عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-16-2013, 11:20 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

الفوائد (ص 27 )


وأهل الفردوس الأعلى هم السابقون المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا ،

قال الله تعالى :


{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }

الواقعة /10 – 12


قال السعدي :


[والمقربون هم خواص الخلق ]

انتهى .


قال ابن كثير :


[ من سابق إلى هذه الدنيا وسبق إلى الخير ،

كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة ،

فإن الجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان ]

انتهى .


ثانيا


ليعلم أن من أعظم أسباب حصول المطلوب ، والنجاة من المرهوب :

الدعاء ، فإن الدعاء هو العبادة ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ،

وكما أنه عبادة محبوبة لله ، فهو سبب في حصول المطلوب ،

ومن أراده الله به خيرا ، وفقه لأسبابه ، ويسر له العمل الذي يؤهله لذلك ؛

كما قال تعالى :


{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى

وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }

سورة الليل /5-10 .


روى البخاري (2790) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ،

فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ

وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ)


قال الحافظ :


[ يَدُلُّ هَذَا عَلَى أَنَّ الْفِرْدَوْسَ فَوْقَ جَمِيعِ الْجِنَانِ ,

وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَعْلِيمًا لِلْأُمَّةِ وَتَعْظِيمًا لِلْهِمَّةِ - :


( فَإِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ )]


انتهى .


ثالثا :


اعلم ـ يا عبد الله ـ أن نيل الدرجات في الدنيا والآخرة ، ليس بالأماني

ولا الأحلام ، وإنما هو بسلوك أسباب ذلك ، ولولا ذلك ما كان فرق

بين الصادق والكاذب ، وهذا من حكمة الله تعالى في تكليفه لعباده ،

وأمرهم بما أمرهم به .


قال الله تعالى :


{ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ

وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا

وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا }

سورة النساء /123-124.


قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :


[ أي: { لَيْسَ }

الأمر والنجاة والتزكية

{ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ }

والأماني : أحاديث النفس المجردة عن العمل ، المقترن بها دعوى مجردة ،

لو عورضت بمثلها لكانت من جنسها . وهذا عامّ في كل أمر ،

فكيف بأمر الإيمان والسعادة الأبدية ؛

فالأعمال تصدق الدعوى أو تكذبها ]

"تفسير السعدي"


رابعا :


ومن أهم الأعمال التي تبلغ المسلم الدرجات العلى ، ولعلها أن تبلغه

الفردوس الأعلى برحمة الله :


1- الجهاد في سبيل الله :


وقد تقدم في ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه .


وروى مسلم في صحيحه (1884) :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :


( يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ

فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ ، فَقَالَ : أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ،

فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ ، وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ

مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ !!

قَالَ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )


2- الإخلاص والصدق مع الله :


روى مسلم (1909) من حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه :

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:


( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ)


قال النووي رحمه الله :


[ َفِيهِ : اِسْتِحْبَاب سُؤَال الشَّهَادَة , وَاسْتِحْبَاب نِيَّة الْخَيْر ]

انتهى .


3- الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين:


قال الله تعالى :


{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا }

الكهف / 107


قال السعدي :


[ يحتمل أن المراد بجنات الفردوس : أعلى الجنة ، وأوسطها ،

وأفضلها ، وأن هذا الثواب ، لمن كمل فيه الإيمان والعمل الصالح ،

والأنبياء والمقربون

ويحتمل أن يراد بها : جميع منازل الجنان ، فيشمل هذا الثواب ،

جميع طبقات أهل الإيمان ، من المقربين ، والأبرار ، والمقتصدين ،

كل بحسب حاله ، وهذا أولى المعنيين لعمومه ]
انتهى . تفسير السعدي - (488)

رد مع اقتباس