عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-30-2013, 11:04 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وعليه فإن فسلوك الإنسان يجب أن لا يحكمه الحرص والطمع

والنزوع نحو تحقيق المصالح المادية المؤقتة الفانية ،

وإنما يجب أن يكون وفق منهج الله في الأرض ،

فلا يحشر نفسه في زمرة أهل البغي والظلم والعدوان ،

ولا مع المستكبرين والمفسدين ، ولا يكون عوناً لهم ،

ولا يتكالب على الدنيا بقصد جمعها ولو على حساب الآخرين ،

بل هو على النقيض من ذلك تماما ً،

يقف مع المظلوم ضد ظالمه ، ومع الضعيف ضد القوي ،

وقد يدفع حياته ثمنا لموقف شريف ،

وهيهات أن يكون ذئباً مثل غيره ، يصول ويجول ليأكل لحوم البشر ،

ويأخذ الدنيا من دماء ضحاياه ودموعهم وأشلائهم ،

فالدنيا رحلة مؤقتة ، وفي الآخرة قصاص عادل ،

والميزان فيها يزن بالذرة فما أعدله من ميزان !


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قال تعالى :


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ

وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً

أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْأَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }


(الحجرات:12)

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن الحياة ليست غابة إلا في مفهوم من لا يؤمن بآخرة ولا جنة

ولا نار ، فهذا ينكب على الدنيا لا يطلب سواها ،

فهو يعمل كل ألوان الجرائم لأنه لا يؤمن بثواب ولا عقاب ،

أما المؤمن فهيهات أن يعتدي لأن الله لا يحب المعتدين ، ولا يظلم ،

وإنما يكون من حراس العدالة ،

ومما يؤكد ذلك وصايا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم

لقادة جيوش الفتح ،

بأن يكونوا على أخلاقية عالية تتناسب وعظمة الإسلام ،

فلا يقتل طفل ولا شيخ ولا امرأة ، ولا يحرق زرع ،

ولا تهدم دور العبادة ،

فلو كان المؤمنون ينظرون للحياة على أنها غابة

لفعلوا ما فعله هولاكو والصليبيون من قبله من قتل للعلماء ،

وحرق للكتب ، واعتداء على الأعراض...

ولكن هيهات لمن لامست قلوبهم بشاشة الإيمان أن يكونوا وحوشاً

أو ذئاباً ، وإنما كانوا ملائكة رحمة تنقل البشرية

من جور الأديان إلى عدل الإسلام ،

ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والاخرة .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ويجب أن نفرق بين الحرص على القوة وبين العدوان ،

فالقوة في جميع صورها مطلوبة للأمة أفراد وجماعات ،

ولكنها قوة مضبوطة بقوانين العدالة ، ومحكومة بأخلاقية عالية ،

وليست قوة بطش وإرهاب ،

والمسلم أرفع من أن تكون أخلاقه قائمة على مبدأ :

إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ،

لأنه ينظر إلى أفراد المجتمع على أنهم إخوة له ،

يتعاون معهم ولا يتصارع ، ويصفح عنهم إذا أساؤوا ،


قال تعالى :


{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى

وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }


(المائدة: من الآية2)


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وقال تعالى :


{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ

وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }


(آل عمران: من الآية134)


وقال :


{ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ

وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }

(الشورى:37)

رد مع اقتباس