{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما } .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولنا
حببينا سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
" هـذا الـحـبـيـب : غـَـزَواتـُـه ( ي ) "
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
16 . غزوة الأحزاب ( الخندق ) :
كانت في شوال من السنة الخامسة ،
بعد أن خرج وفد من اليهود إلى القبائل قريش و غطفان و بني سليم و كنانة و غيرهم
ليحرضوهم على الوقيعة بالمسلمين ضربة رجل واحد ،
و اتجهت هذه الأحزاب و تحركت نحو المدينة على ميعاد كانت قد تعاقدت عليه ،
فتجمع حول المدينة جيش عَرَمْرَم يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل ،
ربما يزيد عدده على جميع من في المدينة من النساء و الصبيان و الشباب و الشيوخ .
و كان النبي صلى الله عليه و سلم بعد سماعه بتجمعهم قام بحفر الخندق حول المدينة ،
و كان ذلك بمشورة من سلمان الفارسي رضي الله عنه ،
فلما وصل المشركون لم يجدوا حيلة في تجاوز الخندق ،
فخرجت منهم جماعة فيها عمرو بن عبد وُدّ و عكرمة بن أبي جهل و ضرار بن الخطاب و غيرهم ،
فتيمموا مكاناً ضيقاً من الخندق فاقتحموه ، و تبارز علي بن أبي طالب و عمرو بن عبد ود ،
فقتل الله عمراً بيد علي رضي الله عنه ، و لم يستشهد من المسلمين يوم الخندق إلا ستة نفر .
و المسلمون حينها في جوع و خوف لا يحمدون عليهما ،
و كان للمنافقين دور في التخذيل و التشكيك في وعد الله و رسوله ،
و قد كان جانب اليهود مأموناً ؛
لما بينهم من عقد على النصرة و الحماية فنقضوا عهدهم .
و روت كتب السير أن نعيم بن مسعود جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم
معلناً إسلامه فأمره بأن يخذِّل عن المسلمين
فأتى بني قريظة و أتى قريشاً فحذر بعضهم من بعض ،
حتى خاف كلٌّ منهم الخيانة من الآخر ،
و بحكمة منه استطاع أن يحمل الطرفين على تصديقه و عدم نصرة صاحبه ،
فما لبث جيش الأحزاب أن نادى بالرحيل و قفل راجعاً ،
بعد أن بعث الله عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد