر الصديق في غزوة عبد الله بن جحش جواباً للمشركين
فيما قالوا من إحلال الشهر الحرام .