عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-05-2013, 01:02 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي درس اليوم 26.07.1434

أخيكم / عدنان الياس ( AdaneeNooO )
درس اليوم
مع الشكر للأخ / عثمان أحمد .

[ المُتَشَبِّع بِمَا لَمْ يُعْطَ ]

عن ‏أسماء بنت أبي بكر ‏رضى الله تعالى عنها و عن أبيها قالت :
‏[ جاءت امرأة إلى النبي ‏صلى الله عليه و سلم ،
فقالت : يا رسول الله ! إن لي ضرة
فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( المُتَشَبِّع بِمَا لَمْ يُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَي زُورٍ ) ]
متفق عليه . غريب الحديث
المتشبّع : المتزيّن بما ليس عنده ، يتكثّر بذلك و يتزيّن بالباطل .
قصة الحديث
تروي أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنها و عن أبيها موقفًا حدث أمامها ،
و هو أن امرأة جاءت إلى النبي ‏صلى الله عليه و سلم تترخص منه
في كذبها على ضرتها أو جارتها - كما في بعض الروايات الأخرى - ،
لتظهر أن زوجها يحبها أكثر ، أو أنه يسعد في ليلتها أكثر من الأخرى ،
أو تتظاهر بالغنى أمام جارتها ، فلم يرخص لها في ذلك ، بل نهاها عنه ،
و قال : المُتَشَبِّع بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَي زُورٍ
شرح الحديث
قال الإمام النووي يرحمه الله عند شرح هذا الحديث :
" قال العلماء : معناه المتكثر بما ليس عنده ،
بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده ، يتكثر بذلك عند الناس ،
و يتزين بالباطل ، فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبي زور "
قال أبو عبيد و آخرون :
" هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد و العبادة و الورع ،
و مقصوده أن يُظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة ،
و يُظهر من التخشع و الزهد أكثر مما في قلبه ، فهذه ثياب زور و رياء ،
و قيل : هو كمن لبس ثوبين لغيره و أوهم أنهما له ،
و قيل هو من يلبس قميصاً واحداً و يصل بكميه كمين آخرين ،
فيظهر أن عليه قميصين " .
و حكى الخطابي قولاً آخر : أن المراد هنا بالثوب :
" الحالة و المذهب ، و العرب تكني بالثوب عن حال لابسه ،
و معناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن " .
و قول آخر :
" أن المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور ، فيلبس ثوبين يتجمل بهما ،
فلا ترد شهادته لحسن هيئته ، و الله أعلم " .
و بوَّب الإمام البخاري يرحمه الله على هذا الحديث بقوله :
" المتشبِّع بما لم ينل ، و ما يُنهى من افتخار الضَّرَّة " .
و قال الإمام ابن حجر في " الفتح " :
" قوله المتشبع : أي المتزين بما ليس عنده ، يتكثر بذلك و يتزين بالباطل ،
كالمرأة تكون عند الرجل و لها ضرة ، فتدعى من الحظوة عند زوجها أكثر مما عنده ،
تريد بذلك غيظ ضرتها ، و كذلك هذا في الرجال ،
و أما قوله : كلابس ثوبي زور ،
فإنه الرجل يلبس الثياب المشبهة لثياب الزهاد ، يوهم أنه منهم ،
و يُظهر من التخشع و التقشف أكثر مما في قلبه منه .. " .
وقفات مع المثل
" يحذرنا النبي صلى الله عليه و سلم بهذا المثل من داء خطير يصيب بعض الناس ،
ألا و هو داء التعالم و التعاظم و الادعاء بما ليس في الإنسان ،
و بما لا يملكه ؛ من ادعاء العلم و هو ليس بعالم ، و ادعاء الغنى و هو ليس بغني ،
و ادعاء الجاه و الوجاهة و هو ليس من أصحابها ،
و ادعاء الإمارة و هو ليس من أهلها ، و ادعاء الصلاح و هو ليس من أهله .
و التثنية في قوله " ثَوْبَي زُورٍ" للإشارة إلى أن كذب المتحلِّي مثنَّى ؛
لأنه كذب على نفسه بما لم يأخذ ، و على غيره بما لم يُعطَ ،
و كذلك شاهد الزور ، يظلم نفسه ، و يظلم المشهود عليه .
وقد أراد النبي صلى الله عليه و سلم بذلك تنفير المرأة عمَّا ذكرت ؛
خوفاً من الإفساد بين زوجها و ضرتها ، و إيقاع البغضاء بينهما ،
فيصير كالسحر الذي يفرِّق بين المرء و زوجه .

رد مع اقتباس