( ممَا جَاءَ فِي : كَرَاهِيَةِ بَيْعِ الْمُغَنِّيَاتِ )
حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُأَخْبَرَنَابَكْرُ بْنُ مُضَرَعَنْعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ
عَنْعَلِيِّ بْنِ يَزِيدَعَنْالْقَاسِمِرضى الله تعالى عنهم
عَنْأَبِي أُمَامَةَرضى الله تعالى عنه
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أنه قَالَ
( لَا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ وَ لَا تَشْتَرُوهُنَّ وَ لَا تُعَلِّمُوهُنَّ وَ لَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ
وَ ثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ فِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ
لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ...إِلَى آخِرِ الْآيَةِ } )
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضى الله تعالى عنه
قَالَ أَبُو عِيسَىحَدِيثُأَبِي أُمَامَةَإِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
وَ قَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِيعَلِيِّ بْنِ يَزِيدَوَ ضَعَّفَهُ وَ هُوَ شَامِيٌّ .
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَابَكْرُ بْنُ مُضَرَ)
بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الضَّادِ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ ، ثِقَةٌ
ثَبْتٌ(عَنْعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ)بِفَتْحِ الزَّايِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ صَدُوقٌ يُخْطِئُ .
(عَنْعَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ)ابْنِ أَبِي زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ الدِّمَشْقِيِّ
صَاحِبِالْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِضَعِيفٌ مِنَ السَّادِسَةِ
( عَنِالْقَاسِمِ)هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
صَاحِبُأَبِي أُمَامَةَصَدُوقٌ يُرْسِلُ كَثِيرًا .
قَوْلُهُ : ( لَا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ )
بِفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ التَّحْتِيَّةِ . فِي الصِّحَاحِ الْقَيْنُ : الْأَمَةُ مُغَنِّيَةً كَانَتْ ،
أَوْ غَيْرَهَا ، قَالَالتُّورْبَشْتِيُّ : وفِي الْحَدِيثِ يُرَادُ بِهَا الْمُغَنِّيَةُ ؛
لِأَنَّهَا إِذَا لَمْتَكُنْ مُغَنِّيَةً فَلَا وَجْهَ لِلنَّهْيِ عَنْ بَيْعِهَا وَشِرَائِهَا
( وَلَاتُعَلِّمُوهُنَّ ) أَيْ : الْغِنَاءَ ؛ فَإِنَّهَا رُقْيَةُ الزِّنَا
(وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ ) قَالَ الْقَاضِي : النَّهْيُ مَقْصُورٌ عَلَى الْبَيْعِوَالشِّرَاءِ لِأَجْلِ التَّغَنِّي ،
وَحُرْمَةُ ثَمَنِهَا دَلِيلٌ عَلَى فَسَادِبَيْعِهَا ، وَالْجُمْهُورُ صَحَّحَ بَيْعَهَا ،
والْحَدِيثُ مَعَ مَا فِيهِ مِنَالضَّعْفِ لِلطَّعْنِ فِي رِوَايَتِهِ مُؤَوَّلٌ
بِأَنَّ أَخْذَ الثَّمَنِعَلَيْهِنَّ حَرَامٌ كَأَخْذِ ثَمَنِ الْعِنَبِ مِنَ النَّبَّاذِ ؛ لِأَنَّهُإِعَانَةٌ ،
وَتَوَصُّلٌ إِلَى حُصُولِ مُحَرَّمٍ لَا لِأَنَّ الْبَيْعَ غَيْرُصَحِيحٍ . انْتَهَى .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِأَيْ :
يَشْتَرِي الْغِنَاءَ وَالْأَصْوَاتَ الْمُحَرَّمَةَ الَّتِيتُلْهِي عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ،
قَالَالطِّيبِيُّرَحِمَهُ اللَّهُ : الْإِضَافَةُ فِيهِ بِمَعْنَى " مِنْ " لِلْبَيَانِ
نَحْوَ جُبَّةِ خَزٍّ وَبَابِ سَاجٍ أَيْ : يَشْتَرِي اللَّهْوَ مِنَ الْحَدِيثِ ؛
لِأَنَّ اللَّهْوَ يَكُونُ مِنَ الْحَدِيثِ ، وَمِنْ غَيْرِهِ ،
والْمُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ الْمُنْكَرُ فَيَدْخُلُ فِيهِ نَحْوُ السَّمَرِ بِالْأَسَاطِيرِ وَبِالْأَحَادِيثِ الَّتِي لَا أَصْلَ لَهَا ،
وَالتَّحَدُّثُ بِالْخُرَافَاتِ وَالْمَضَاحِيكِ وَالْغِنَاءُ وَتَعَلُّمُ الْمُوسِيقَى ،
وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ ،
وأَخْرَجَابْنُ أَبِي شَيْبَةَبِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ
أَنَّعَبْدَ اللَّهِسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَىوَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِقَالَ :
الْغِنَاءُ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ،
وأَخْرَجَهُالْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ ،وَالْبَيْهَقِيُّ، كَذَا فِي التَّلْخِيصِ .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنْعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ)
لِيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي أُمَامَةَإِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ )
وَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ،وَابْنُ مَاجَهْ
(وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِيعَلِيِّ بْنِ يَزِيدَإِلَخْ )
قَالَالْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ،
وقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَبِثِقَةٍ ،
وقَالَأَبُو زُرْعَةَ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ ،
وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ ، كَذَا فِي الْمِيزَانِ .