هذه السورة من السور العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقرؤها مع سورة الإسراء كل ليلة
كما روى ذلك الإمام النسائي :
عن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها ، قالت :
[ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر
حتى نقول لا يصوم وكان لا ينام حتى يقرأ سورة بني إسرائيل والزمر ]
وهذا يدلّ على عظم أمرها وعلو شأنها .
سور ة الزمر عدد آياتها 75 آية كلها مكية ( أي نزلت قبل الهجرة )
كما رجح ذلك ابن عثيمين رحمة الله عليه وهناك من استثنى بعض الآيات
وهي ( 52 ـ 53 ـ 54 ) وقال أنها مدنية ولكن لا يوجد دليل صحيح
على ذلك الاستثناء نزلت بعد سورة سبأ،
ترتيبها في المصحف رقم 39 بعد سورة ( ص )
تتحدث السورة عن الإخلاص لله عز وجل فهي من سور التوحيد
الخالصة لله عز وجل مثل سورة الرعد وفاطر والكافرون وتبارك والصمد.
هذه السور الست كلها سور أكثرت من ذكر الإخلاص وذكر توحيد الله
وأدلة هذا التوحيد وعظمة الرب جلّ وعلا والتخويف منه جلّ جلاله
و تحبيب العباد إليه وأمر العباد بالاستعصام بالتوحيد ونفي الشرك كله
قليله و كثيره ، جليّه وخفيّه ،أوله وآخره .
تظهر صلة هذه السورة بما قبلها وهي سورة ص من وجهين :
إنه تعالى ختم سورة ص واصفا القرآن بقوله :
{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ }
وابتدأ هذه السورة بقوله :
{ تَنْزِيلُ الْكِتاب مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }
فكأنه قيل : هذا الذكر تنزيل ، فهما كالآية الواحدة ،
بينهما اتصال وتلاحم شديد.
ذكر تعالى في آخر ص قصة خلق آدم عليه السلام ،
وذكر في القسم الأول من هذه السورة أحوال الخلق من المبدأ إلى المعاد ،
متصلا بخلق آدم المذكور في السورة المتقدمة .
( التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج )
اشتركت السورتان في بعض المواضيع :ـ
1. مناقشة لعقيدة الوحدانية .