( الحديث السابع : الدِّينُ النَّصِيحَةُ )
المعنى العام 1- النصيحة لله 2- النصيحة لكتاب الله
3- النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
4- النصيحة لأئمة المسلمين 5- النصيحة لعامة المسلمين
عن أبي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بنِ أوْسٍ الدَّارِيِّ رضي اللهُ عنه :
أَنَّ النَّبي صلى الله عليه و سلم قالَ :
( الدِّينُ النَّصِيحَةُ . قُلْنَا : لِمَنْ ؟
للهِ ، و لِكِتَابِهِ ، و لِرَسُولِهِ ، و لِلأَئِمةِ المُسْلِمِينَ ، وعامَّتِهِمْ )
هذا الحديث من جوامع الكَلِم التي اختص الله بها رسولنا صلى الله
عليه و سلم ، فهو عبارة عن كلمات موجزة اشتملت على معانٍ
كثيرة و فوائد جليلة ، حتى إننا نجد سائر السنن و أحكام الشريعة
أصولاً و فروعاً داخلةً تحته ،
هذا الحديث عليه مدار الإسلام .
المراد بالدين هنا = الإسلام و الإيمان و الإحسان
النصيحة = كلمة يعبَّر بها عن إرادة الخير للمنصوح له
أئمة المسلمين = حُكَّامهم
عامتهم = سائر المسلمين غير الحكام
و تكون بالإيمان بالله تعالى ، و نفي الشريك عنه ، و ترك الإلحاد في
صفاته ، و وصفه بصفات الكمال و الجلال كلها ، و تنزيهه سبحانه
وتعالى عن جميع النقائص ، و الإخلاص في عبادته ، و القيام
بطاعته و تَجَنُّب معصيته ، و الحب و البغض فيه ، و موالاة من
أطاعه ، و معاداة من عصاه .
و التزام المسلم لهذا في أقواله و أفعاله يعود بالنفع عليه في الدنيا
و الآخرة ، لأنه سبحانه وتعالى غني عن نصح الناصحين .
و تكون بالإيمان بالكتب السماوية المنزَّلة كلها من عند الله تعالى ،
و الإيمان بأن هذا القرآن خاتم لها و شاهد عليها .
و تكون نصيحة المسلم لكتاب ربه عز و جل :
أ- بقراءته و حفظه ، لأن في قراءته طهارةً للنفس وزيادة للتقوى .
روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( اقْرَؤوا القرآنَ . فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه )
و أما حفظ كتاب الله تعالى في الصدور ، ففيه إعمار القلوب
روى أبو داود و الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة :
اقرأ واصعد ..فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه )
الراوي : أبو سعيد الخدري – المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم : 3062
ب - بترتيله وتحسين الصوت بقراءته .
ج - بتدبر معانيه ، و تفهُّم آياته .
د- بتعليمه للأجيال المسلمة ،
روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه )
هـ- بالتفقه و العمل ، فلا خير في قراءة لا فقه فيها ،
و لا خير في فقه لا عمل به .