قَوْلُهُ : ( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ )
بِكَسْرِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ اسْمٌ مِنَ الِاخْتِيَارِ ، أَوْ التَّخْيِيرِ ،
وَهُوَ طَلَبُ خَيْرِ الْأَمْرَيْنِ مِنْ إِمْضَاءِ الْبَيْعِ ، أَوْ فَسْخِهِ ،
وَالْمُرَادُ بِالْخِيَارِ هُنَا خِيَارُ الْمَجْلِسِ
وَالْبَيِّعُ هُوَ الْبَائِعُ أُطْلِقَ عَلَى الْمُشْتَرِي عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيبِ ،
أَوْ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَيْنِ يُطْلَقُ عَلَى الْآخَرِ ،
قَالَالْعِرَاقِيُّلَمْ أَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِ الْحَدِيثِ الْبَائِعَانِ ،
وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْبَائِعِ أَشْهَرَ وَأَغْلَبَ مِنَ الْبَيِّعِ ،
وَإِنَّمَا اسْتَعْمَلُوا ذَلِكَ بِالْقَصْرِ وَالْإِدْغَامِ مِنَ الْفِعْلِ الثَّلَاثِي الْمُعْتَلِّ الْعَيْنِ
فِي أَلْفَاظٍ مَحْصُورَةٍ كَطَيِّبٍ وَمَيِّتٍ وَكَيِّسٍ وَرَيِّضٍ وَلَيِّنٍ وَهَيِّنٍ ،
واسْتَعْمَلُوا فِي " بَاعَ " الْأَمْرَيْنِ فَقَالُوا بَائِعٌ وَبَيِّعٌ . انْتَهَى ،
وقَالَ الْحَافِظُ : الْبَيِّعُ بِمَعْنَى الْبَائِعِ كَضَيِّقٍ وَضَائِقٍ ،
وَلَيْسَ كَبَيِّنٍ وَبَائِنٍ فَإِنَّهُمَا مُتَغَايِرَانِ كَقَيِّمٍ وَقَائِمٍ . انْتَهَى .
( مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ) أَيْ : بِالْأَبْدَانِ كَمَا فَهِمَهُابْنُ عُمَرَ، وَهُوَ رَاوِي الْحَدِيثِ ،
وَأَبُو بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيُّ، وَهُوَ رَاوِي الْحَدِيثِ أَيْضًا كَمَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْبَابِ
( أَوْ يَخْتَارَا ) أَيْ : مَضَاءَ الْبَيْعِ .
قَوْلُهُ : ( فَكَانَابْنُ عُمَرَإِذَا ابْتَاعَ بَيْعًا ، وَ هُوَ قَاعِدٌ قَامَ لِيَجِبَ لَهُ )
وفِي رِوَايَةٍلِلْبُخَارِيِّ : وَكَانَابْنُعُمَرَإِذَا اشْتَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ فَارَقَ صَاحِبَهُ ،
وَلِمُسْلِمٍ فِي رِوَايَةٍ : وَكَانَ إِذَا بَايَعَ رَجُلًا فَأَرَادَ أَنْ لَا يُقِيلَهُ قَامَ فَمَشَى هُنَيْهَةً ،
ولِابْنِ أَبِي شَيْبَةَفِي رِوَايَةٍ :
كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا بَاعَ انْصَرَفَ لِيَجِبَ لَهُ الْبَيْعُ .